لماذا عرقلت روسيا البيان الأممي بشأن اليمن؟
فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان بشأن اليمن بعدما أصرت روسيا على تضمينه عبارة تدعو كل الأطراف إلى التعاون مع جهود المبعوث الدولي، وهو موقف رحب به الحوثيون.
وتساءلت حلقة الخميس (4/8/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" عن دلالات هذا الموقف الروسي، وهل يأتي دعما للحوثيين والرئيس صالح، أم أنه مجرد موقف دبلوماسي للتذكير بأن روسيا دولة عظمى ولاعب رئيسي في قضايا المنطقة؟
الدبلوماسي الروسي السابق فاتشيسلاف ماتوزوف يقول إن رؤية موسكو واضحة ومفادها عدم الانحياز في اليمن، وأن الضغط يجب ألا يكون على طرف دون الآخر، بل دعوة الجميع إلى عدم الاقتتال، وهي في نفس الوقت تدعم دور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
أما الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميح فرأى أن ولد الشيخ قدم رؤية أممية للحل السياسي وقعت عليها الحكومة ولم يوقعها الحوثيون، متسائلا "كيف تكون موسكو داعمة لمبعوث أممي وهي تعرقل في نفس الوقت مطالبته مجلس الأمن بدعوة الحوثيين وصالح إلى التوقيع؟".
ووصف جميح موقف روسيا بأنه "فضيحة دبلوماسية وسياسية" ومخالفة للقرار الدولي 2216 وغيره من القرارات.
وأضاف أن وثيقة الاتفاق صيغت من أفكار قدمتها دول أعضاء دائمة العضوية، ولم تكن روسيا بعيدة عنها، لافتا إلى أن الحكومة -رغم اعتراضها على الكثير من النقاط- وقعت عليها بُغية السلام.
أما قول مندوب روسيا فيتالي تشوركين إن الوثيقة تركز على الإجراءات الأمنية وتهمل السياسية، فرأى جميح أنها أيضا "فضيحة أخرى"، إذ إن الوثيقة تلزم جميع الأطراف بالإجراءات الأمنية والعسكرية والسياسية خلال 45 يوما.
نفي
ماتوزوف من جهته نفى أن تكون لدى روسيا رغبة للتدخل في الملف اليمني، بل إنها بوصفها عضوا دائما بمجلس الأمن عليها أن تأخذ موقفا من هذا الحدث أو ذاك، لافتا إلى أن بلاده تأخذ في الحسبان أمنها القومي و"التهديدات الإرهابية" الماثلة، وفق قوله.
وعن التهديد الإرهابي الذي تخشاه روسيا قال جميح إنها بعرقلة البيان الأممي تصطف إلى جانب علي عبد الله صالح الذي وضعته الأمم المتحدة على قائمة العقوبات لعلاقته بتنظيم القاعدة.
وأوضح أن روسيا ليست جمعية حقوقية أو خيرية، بل إنها تريد اللعب بالورقة اليمنية للحصول على تنازلات في ملفات أخرى كسوريا وأوكرانيا.
ماتوزوف رد بأن ساحة الحرب في اليمن تتوافر فيها السفن الأميركية إلى جانب التحالف العربي، بينما روسيا غائبة تماما.
أما الحصول على تنازلات في أوكرانيا وسوريا مقابل الورقة اليمنية فقال إنه مستبعد لأن ما يرتبط بملف اليمن له علاقة بمسميات أخرى كالقاعدة وتنظيم الدولة وجبهة النصرة.