دراسة تكشف الاستبعاد الاجتماعي للنساء في عدن
كشفت دراسة حقوقية أشهرت نتائجها في عدن، أمس الجمعة، أن 82% من النساء ليس لديهن دراية بما يقدمه المجلس المحلي من خدمات، وأن هناك 41% من النساء فرصهن في الحصول على العمل أقل من الفرص المتاحة أمام الرجل.
وأشارت نتائج الدراسة المختلفة إلى أن 28% من أرباب العمل يفضلون ارتداء المرأة "البرقع" أثناء العمل، فيما يشترط 50% من أرباب العمل عدم ارتداء البراقع أثناء العمل، ونفت 28% من النساء أن يكن أجبرن على ارتداء البراقع من قبل أرباب عملهن.
الدراسة التي نفذتها المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية (YFSS)، بالشراكة مع مؤسسة المستقبل FFF))، تحت عنوان "الاستبعاد الاجتماعي للنساء في عدن"، أظهرت نتائج كارثية في كثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وكشفت أن هناك استبعادا كبيرا للنساء قد جرى في عدن، وخاصة في الفترة الممتدة عقب حرب صيف 94 وحتى اليوم.
وأشارت النتائج إلى عدم وجود مشاريع اقتصادية خاصة بالنساء في الأحياء التي يقطنّ فيها بنسبة 80%، وأظهرت أن 71% من النساء ظروفهن الاقتصادية تستبعدهن من قضاء أوقاتهن في الأماكن العامة والترفيهية.
كما أشارت إلى أن 61% من النساء ظروفهن الاجتماعية لا تساعدهن على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية بمفردهن، وأكدت أن 67% أنهن يشعرن أن وسائل الإعلام لا تدعم قضايا المرأة، فيما 53% أكدن أنهن يشعرن أنهن مهمشات في الخطاب الإعلامي.
كما أظهرت النتائج أن 65% من النساء في عدن لا يتمكن من استخدام الإنترنت بحرية في منازلهن، فيما 10% فقط أكدن أنهن لا يتمتعن بمكانة متساوية لهن بين أقرانهن الذكور في المنزل.
وأشارت النتائج على المستوى الاقتصادي إلى أن 50% من أرباب العمل في القطاعين الخاص والحكومي يفضلون عمل الرجل على عمل المرأة، وأوضحت 83% من النساء المستبينات في عدن أنهن يطمحن أن يكون لديهن مشروعهن الخاص، وقالت إن 86% من النساء لا تتوافر لديهن الفرص والإمكانيات للقيام بمشروعهن الخاص.
وفي جانب الاستبعاد السياسي، أظهرت النتائج أن 72% من النساء لم يصوتن في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، و53% من النساء أوضحن أن عدم ترشحهن في الانتخابات، لكون نظرة المجتمع لا تزال سلبية تجاه النساء الناشطة سياسيا.
وقالت أن 74% من النساء يشعرن بغياب العدالة في الفرص السياسية المتاحة أمامهن مقارنة بالرجل، وذكرت أن 67% من النساء يشعرن أن هناك اعتقاداً في وسط المجتمع مفاده أن السياسة من شأن الرجل.
وأوضحت أن 57% منهن يقلن أنه يتم استبعادهن من قوائم الترشح المحلية والبرلمانية لكونهن نساء فقط، وذكرت أن 93% من النساء المستبينات، أنهن لسن منتميات إلى أية منظمة نسوية، وأكدت 92% منهن أنهن غير منتميات إلى أي حزب سياسي.
وعلى مستوى عينة الرجال، كشفت الدراسة أن 78% يعتقدون أن نظرة المجتمع تجاه المرأة العاملة في السياسة، سلبية.
الدراسة التي أعدها مجموعة من الباحثين برئاسة الدكتور توفيق مجاهد سالم، الأستاذ في جامعة عدن، وفريق باحثات، وتناولت 3 مراحل تاريخية من عمر حقوق المرأة في عدن (أواخر فترة الإدارة البريطانية، وفترة ما بعد الاستقلال، والفترة الممتدة من عام 90 إلى اليوم)، تعد الدراسة الأولى في اليمن التي تجرى في هذا المستوى من الحقل البحثي الحقوقي والاجتماعي.
تكونت الدراسة من قسمين؛ نظري وميداني، وركزت على معرفة مؤشرات الاستبعاد للنساء في عدن، وقد أوضحت نتائجها مستويات متفاوتة من الاستبعاد خلال تلك المراحل، كما كشفت الفروقات المختلفة بينها، كما وكشفت مستوى التراجع في أوضاع النساء خلال السنوات الماضية.
وشملت الدراسة استبيان عينة من 900 امرأة عدنية مختلفة المستويات الاجتماعية والتعليمية، وتوزعت الدراسة على مختلف أحياء عدن، كما شملت 300 عينة من الذكور للدراسة للمقارنة بين المستبينين والنتائج، وبهدف التأكد دقة النتائج، وإجراء أغراض المقارنات البحثية.
يذكر أن المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية أشهرت نتائج دراسة الاستبعاد الاجتماعي في عدن، الخميس الماضي، بمشاركة نخبة من الحركة النسوية والحقوقية والاجتماعية في مدينة عدن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها