ما وراء الحملة الممنهجة على العلماء والدعاة في الجنوب؟
يمر العلماء والدعاة والعمل الخيري والإسلامي في حضرموت وعدن وعموم مناطق الجنوب بفترة عصيبة واختبار شاق حيث يتعرض لحملة ممنهجة تستهدف القضاء عليه وتدجينه وفي هذا الإطار ما يزال مجموعة من العلماء والدعاة في حضرموت مغيبون في معتقلات سرية منذ أشهر كما فرضت السلطات المحلية هناك تجميد لأنشطة الجمعيات الخيرية وفي عدن تعرض مجموعة من العلماء والدعاة لحملة اغتيالات واعتقالات طالت الكثير منهم وللبحث في أسباب ودوافع هذه الحملات الممنهجة طرحنا عدة تساؤلات على عدد من العلماء والناشطين فخرجنا بهذه الحصيلة .
"عدن بوست تناقش هذه الأمور وأسباب الحملة الممنهجة على العلماء والدعاة في الجنوب ومقترحات عملية لمواجهتها من خلال هذا الاستطلاع:
في البداية يرى الشيخ علي القاضي عضو هيئة علماء اليمن ان حملة الاعتقالات التي طالت مجموعة من العلماء والدعاة بحضرموت وكذلك الاغتيالات ضد علماء ودعاة عدن لها دلالات هامة منها أن تأثير العلماء قويا في تربية الأمة على الاسلام وفي اسقاط مخططات افسادها وتغريبها وتشيعها وتشكيل قناعات وأفكار وقيم الأمة .
وأكد الشيخ القاضي أن الذين يتآمرون على العلماء والدعاة يريدون تشويههم كذبا وزورا وتقييد حريتهم بالحبس أو التهديد بل والتصفية الجسدية .
• على الدولة الإفراج عن العلماء والدعاة
وطالب الشيخ علي القاضي الدولة والأمة أن تحمي علماءها ودعاتها في كل المناطق المحررة كما دعا السلطة المحلية في حضرموت إلى الإفراج الفوري عن العلماء والدعاة المعتقلين بحضرموت وعليهم ان يحتاطوا لأنفسهم ما أمكن وحسن تربية الأمة وتعليمها بعد العقيدة فرائض الأُلفة والوفاق والأخوة ونحوها .
ودعا العلماء والدعاة إلى التحذير من الفرقة والتهارج والتهاجر والاستهانة بالدماء والدعوة إلى لم الشمل وحقن الدماء واحلال السلام .
• خطة ممنهجة وتحذير عاجل
أما الشيخ مراد القدسي عضو هيئة علماء اليمن ورئيس حزب السلم والتنمية فيرى أن الاعتقالات التي تطال بعض العلماء والدعاة في وتجميد أنشطة الجمعيات الخيرية في حضرموت وكذلك الاغتيالات التي استهدف علماء ودعاة في مدينة عدن هذا يأتي ضمن خطة ممنهجة لتفريغ البلاد من المصلحين حتى لا يكن لهم أي وجود أو رفع صوت فيما يرون من مظالم وفساد؛ وحتى يخلو الجو لبعض الجهات المغرضة وتمكينها من حكم البلاد من غير أن يعكر صفو حكمهم أحد من الناصحين المصلحين .
وحذر القدسي من إفراغ تلك المناطق من العلماء والدعاة لأنه قد يكون سببا في وجود جماعات عنف متشددة تريد أن تدفع الضيم الحاصل فيكون ذلك مبررا للتدخل الأجنبي في عدن بحجة مكافحة الإرهاب.
• مقترحات عاجلة للحلول
ودعا الشيخ مراد القدسي إلى اجتماع عاجل لقادة العمل الإسلامي والوطني لتدارس الأمر فقد طالت الاغتيالات الكثير من أبناء عدن سواء العلماء أو الدعاة أم من القوى السياسية كمحافظ عدن السابق والعمل على تسفير من يخشى على نفسه الخطر إلى جهة آمنة سواء داخل البلاد أو خارجها وأن تدشن حملة إعلامية تظهر حجم المأساة وسبل المعالجة لها
كما طالب الشيخ القدسي بتوفير حماية أمنية من قبل الجهات المعنية لكل من يمكن أن يكون مستهدفا في الداخل ...
كما دعا جميع الجهات السياسية والدعوية المتضررة من هذا الانفلات الأمني وتداعياته إلى استنكار ما يحدث وادانته والتواصل مع الجهات المعنية في الدولة لمعرفة ملابسات هذه الاغتيالات ومحاسبة الجناة وكيفية الحد منها مستقبلا كذلك دراسة تعليق العمل الخيري والاغاثي في جميع المناطق الجنوبية إلى أجل غير مسمى لأن من يقدم هذه الخدمات للناس لا يأمنون على أنفسهم.
• إخفاق للسلطة وجزاء سنمار
أما محمد الاحمدي الصحفي والناشط الحقوقي المعروف فيؤكد أنه من المؤسف ان تخفق السلطات الشرعية في تلبية الحد الأدنى من طموحات اليمنيين في العدالة وسيادة القانون وحقوق الانسان في المناطق المحررة من مليشيات الحوثيين وصالح، خصوصا جنوب اليمن، حين تعمد إلى مكافأة الرجال الصالحين الذين ساندوا المقاومة الشعبية والجيش الوطني في معركة التحرير بالقمع والاعتقالات التعسفية والتعذيب، في نفس الوقت الذي يصل الأمر حد الاغتيالات في ظروف غامضة دون أي إجراءات تتخذها لحماية هؤلاء أو التحقيق في جرائم الاغتيالات والتصفيات الجسدية.
• الوجه الآخر لتحالف الانقلاب
ويضيف الأحمدي : لا يوجد أي تفسير آخر لحملات القمع الرهيب الذي يتعرض له العلماء والدعاة في الجنوب سوى أن القائمين عليها يمثلون الوجه الآخر لتحالف الانقلاب وربما أسوأ.
أما بخصوص موقف المنظمات الحقوقية فإنه طالما الضحايا ليسوا قناصة أو انقلابيين فلن تتعاطى المنظمات الحقوقية معهم، وفي اعتقادي أن هذه حالة مزرية تعيشها المجتمعات البشرية اليوم في ظل هيمنة منطق القوة الظلم وغياب القانون.
وحث الأحمدي السلطات المحلية في حضرموت وعدن والحكومة الشرعية على محاولة استدراك ثقة المواطنين بها قبل أن تخسر كل شيء، كما ادعو المنظمات والناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان إلى الالتفات لهذه القضايا الخطيرة من أجل حماية ما تبقى من أسس القانون والعدالة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها