أول دولة عربية تعلن رغبتها باستضافة زعيم انقلاب تركيا (غولن) ومنحه اللجوء السياسي
دعا المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، -الموالي للسيسي-، السلطات المصرية إلى منح فتح الله غولن، حق اللجوء السياسي، لحمايته من تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له بالإعدام.
وأكد الفضالي، في بيان صحفي أمس الجمعة، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن مطالبته بمنح غولن حق اللجوء السياسي تأتي وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، حيث يحتضن النظام التركي قيادات وعناصر جماعة الإخوان المسلمين و"كل أعداء مصر والمتآمرين عليها".
وأشاد رئيس تيار الاستقلال بـ"غولن"، قائلا إنه شخصية ذات فكر رفيع ويتمتع بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، مضيفا أن الولايات المتحدة لن تمانع في تسليمه لأنقرة إذا ما كان هذا سيحقق لها مصالحها، خاصة بعد أن هدد "المجرم أردوغان" واشنطن بإغلاق قاعدة "إنجرليك" العسكرية التي تنطلق منها طائرات التحالف الدولي ضد داعش، لإجبار الإدارة الأمريكية على تسليم "غولن" ومن ثم إعدامه بتهمة المشاركة في الانقلاب.
وتتهم الحكومة التركية غولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1998، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد الجمعة قبل الماضي.
وكانت تركيا قد أجهضت محاولة انقلاب نفذها مجموعة من عناصر الجيش، واستعادت الحكومة السيطرة على الأوضاع في البلاد في غضون عدة ساعات، بعد نزول المواطنين إلى الشوراع والميادين استجابة لنداء من الرئيس رجب طيب أردوغان. ومنذ اليوم التالي، بدأت الحكومة في ملاحقة آلاف المتهمين بالتورط في الانقلاب الفاشل وعلى رأسهم غولن.
ورقة ضغط
وكان الإعلامي أحمد المسلماني، قد طالب مصر باستضافة فتح الله غولن، إذا قامت أمريكا بترحيله من أراضيها، نكاية في أردوغان.
وأضاف المسلماني أن اقتراحه هذا سيمنح مصر ورقة ضغط ضد تركيا التي تحتضن معارضي النظام المصري وكل الأنظمة العربية، وأيضا سيجعل لمصر وجودا وتأثيرا في المعركة، أكبر من تأثيرها الحالي.
وعدد المسلماني مناقب غولن، قائلا إنه شخصية مهمة بالنسبة لحركات الإسلام الاجتماعي في العالم ويعد أقوى شخصية مقيمة في الخارج بالنسبة للمجتمع التركي، مضيفا أنه فيلسوف ومفكر موسوعي وله أكثر من ستين كتابا، ويملك آلاف المساجد حول العالم ويجيد اللغة العربية إجادة تامة.
أنقرة تحذر واشنطن
من جانبه، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الولايات المتحدة من مغبة السماح لـ"غولن" بالسفر إلى دول أخرى وعدم تسليمه إلى أنقرة.
ووصف بكير بوزداج وزير العدل التركي فتح الله غولن، بأنه خائن وزعيم إرهابي، مشددا على أن الإبقاء عليه في الولايات المتحدة لن يفيد التعاون والتحالف بين البلدين.
وقال السفير التركي لدى الولايات المتحدة سردار قليج، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "الأناضول"، إن أنقرة قدمت لواشنطن كافة الوثائق اللازمة لتسليم "غولن" إلى تركيا.
وأضاف قليج أن بلاده تمتلك الدلائل الكاملة التي تثبت تورط الكيان الموازي بزعامة غولن في محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيرا إلى أن "المتهمين سيحاكمون بشكل عادل وفقا للقانون التركي".
وفي المقابل دعا فتح الله غولن، الإدارة الأمريكية إلى رفض طلب السلطات التركية بتسليمه، واصفا اتهامه بالضلوع في الانقلاب الفاشل على أردوغان بأنه "محاولة للانتقام" منه.
وردا على هذه التصريحات، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، يوم الجمعة، إن واشنطن تدرس طلب الحكومة التركية تسليم فتح الله غولن لها، دون تحديد موعد للرد على هذا الطلب.
سيفتح بابا جديدا للعداء
وتعليقا على هذا الاقتراح، حذر مراقبون من أن استضافة غولن ستزيد من الاحتقان في العلاقات المصرية التركية في وقت تتزايد فيه احتمالات التوصل لمصالحة بين البلدين.
وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذا المقترح نابع من شخصيات مصرية ترغب في مكايدة أردوغان بسبب سياساته الأخيرة تجاه مصر، مؤكدا أنه لا يتفق مع هذه الفكرة.
وأضاف غباشي، في تصريحات صحفية، أن منح غولن حق اللجوء السياسي سيفتح بابا جديدا للعداء مع تركيا، بدلا من التهدئة التي تخدم مصالح مصر.
من جانبه، قال كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشأن التركي بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، إن استقبال مصر لـ"غولن"، واستخدامه كورقة ضغط على أردوغان هو مقترح غير منطقي.
وتساءل "سعيد": "ماذا لو استقبلته مصر ثم تمت المصالحة مع تركيا، فهل ستقوم القاهرة بتسليمه لأنقرة أم ستتمسك بوجوده على أراضيها؟"، مرجحا أن تكون مطالبة تركيا بتسليم غولن لها مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي وليست جادة.