مارادونا يرد على الفيفا واتحاد الكرة الأرجنتيني
أعرب النجم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا عن غضبه من مبعوث الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي قدم إلى بوينس آيرس من أجل مساعدة الاتحاد الأرجنتيني للعبة لتصحيح مساره، مؤكدا أنه لم يفعل شيئا حتى الآن.
وكشف مارادونا، الذي توج بلقب مونديال 1986 مع الأرجنتين، أنه سيتحدث في هذا الموضوع مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو.
وخرج مارادونا غاضبا من الاجتماع الذي عقده أمس الأربعاء مع مبعوث الفيفا، السويسري بريمو كورفارو، الذي اتهمه بإنهاء اللقاء بشكل مفاجئ، كما انتقد وجود نية داخل الاتحاد الأرجنتيني لطي صفحة الماضي والبدء من جديد بعد إنقضاء فترة ولاية الرئيس السابق خوليو غروندونا ، والتي امتدت إلى 35 عاما.
وقال مارادونا عقب خروجه من مبنى الاتحاد الأرجنتيني عقب مكوثه داخله ما يزيد عن الساعة “سأذهب غاضبا، لأنني جئت لأتحدث مع بريمو كامارغو (في إشارة إلى بريمو كورفارو)، لقد تم قطع الاجتماع، لا يمكن لأحد أن يقطع اجتماعه معي بهذه الطريقة”.
وأضاف “مافيا غروندونا لا تزال موجودة، حتى أن هناك صورة لغروندونا في الداخل”.
وتابع المدرب السابق للمنتخب الأرجنتيني في مونديال جنوب أفريقيا :2010 “جئت لأتحدث عن كرة القدم ومشاكل كرة القدم الأرجنتينية، يؤلمني ما حدث، سأتحدث في هذا الشأن مع إنفانتينو وسأقول له إذا كان هذا هو الدور، الذي يتعين علي أن أقوم به فلن أقبله”.
ووصل كورفارو إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس كمبعوث للفيفا لبدء عملية تصحيح لمسار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، الذي يمر بأزمة طاحنة تفاقمت أثارها في الشهور الأخيرة بسبب التحقيقات القضائية، التي تخضع لها قياداته، فيما يتعلق بعقود أبرمها الاتحاد لمنح حقوق البث التلفزيوني للبطولات وقدرت قيمتها بملايين الدولارات.
وقبل وصول مبعوث الفيفا، قال مارادونا “لا أتفق مع الكثير من الأشياء، التي يريدون القيام بها، يرغبون في طي صفحة الماضي ثم البدء من جديد، وأنا لا أريد هذا، أنا أرغب في أن يكون هناك عملية مراجعة لفترة ولاية الرئيس السابق ومن هذه النقطة نبدأ مع اتحاد نظيف وشفاف”.
وتضاعف عدد المرشحين لخلافة خيراردو مارتينو، المدير الفني السابق للمنتخب الأرجنيتني لكرة القدم، إلا أن تعيين أحد منهم في هذا المنصب يواجه تعقيدات ضخمة في الوقت الراهن، بسبب غياب الإداراة المنتخبة في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، بالإضافة إلى وجود عجز في الموارد المالية في ظل فوضى فريدة من نوعها في الوسط الرياضي لهذه الدولة.
وفي ظل استبعاد ددييغو سيموني، أحد أبرز المرشحين لتولي الإدارة الفنية للمنتخب الأرجنتيني والقادر على إرجاع ليونيل ميسي لصفوف الفريق، تبرز أسماء أخرى مثل خورخي سامباولي، المدرب السابق لتشيلي والحالي لإشبيلية الإسباني، ولكن الاتحاد الأرجنتيني ليس مستعدا في الوقت الراهن لتحمل قيمة الشرط الجزائي في تعاقده مع ناديه الحالي.
كما استبعد مارسيلو بيلسا، الذي تعاقد مع لاتسيو الإيطالي، فيما تبقى دائرة الترشيحات تددور في فلك مدربين أخرين مثل ادغاردو باوزا ومارسيلو غايردو وماوريسيو بوكيتينو ورامون دياز، وأخرين.
ورغم ذلك، أكد الرئيس الرمزي للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، لويس سيجورا، أنه ليس هناك مرشحين لتولي هذا المنصب.
وقال سيغوار، الذي أصبح في معزل عن اتخاذ قرارات داخل الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم “هناك موضوع تتم مناقشته وعلى ضوءه ستتحدد هوية المدير الفني الجديد”.
واعتبر الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، المتواجد حاليا في ألمانيا، أن استقالة مارتينو كانت جزءا من التصرفات الخاطئة، التي تتسبب في إحداث فوضى في الكرة الأرجنتينية.
وقال ماكري، الرئيس السابق لنادي بوكا جونيورز “لقد تألمت، لقد تألمت لأنه شخص محترف، إنه شخص جاد، واحترمه كثيرا”.
وأضاف “الأرجنتين تتجه إلى الحداثة ولايمكننا أن نستمر مع نظام متهالك وفاسد في كرة القدم، أتمنى أن تشهد الإصلاحات، التي تقوم بها لجنة الفيفا، تقدما”.
وانقشعت أزمة القيادة الفنية للمنتخب الأرجنتيني المشارك في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة بإسناد المنصب لخوليو أولارتيكويتشيا، المدرب الوحيد، الذي يرتبط بتعاقد ساري مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم.
ولكن الأزمة الحقيقية المتمثلة في مستقبل المنتخب الأول قد يشهد حلها تأخرا، رغم اقتراب موعد إنطلاق الجولة الجديدة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا في أيلول/سبتمبر المقبل.
وتحتل الأرجنتين المركز الثالث، الذي يمنحها بطاقة التأهل مباشرة إلى المونديال، ولكن لا يزال هناك أمامها عدة مباريات لتلعبها، كما أن الفارق بينها وبين منتخبي تشيلي وكولومبيا لا يزيد عن نقطة واحدة.
ويعيش الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم حالة من الفوضى، حيث بات رئيسه لويس سيغورا بدون أي صلاحيات قانونية، بعد أن خضع الاتحاد لإدارة لجنة مرسلة من الفيفا، لتوفيق أوضاعه.
وبالإضافة إلى ذلك، اتهم سيغورا بارتكاب جريمة احتيال حسبما أقر القضاء الأرجنتيني، الذي فتح تحقيقات حول بعض المخالفات، التي شابت إدارة مبالغ مالية ضخمة بلغت ملايين الدولارات، كانت حصيلة بيع حقوق البث التلفزيوني للمباريات.
ووصلت الحالة المالية للاتحاد الأرجنتيني لمرحلة الخطر، كما أن الأندية المحلية، التي تتمتع بتوازن مالي باتت أقل من أي وقت مضى، رغم الإعانات، التي دأب الاتحاد على تقديمها لهم خلال السنوات الأخيرة.
وعلى جانب أخر، يرفض العديد من الأندية التنازل عن لاعبيها لصالح المنتخب الأرجنتيني، الذي سيشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، لتزداد معاناة الكرة الأرجنتينية، التي تنهال عليها الضربات بدء من خسارتها لمباراتين نهائيتين في كوبا مريكا عامي 2015 و2016 ثم المرور بعدة معوقات على المستوى الإداري، وصولا إلى إعلان مارتينو لاستقالته أول أمس الثلاثاء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها