دراسة .. أسلوب قيادة الناس للسيارة في البلدان ترتبط بمستوى الفساد في الدولة
أثبت دراسة مؤخرا أن أسلوب قيادة الناس في البلدان ترتبط بمستوى الفساد في الدولة، وقد جاءت فكرة هذه الدراسة من الشعور الذي يُحس به البعض عندما يكون خارج الوطن ثم يعود إلى بلاده، فالسائقون يكونون أكثر تهورا وأقل حذرا في البلدان التي يكون مستوى الفساد فيها عاليا.
وفي مقال لجيمس أومالي، صحفي بمجلة سيتي ميتريك البريطانية، ربط هذا الأخير أسلوب القيادة في رومانيا بمستوى الفساد في البلاد، نظرا لارتفاع حوادث الطرقات ونسبة الوفيات الناتجة عنها بشكل خاص.
ففي عام 2013، تُقدر نسبة الوفيات في رومانيا بـ9.3 لكل 100 ألف مواطن، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة مقارنة بنسبة 2.8 في المملكة المتحدة البريطانية لنفس هذا العام. كما أخذ أومالي بيانات من مشروع العدالة العالمية ومنظمة الصحة العالمية وقام بدراستها، وقد اكتشف من خلال تلك البيانات معيارا يربط مستوى الفساد في البلاد بعدد الحوادث المرورية.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن مستوى ثروة البلاد يرتبط بمستوى الفساد فيها مع وجود علاقة بين مستوى الفساد وعدد وفيات حوادث الطرق. وتقول هذه الدراسات إن في البلدان الأكثر فقرا والتي يوجد فيها أقل عدد من السيارات تحصد أقل عدد من وفيات حوادث الطرقات. على عكس الدول الغنية التي كلما ازداد فيها مستوى الثروة ازداد فيها عدد الحوادث، وكذلك يمكن أن يرتبط الفساد بارتفاع وانخفاض مستوى الفقر والثراء في البلدان.
ويقول أومالي إن العلاقة بين الفساد وسوء القيادة تتسم بعدم الجدارة، مضيفا أن “البلدان تتقدم عندما لا يقوم اقتصادها وأصحاب رؤوس الأموال باستغلال الفئات الفقيرة لكنها تتقدم عندما ترتكز على آليات سياسية تقوم فيها بانتداب المواهب والكفاءات اللازمة، حيث إن هذه الدول تُقدّر أهمية التقنيات والاختراعات الجديدة المكتشفة ولا تقوم بمصادرة أفكار المخترعين والكفاءات وإلغائها”.
ولا شك أن الناس في البلدان الفاسدة لا يولون احتراما كبيرا لسيادة القانون، فقد لاحظ أومالي أنه على الرغم من تواجد شرطة المرور في وسط مدينة بوخارست، يتم تجاهلهم كليا من قبل سائقي السيارات. وذلك نظرا لضعف وهشاشة الأنظمة القانونية في البلاد، وكذلك لأن سائقي السيارات واثقون أنهم بإمكانهم تقديم رشوة للتخلص من أي مخالفة مرورية.
كما استطاع أومالي الكشف عن العلاقة بين الوفيات والفساد في الدولة، واكتشف أيضا من خلال البيانات وجود نمط مشترك بين وفيات الطرقات ونسبة ثقة الناس ببعضهم البعض.
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى العلاقة بين عدد الحوادث المرورية والفساد الحكومي والتي استخلصت أن العوامل الثقافية والاستقلالية الفكرية يمكنها تخفيف آثار الفساد على السلطات التنفيذية للقانون، ولهذا نحن لا نسمع كثيرا عن حوادث الطرقات في البلدان الغنية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها