لماذا اطلقت المليشيات المجرمين وبائعى المخدرات من السجون ؟
أبدى ناشطون وإعلاميون يمنيون استغرابهم من قيام مليشيات الحوثيين والمخلوع علي صالح بإطلاق سراح عشرات الأشخاص المدانين بتهمة تجارة المخدرات والحرابة والاختطاف والانخراط في جماعات مسلحة، في الوقت الذي لا تزال تختطف مئات الناشطين السياسيين والصحافيين، دون أي إجراءات قانونية.
ونشرت قناة بلقيس الفضائية توجيهات صادرة عن يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بإطلاق سراح 82 سجينا بينهم تجار مخدرات ومدانون بتزوير محررات رسمية وقطع الطريق وتفجير أنابيب النفط في اليمن.
واعتبر الناشط والباحث السياسي اليمني محمد المقبلي، بأن “هذه الوثائق التي نشرتها قناة بلقيس تعد بالغة الأهمية والتأثير، لأنها أزاحت الستار عن فصل مهم من فصول الجريمة الحوثية”.
مضيفا في تصريح لــ”الإسلام اليوم”، بأن “هذه الوثائق هي التعبير التوضيحي عن التزاوج الأسود بين مافيا الجريمة والمال”، مشيرا إلى أن الجماعة الحوثية ومعها الأذرع الإيرانية في المنطقة ارتبطت بمافيا من هذا النوع”.
وأضاف المقبلي بأن “ذلك يشير إلى أن العصابة المنفلتة يوجد في بنيتها التكوينية مجرمون افلتوا من العقاب، وأن هؤلاء المجرمين كانت لهم علاقة سابقة بالجماعة ويقومون بتنفيذ أجندتها، ضمن مسلسل زرع الفوضى وإفشال الدولة وتفجير الأنابيب وبث الجريمة في المجتمع وعلى أساس أن عصابات المال والجريمة اكبر مستفيد من هشاشة الدولة والمجتمع”.
وعلق الصحافي اليمني علي الفقيه، في تصريح لـــ”الإسلام اليوم”، بأن “إفراج جماعة الحوثيين عن المدانين بتهم جرائم جنائية جسيمة تتوزع بين القتل والسرقة وتهريب المخدرات أو المسجونين على ذمة قضايا من هذا النوع يؤكد مجدداً على أن الجماعة تستخدم المجرمين وأصحاب السوابق كمقاتلين في صفوفها ويكون لديهم استعداد أكثر من غيرهم للإجرام في حق المدنيين ونزعة عدائية أكثر تجاه المجتمع، كما أنها تستفيد من شبكة مهربي المخدرات لتمويل أنشطتها”.
وأردف قائلا “والمفارقة أن الجماعة أفرجت عن مئات المجرمين من السجون بينما تصر على اعتقال الصحفيين والنشطاء السياسيين وليس هناك سوى تفسير واحد لهذا السلوك وهي النزعة الإجرامية المتأصلة في نفوس قادة هذه الجماعة التي تفكر بعقلية العصابة وترى في كل شخص أو كيان له علاقة بالسياسة والفكر خطراً عليها بينما تعتبر المجرمين والقتلة وأرباب السوابق هم جزء من تركيبتها الأساسية”.
وخلص الفقيه إلى القول بأن “حملة الإفراج عن المجرمين تأتي استمراراً لسلوك بدأته الجماعة منذ استولت على عمران كان أول عمل قامت به هو فتح السجن والإفراج عن السجناء وتجنيدهم في صفوفها وتم ذلك في كل المحافظات التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي تقريباً”.
وكانت جماعة الحوثي أطلقت سراح 82 سجيناً من السجن المركزي في العاصمة صنعاء، معظمهم متهمون بقضايا جنائية تتنوع بين الاتجار بالمخدرات والقتل والحرابة والسرقة والاختطاف وتفجير القنابل وأنابيب النفط.
وبحسب وثائق نشرتها قناة “بلقيس” الفضائية، فإن شقيق زعيم جماعة الحوثي يحيى بدر الدين الحوثي، وجه بالإفراج عن 72 من السجناء المتورطين في قضايا جنائية مختلفة، بالإضافة إلى 10 آخرين لم تُحدد الجرائم التي ارتكبوها.
وتتضمن الوثائق رسالة صادرة عن المدير العام للإصلاحية المركزية في أمانة العاصمة، المعروفة باسم السجن المركزي، موجهة إلى وكيل النيابة الجزائية المتخصصة، وموضوعها السجناء الذين تم الإفراج عنهم من قبل لجنة السجناء، وهي اللجنة التي شكلها شقيق زعيم جماعة الحوثي برئاسته، وأصدر من خلالها أوامر إفراج عن عدد من السجناء.
وخلال الفترات الماضية، أفرجت جماعة الحوثيين عن سجناء متورطين في قضايا جنائية مختلفة، وذلك في كل من محافظة عمران وإب وصنعاء صعدة وحجة.
ويؤكد باحثون في شؤون الجماعة الحوثية بأن إطلاق سراح السجناء المتهمين في قضايا الاتجار بالمخدرات، هي عملية اعتيادية تمارسها جماعة الحوثي بهدف تمويل عملياتها العسكرية وإقلاق دول الجوار، منذ أن كانت في مدينة صعدة وقبل سيطرتها على العاصمة وبقية المحافظات اليمنية.
وكشف الناشط السياسي والإعلامي فهد طالب الشرفي، الذي يتحدر من محافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين عن علاقات وطيدة بين المتمردين الحوثيين وبين عصابات الاتجار بالمخدرات، مشيرا إلى قضية متهم يدعى (ح. ر. الحسوي) من صعدة، قال إنه زعيم عصابة تهريب مخدرات كبيرة ألقي عليه القبض بتعاون امني يمني سعودي في 2008 و حكم عليه بالحبس 25 عاما، وعندما وصل الحوثيون إلى صنعاء أطلقوه وأعادوه إلى صعدة بموكب من السيارات المرافقة ومكنوه من استعادة نشاطه بقوة وتحت رعاية ودعم وحماية أطقم حوثية.
وفي وقت سابق، أطلق مسلحو الحوثي سراح عدد من العسكريين الإيرانيين فور سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، حيث قاموا بمحاصرة مقر جهاز الأمن القومي وسط العاصمة صنعاء، وقاموا بإطلاق سراح عدد من العسكريين الإيرانيين، الذين كانوا ضمن طاقم سفينة الأسلحة الإيرانية “جيهان 1″، التي احتجزتها السلطات اليمنية في يناير 2013، والتي كانت تحمل أسلحة للمليشيات الحوثية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها