"نيويورك تايمز": الحب...ضحية جديدة في دهاليز السياسة
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على جوانب إنسانية أكثر حميمية في قضية المعتقل السياسي السعودي، رائف بدوي، من خلال مقابلة مع زوجته إنصاف حيدر. عن حكاية "النسخة غير الاعتيادية للقاء لطيف" بين السيدة وزوجها، عادت حيدر بالذاكرة إلى العام 2000 حين كانت ترتاد مدرسة لتعليم القرآن (الكريم)، في إحدى البلدات السعودية، "حيث عاشت مع أهلها، لافتةً إلى عدم مخالطتها للرجال، إلّا فيما ندر، إسوةً بغيرها من النساء السعوديات، وذلك نظراً إلى طبيعة بلد محافظ كالمملكة حيث من الشائع أن يتحادث "العشاق المفترضون" عبر الهاتف أو الانترنت، في وقت "تخضع فيه الأماكن العامة لرقابة شديدة"، كما روت حيدر. وقد عبّرت السيدة البالغة من العمر 36 عاما، للصحيفة عن كونها محظوظةً بمصادفة رجل محترم ونبيل مثل زوجها، "الذي لم يحبه والدها يوماً"، والذي انسلخت عن أفراد عائلتها بسببه، وتزوجته بعكس رغبتهم.
وعن الصفحات الأولى لتلك الحكاية، روت حيدر كيف "بدأ كل شيء من لقاء جرى بشكل عرضي"، حين ضغطت بالخطأ على زر إجراء مكالمة هاتفية مع رائف بدوي، عبر هاتف محمول، كانت قد اقترضته من أحدهم. وتابعت حيدر حديثها المفعم بنفس رومانسي بالقول: "في البداية، أقفلت الخط (في وجه بدوي)، إلا أنه عاود الاتصال مجدداً، وتابع الكرّة"، قبل أن تصل الأمور بين الطرفين إلى ما وصفه التقرير بـ "رومانسية هاتفية"، بقيت سرّية إلى حين تتويجها بزواج في نهاية المطاف. وفيما يتعلق بواقع حال الحكاية، بعد مرور نحو 16عاماً على بدئها، علّقت الصحيفة الأمريكية: "(العلاقة) الرومانسية بين الزوجين تقع تحت وطأة ظروف استثنائية، عبر آلاف الأميال، ومن خلال جدران السجن، وذلك على خلفية معركة دولية بشأن حرية التعبير". كما استند تقرير "نيويورك تايمز" إلى كلام حيدر التي صرّحت بأنها تحاول "إبقاء الروح المعنوية لبدوي مرتفعة"، على الرغم من كونها لا تستطيع التواصل معه إلّا من خلال الهاتف. هذا، وتابعت السيدة السعودية، التي تعيش مع أطفالها الثلاثة في شيربروك، الواقعة في مونتريال، داخل كندا، الدولة التي منحتهم حق اللجوء منذ العام 2013، استرسالها في حديث الذكريات حينما أمضت وبدوي "ساعات على الهاتف لدى تعارفهما لأول مرة"، و"غنّت له أغنيتها المفضّلة للمطربة أم كلثوم"، وكيف أنهما ظلّا لوقت طويل حينذاك يتحدثان عن حياتهما وأحلامهما"، قبل أن تستدرك الواقع المر الذي فرّق بينها وبين زوجها، الذي تحادثه لمرتين او ثلاث أسبوعياً عبر الهاتف، ولمدة قصيرة، وفق قواعد السجن، حيث يقبع. وأضافت حيدر في حديثها إلى الصحيفة، عبر مترجم، أنها تخبر زوجها دائماً عن كل شيء: الجوائز التي ينالها وتتسلمها نيابة عنه، فضلا عن الاعتصامات التي تشارك فيها، واللقاءات التي تجريها، مشدّدة على رغبتها بإطلاعه على تعاطف الناس مع قضيته و"اهتمامهم بها، وأن الأمل ما زال موجوداً".
وقد خصص التقرير الذي أعدّته كارين زريق، حيّزاً مهماً للحديث عن الناشط السعودي رائف بدوي، البالغ من العمر 32 عاما، الذي اعتقلته السلطات السعودية منذ العام 2012، وحكمت عليه بالسجن لعشر سنوات، وبجلده ألف جلدة (تم تنفيذ خمسين منها دفعة واحدة في إحدى الساحات العامة في يناير من العام 2015)، بسبب تأسيسه منتدى على الانترنت، أطلق عليه اسم "شبكة الليبراليين السعوديين". كما اتهم المدوّن السعودي بإهانة الإسلام وتشجيع وترويج الأفكار غير المقبولة عبر الانترنت، الأمر الذي أثار غضباً دولياً مذاك، وأسهم في تأجيل استكمال عقوبة الجلد بحق بدوي لمرات عديدة، لا سيما بعد إضرابه عن الطعام أكثر من مرة، وقيام حملات دولية تضغط من أجل إطلاق سراحه بعفو ملكي، بعد استنفاد الطعون المقدمة من قبل الدفاع للقضاء السعودي، وتدهور حالته الصحية. ولم يفت زريق الإشارة إلى ما مثلته كتابات وآراء بدوي من تحدّ للمؤسسة الدينية، ذات النفوذ الواسع في المملكة، وإلى ما حاز عليه الناشط السعودي من جوائز دولية، مثل أرقى الجوائز التي يمنحها الاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان، المتمثلة بجائزة سخاروف لحرية الفكر، وهي جائزة تسلمتها حيدر، أواخر العام الماضي.
وفي هذا السياق، أوضح التقرير أن السيدة حيدر أصبحت، منذ اعتقال بدوي، المتحدثة باسمه والمدافعة عنه، مع الإشارة إلى احتجاجات أسبوعية تقوم زوجة بدوي بتنظيمها، جنباً إلى جنب مع المنظمات الدولية، لا سيما منظمة العفو الدولية، فضلاً عن نشرها لمذكراتها حول رحلة المعاناة في هذا الخصوص ضمن فصول كتاب جاء بعنوان: "صوت الحرية رائف بدوي: زوجي، قصتنا"، وهو كتاب شارك في إعداده الكاتب والصحفي، أندريا هوفمان، واشترى حقوق تحويله إلى فيلم سينمائي، أحد الاستديوهات التي رفضت حيدر الإفصاح عن اسمه. وبكلمات قليلة، وصفت حيدر حياتها مع أبنائها في كندا بـ "شبه الطبيعية" حالياً، وإن كان لا ينغّص عيش تلك العائلة سوى أن بدوي، بعيد عنها، وأضافت أن "حياتهم ستكون أفضل بكثير عندما يكون هنا".
وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء على جوانب إنسانية أكثر حميمية في قضية المعتقل السياسي السعودي، رائف بدوي، من خلال مقابلة مع زوجته إنصاف حيدر. عن حكاية "النسخة غير الاعتيادية للقاء لطيف" بين السيدة وزوجها، عادت حيدر بالذاكرة إلى العام 2000 حين كانت ترتاد مدرسة لتعليم القرآن (الكريم)، في إحدى البلدات السعودية، "حيث عاشت مع أهلها، لافتةً إلى عدم مخالطتها للرجال، إلّا فيما ندر، إسوةً بغيرها من النساء السعوديات، وذلك نظراً إلى طبيعة بلد محافظ كالمملكة حيث من الشائع أن يتحادث "العشاق المفترضون" عبر الهاتف أو الانترنت، في وقت "تخضع فيه الأماكن العامة لرقابة شديدة"، كما روت حيدر. وقد عبّرت السيدة البالغة من العمر 36 عاما، للصحيفة عن كونها محظوظةً بمصادفة رجل محترم ونبيل مثل زوجها، "الذي لم يحبه والدها يوماً"، والذي انسلخت عن أفراد عائلتها بسببه، وتزوجته بعكس رغبتهم.
وعن الصفحات الأولى لتلك الحكاية، روت حيدر كيف "بدأ كل شيء من لقاء جرى بشكل عرضي"، حين ضغطت بالخطأ على زر إجراء مكالمة هاتفية مع رائف بدوي، عبر هاتف محمول، كانت قد اقترضته من أحدهم. وتابعت حيدر حديثها المفعم بنفس رومانسي بالقول: "في البداية، أقفلت الخط (في وجه بدوي)، إلا أنه عاود الاتصال مجدداً، وتابع الكرّة"، قبل أن تصل الأمور بين الطرفين إلى ما وصفه التقرير بـ "رومانسية هاتفية"، بقيت سرّية إلى حين تتويجها بزواج في نهاية المطاف. وفيما يتعلق بواقع حال الحكاية، بعد مرور نحو 16عاماً على بدئها، علّقت الصحيفة الأمريكية: "(العلاقة) الرومانسية بين الزوجين تقع تحت وطأة ظروف استثنائية، عبر آلاف الأميال، ومن خلال جدران السجن، وذلك على خلفية معركة دولية بشأن حرية التعبير". كما استند تقرير "نيويورك تايمز" إلى كلام حيدر التي صرّحت بأنها تحاول "إبقاء الروح المعنوية لبدوي مرتفعة"، على الرغم من كونها لا تستطيع التواصل معه إلّا من خلال الهاتف. هذا، وتابعت السيدة السعودية، التي تعيش مع أطفالها الثلاثة في شيربروك، الواقعة في مونتريال، داخل كندا، الدولة التي منحتهم حق اللجوء منذ العام 2013، استرسالها في حديث الذكريات حينما أمضت وبدوي "ساعات على الهاتف لدى تعارفهما لأول مرة"، و"غنّت له أغنيتها المفضّلة للمطربة أم كلثوم"، وكيف أنهما ظلّا لوقت طويل حينذاك يتحدثان عن حياتهما وأحلامهما"، قبل أن تستدرك الواقع المر الذي فرّق بينها وبين زوجها، الذي تحادثه لمرتين او ثلاث أسبوعياً عبر الهاتف، ولمدة قصيرة، وفق قواعد السجن، حيث يقبع. وأضافت حيدر في حديثها إلى الصحيفة، عبر مترجم، أنها تخبر زوجها دائماً عن كل شيء: الجوائز التي ينالها وتتسلمها نيابة عنه، فضلا عن الاعتصامات التي تشارك فيها، واللقاءات التي تجريها، مشدّدة على رغبتها بإطلاعه على تعاطف الناس مع قضيته و"اهتمامهم بها، وأن الأمل ما زال موجوداً".
وقد خصص التقرير الذي أعدّته كارين زريق، حيّزاً مهماً للحديث عن الناشط السعودي رائف بدوي، البالغ من العمر 32 عاما، الذي اعتقلته السلطات السعودية منذ العام 2012، وحكمت عليه بالسجن لعشر سنوات، وبجلده ألف جلدة (تم تنفيذ خمسين منها دفعة واحدة في إحدى الساحات العامة في يناير من العام 2015)، بسبب تأسيسه منتدى على الانترنت، أطلق عليه اسم "شبكة الليبراليين السعوديين". كما اتهم المدوّن السعودي بإهانة الإسلام وتشجيع وترويج الأفكار غير المقبولة عبر الانترنت، الأمر الذي أثار غضباً دولياً مذاك، وأسهم في تأجيل استكمال عقوبة الجلد بحق بدوي لمرات عديدة، لا سيما بعد إضرابه عن الطعام أكثر من مرة، وقيام حملات دولية تضغط من أجل إطلاق سراحه بعفو ملكي، بعد استنفاد الطعون المقدمة من قبل الدفاع للقضاء السعودي، وتدهور حالته الصحية. ولم يفت زريق الإشارة إلى ما مثلته كتابات وآراء بدوي من تحدّ للمؤسسة الدينية، ذات النفوذ الواسع في المملكة، وإلى ما حاز عليه الناشط السعودي من جوائز دولية، مثل أرقى الجوائز التي يمنحها الاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان، المتمثلة بجائزة سخاروف لحرية الفكر، وهي جائزة تسلمتها حيدر، أواخر العام الماضي.
وفي هذا السياق، أوضح التقرير أن السيدة حيدر أصبحت، منذ اعتقال بدوي، المتحدثة باسمه والمدافعة عنه، مع الإشارة إلى احتجاجات أسبوعية تقوم زوجة بدوي بتنظيمها، جنباً إلى جنب مع المنظمات الدولية، لا سيما منظمة العفو الدولية، فضلاً عن نشرها لمذكراتها حول رحلة المعاناة في هذا الخصوص ضمن فصول كتاب جاء بعنوان: "صوت الحرية رائف بدوي: زوجي، قصتنا"، وهو كتاب شارك في إعداده الكاتب والصحفي، أندريا هوفمان، واشترى حقوق تحويله إلى فيلم سينمائي، أحد الاستديوهات التي رفضت حيدر الإفصاح عن اسمه. وبكلمات قليلة، وصفت حيدر حياتها مع أبنائها في كندا بـ "شبه الطبيعية" حالياً، وإن كان لا ينغّص عيش تلك العائلة سوى أن بدوي، بعيد عنها، وأضافت أن "حياتهم ستكون أفضل بكثير عندما يكون هنا".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها