لأول مرة في تاريخ جماعة الحوثي..طائرات بدون طيار تحوم فوق سماء صعدة
كشفت مصادر أمنية رفيعة أن اللجنة العسكرية والأمنية وكذلك قيادة غرفة العمليات المشتركة يتابعون بقلق بالغ تزايد دائرة التوسع لنشاط جماعة الحوثي المسلحة في العاصمة صنعاء ومحيطها بصورة غير مسبوقة.
وأكدت المصادر أن التقارير الأمنية المشتركة أشارت إلى وجود مجموعات على شكل خلايا لجماعة الحوثي تديرها شخصيات إيرانية تابعة للحرس الثوري متواجدة في العاصمة صنعاء ومحيطها وهي المرة الأولى التي تتحدث الأجهزة الأمنية وغرفة العمليات المشتركة الخاصة بقيادة الحرب على القاعدة عن وجود مجموعات على شكل خلايا تابعة للحوثي بقيادة شخصيات عسكرية إيرانية.
وأضافت المصادر ذاتها بأن العمليات العسكرية التي استهدفت عدداً من قيادة تنظيم القاعدة في كل من مأرب والجوف والبيضاء من خلال استخدام الطائرات بدون طيار، حيث نفذت تلك الطائرات طلعات لمطاردة أهداف معينة تجاوزت عشر طلعات في اليوم.
ونوهت المصادر بأن تزايد تلك الطلعات تأتي في سياق تزايد المخاوف من هجمات من المتوقع أن يقوم بها تنظيم القاعدة.
وأكدت المصادر بأن دائرة عمليات تلك لطائرات التي تديرها غرفة العمليات المشتركة التي تضم، إضافة إلى اليمن كل من "أميركا والسعودية" أدخلت محافظة صعدة وجميع الأماكن التي يتواجد فيها مجموعات مسلحة تابعة لجماعة الحوثي وأن عمليات الرصد بدأت بشكل مكثف منذ قيام إحدى الطائرات الأميركية بتوجيه ضربة لإحدى الأماكن التي أشتبه بوجود قيادات للقاعدة بها داخل الإطار الجغرافي لمحافظة صعدة.
وأضافت المصادر بأنه وبالرغم من التنظيمات الحثيثة التي تسعى جماعة الحوثي لنقلها عبر أطراف ووسطاء متعددة أبرزهم شخصيات دبلوماسية ألمانية يؤكدون من خلالها بأنهم لا يمثلون أي خطر على المصالح الأميركية أو مواطنيها أو ممثلي البعثة الدبلوماسية، وأن حملة التحريض والكراهية التي تدشنها جماعة الحوثي لا تستهدف أياً من المصالح والرعايا الأميركية.
إلا أن تلك التنظيمات ـ حسب المصدر الأمني ـ لم تقنع أياً من الأطراف الدولية والإقليمية وخاصة أميركا والسعودية وعدد من دول الخليج، حيث تصر كل من الرياض وصنعاء على إدخال المواقع العسكرية لجماعة الحوثي ضمن دائرة المواقع المصنفة بالإرهابية وتمثل خطراً وهو ما كان الأميركان يعبرون عن قلقهم إزاء تلك المواقع العسكرية التابعة لجماعة الحوثي غير أنهم حالوا دون تصنيفها ضمن دائرة المواقع الإرهابية المستهدفة من قبل غرفة العمليات المشتركة المعنية بالحرب على الإرهاب ومطاردة تنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية غير أن ذلك التمنع الأميركي قد تلاشى في الوقت الراهن وفق المعطيات الأخيرة والمعلومات الاستخباراتية التي أكدت تورط جهات عسكرية إيرانية في إدارة تلك المواقع التابعة للحوثي.
وحول ما إذا كانت الأيام القليلة القادمة ستشهد استهداف الطائرات الأميركية بدون طيار لهذه المواقع أوضحت المصادر الأمنية أنها لا تستبعد ذلك خاصة وأن هذا الموضوع سيتم مناقشته في الرياض مع الرئيس هادي.
وتأتي هذه المؤشرات وفق المعلومات الاستخباراتية المتناولة متزامنة مع قيام صحيفة الشرق الأوسط بنشر تقارير استخباراتية أكدت أن إيران تدرب أعداداً كبيرة من الحوثيين في دولة إريتريا المجاورة لليمن على الساحل الأفريقي للبحر الأحمر، وقالت الصحيفة ـ نقلا عن مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية ـ أن لدى اليمن ما يثبت تهريب إيران لأسلحة عبر سفن مهربة إلى جزر تتبع إريتريا، ثم يتم نقل هذه الأسلحة عبر شحنات صغيرة إلى الحوثيين في محافظة صعدة التي يسيطرون عليها شمال البلاد.
وأكدت المصادر السياسية والدبلوماسية اليمنية ـ في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط» في لندن ـ أن «إيران تدرب المقاتلين الحوثيين في إحدى الجزر الإريترية الواقعة بالقرب من سواحل البحر الأحمر اليمنية، بعد أن صعبت عمليات نقل هؤلاء المقاتلين من اليمن إلى إيران أو لبنان، حيث حزب الله بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا»، وأضافت أن «لدى اليمن معلومات مؤكدة أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل مقاتلين حوثيين وتدريبهم في الأراضي الإريترية تحت علم حكومة إريتريا»، مطالبة إيران وإريتريا بالكف عن هذا العمل الذي لا يخدم العلاقات الطبيعية بين اليمن وهذين البلدين، مؤكدة أن إيران «تعتمد على استراتيجية نقل شحنات الأسلحة المهربة إلى جزر تابعة لإريتريا في البحر الأحمر بادئ الأمر، ثم تنقل الأسلحة عبر قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الأراضي اليمنية، حيث يقوم سماسرة السلاح بنقلها وتهريبها إلى محافظة صعدة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي».
وذكر مصدر سياسي يمني مطلع في صنعاء أن «مجلس الأمن القومي الإيراني أقر الاستراتيجية الإيرانية الجديدة المتمثلة في نقل ثقل المعركة من الشمال في سوريا ولبنان إلى جنوب الجزيرة العربية في اليمن، بعد تيقن إيران أن استمرار نظام حليفها بشار الأسد في دمشق يستحيل أن يستمر»، وذكر أن إيران تشعر أن «نفوذها على سوريا، ونفوذ حليفها حزب الله في لبنان، لن يستمر طويلا، ولذا تفكر إيران بجدية لنقل ثقل هذا النفوذ إلى مناطق الشمال اليمني، والبحر الأحمر والقرن الأفريقي مستغلة العلاقات القوية التي تربطها بالنظام الاريتري».
وأضاف المصدر إن «الاستراتيجية الإيرانية الجديدة تضع في اعتبارها مسألة التحكم في الممرات المائية الدولية، وتريد الوجود في البحر الأحمر وبحر العرب لتتمكن من ضم مضيق باب المندب إلى مضيق هرمز، ومن ثم يسهل عليها التحكم بحركة التجارة العالمية، وخطوط الطاقة عبر هذه الممرات».
وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول النفي الإيراني المستمر لمثل هذه الاتهامات اليمنية، قال المصدر السياسي «تعودنا من إيران أن تنفي مثل هذه التهم»، وتساءل: «أليست إيران تنفي دائما تدخلها السافر في البحرين والعراق وسوريا ولبنان؟! وهي كذلك تنفي تدخلها في اليمن».
وفي حين اتهم مسؤولون يمنيون مرارا إيران بالتدخل في الشؤون اليمنية بدعم الحوثيين، وممارسة أنشطة تجسسية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولون يمنيون إيران بتدريب مقاتلين حوثيين في دولة مجاورة لليمن في القرن الأفريقي كإريتريا. وسبق للرئيس اليمني/عبد ربه منصور هادي أن اتهم إيران بدعم الحوثيين في الشمال، ودعم التيار المتطرف في الحراك الجنوبي المنادي بالانفصال، كما سبق لليمن الإعلان عن ضبط ست خلايا تجسس إيرانية تعمل تحت إمرة ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ويعمل على تنسيق الأنشطة الأمنية الإيرانية بين اليمن والقرن الأفريقي. وتمت خلال الأيام الماضية محاكمة أعضاء خلية تجسس إيرانية في صنعاء وصدرت أحكام بالسجن ضد عناصر الخلية، الأمر الذي جعل السفارة الإيرانية في صنعاء تتقدم باستئناف ضد الأحكام الصادرة، وهو ما قوبل برفض المحكمة على اعتبار أن إيران طرف خارجي ليس لها الحق بالتدخل في مجريات المحاكمة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها