الشرعية على أبواب صنعاء والانقلابيون في باب المندب: أين يكمن سر المعركة الأخيرة؟
عدن بوست الأحد 07 أغسطس 2016 03:23 مساءً

ارتفعت وتيرة التصعيد في أكثر من جبهة، وتحديدا في شرق العاصمة صنعاء وتعز وسط البلاد، بعد أن تم استئناف مشاورات الكويت بين وفد الشرعية، ووفد الانقلابيين، إذ تعد السيطرة على الأرض هي أبرز عامل؛ للتحكم في مسار المشاورات.
إذ شهدت العاصمة صنعاء في محيطها معارك عنيفة، تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني خلالها، من التقدم والسيطرة على مواقع كانت واقعة تحت قبضة المليشيا الانقلابية، في المقابل واصلت المليشيا الضغط والتصعيد في محافظة تعز.
مصدر عسكري في تعز قال لـ" مسند للأنباء" إن مناطق مختلفة حول باب المندب شهدت مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية، وأكد أن الممر المائي المهم على وشك السقوط بيد المليشيا الانقلابية. ودارت مواجهات عنيفة في الأيام الماضية في جبهة حيفان بتعز، والقبيطة بلحج، وهما محاذيتان للجنوب، وقريبتان من قاعدة العند الجوية الاستراتيجية، وتعدان مناطق حدودية بين الشطرين الجنوبي والشمالي، وبالسطيرة عليهما يمكن استهداف كل الشريط الساحلي.
تزامن ذلك التصعيد مع وجود تحشيد كبير لقبائل طوق صنعاء، على طرفي نقيض، بعد انقسام القبائل بين مؤيدة للشرعية، وأخرى للانقلابيين، ووصول قوات عسكرية ضخمة إلى محافظة مأرب والجوف. يُذكر أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، قال في تصريحات صحفية إن قبائل طوق صنعاء، ستعلن ولاءها للشرعية، ما يعزز فرضية إسقاط صنعاء سلما أو حربا، والتي بدأت تتشكل معالمها على الأرض. وفي ظل كل هذه التحركات، هل سنشهد معركة قادمة ستكون ساحتها تعز؟
أهمية باب المندب
تُعد العاصمة صنعاء المعركة الحاسمة، التي يمكن من خلالها أن ينتهي الانقلاب، في المقابل يُعد باب المندب هو الجبهة الأقوى في يد المليشيا الانقلابية التي تضغط من خلالها على وفد الشرعية والتحالف العربي، ليس فقط لأهمية باب المندب كونه أحد أهم ممرات الطاقة في العالم، بل هناك سباق محتدم بين إسقاط المليشيا لـ"عدن" ثانية، واستعادة صنعاء من قبل الشرعية والتحالف العربي. تكمن أهمية مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يربط بين خليج عدن والبحر الأهم، ويفصل بين الجزيرة العربية وأفريقيا، أحد أهم مراكز الملاحة الدولية في الشرق الأوسط، وتمر عبره 3.4 مليون برميل نفط يوميا، وما نسبته 57% من النفط يتم تصديره من الدول العربية عبر هذا المضيف. لذلك تسعى إيران للضغط على الرياض عن طريق السيطرة على هذا المضيق، والذي يمكنها من خلاله تهديد مصر أيضا، فالمضيق بالنسبة لها هو المدخل إلى قناة السويس الاستراتيجية.
وبسيطرة الانقلابيين على المضيق، سيتأجج الصراع فيه، وقد يعيد أسعار النفط إلى الارتفاع مجددا، وهو ما تريده دولتا روسيا وإيران، المتضررتان من انخفاض أسعار النفط.
إرساء دعائم الفيدرالية
في السياق أكد المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي علي الذهب، أن ما يجري على الأرض هو إرساء أولي لدعائم الفيدرالية، خاصة في مناطق مصادر الطاقة، وتلك التي لها تأثير مباشر على المملكة العربية السعودية، كحضرموت، والجوف، ومأرب، من خلال تمكين الموالين للشرعية من تلك المناطق، بالقوة العسكرية، ومتطلبات التأمين الذاتي. وأضاف في تصريح خصه" مسند للأنباء" أن أربع محافظات مرهون شأنها بالسيطرة على العاصمة صنعاء، هي" تعز، والحديدة، وإب، والبيضاء"، موضحا أنه في حالة اللجوء إلى الحسم العسكري، ستكون هذه المحافظات مراجل تغلي من شدة المواجهات.
وشدد" الذهب" على أن التحالف العربي والشرعية في اليمن، لن يسمحوا لباب المندب بالسقوط، ولو سقط بيد المليشيا سيتم استعادته بالقوة. كما أشار الباحث في شئون الجماعات المسلحة" الذهب" إلى أن المليشيا الانقلابية، تحاول اختراق أضعف الجبهات، وهم يخشون من تجربة حصار السبعين يوما (1968)، فركزوا ومنذ أول يوم للحرب، على مناطق الدعم" تعز، إب، البيضاء"، وهذه هي المدن التي ساهمت في فك الحصار المفروض على صنعاء حينها.
استنزاف المليشيا
من جهته يستبعد المحلل السياسي محمد المهدي، سقوط باب المندب بأيدي المليشيا، ويعتقد أن المعارك في محيطه ما هي إلا استنزاف للانقلابيين، وأن تعز بأكلمها تحولت لمنطقة إضعاف للمليشيا.
وقال لـ" مسند للأنباء"، الشرعية بالتعاون مع التحالف العربي، يدركون أن المعركة السياسية في المشاورات، لابد أن ترافقها معركة عسكرية للحسم باتجاه العاصمة المخطوفة من قبل المليشيا؛ ليتحقق من وراء العملية العسكرية هدفان رئيسيان، الأول يتعلق بضرورة تحرير العاصمة وإعادتها لحضنها العربي، والثاني للضغط السياسي في المفاوضات وعلى المجتمع الدولي. موضحا أن المسئولين في المجتمع الدولي، كثيرا ما يقولون للوفد الحكومي "ما دمتم لم تتقدموا نحو صنعاء، فأنتم فاشلون".
وتابع توافق هذا مع رغبة خليجية بالحسم، خاصة بعد انهيار اتفاقيات الحدود المبرمة مع المليشيا. وبالنسبة للحاضنة الشعبية حول صنعاء، أكد المهدي، أن قبائل شريط صنعاء وعبر التاريخ، تقف مع مصلحة استقرارها، فتتعامل مع الواقع والأقوى، ولو فرضت الشرعية واقعا قويا عبر قوة عسكرية، فستجد قبائل صنعاء تساندها، مُبينا أن قبائل" بني حشيش" مرتبطة ايديولوجيا بمشروع الإمامة، وهو ما يجعلها بعيدة عن موالاة الشرعية. ويخشى" المهدي" من أخذ المليشيا الانقلابية لرهائن، تقوم من خلالها بالضغط على القبائل، التي ستؤيد الشرعية.
ومن المرجح أن تفشل المشاورات بعد أن علن أعضاء وفد الانقلابيين المشارك في المشاورات اليمنية في الكويت اليوم الإثنين، أنهم مع اتفاق سياسي شامل للأزمة في بلادهم دون أي تجزئة، من دون أن يعلنوا موافقتهم على المرجعيات المحددة لمثل هذا الاتفاق، والممثلة بشكل أساسي بقرار مجلس الأمن رقم 2216.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها