صالح والبيض والعطاس والحوثيون في مواجهة السفير الأميركي
استفزت تصريحات السفير الأميركي أمس الأول القياديين الجنوبيين علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس، كما أثارت حفيظة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وفيما قال مسؤول بمكتب البيض إنه ليس من حق السفير الأمريكي نعتنا بـ'الانفصاليين'.. اعتبر العطاس تلك التصريحات بأنها "غير حصيفة ".
وفي سياق ردود الفعل، استهجن مصدر في مكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام تصريحات السفير الأميركي في اليمن وقال إن" جيرالد فيرستاين " بدا خلال المؤتمر الصحفي في صورة الحاكم بأمره في اليمن متجرداً من العباءة الدبلوماسية التي يفترض أنها تلزمه بعدم التدخل في شؤون البلد الذي يرتبط به بعلاقات ندية وتقوم على الاحترام المتبادل.
وقال المصدر إن من المؤسف أن يصل الأمر بالسفير إلى مستوى التورط في إصدار التصريحات النارية التي تعكر أجواء التصالح الوطني وتحرض أطرافاً يمنية على أخرى.
وعبر المصدر عن أسفه البالغ لسكوت أطراف الحياة السياسية على انتهاكات السفير الأميركي للقواعد الدبلوماسية والتي تسيء بصورة مباشرة إلى قيادة الدولة وشركاء التسوية السياسية في اليمن.
وتساءل المصدر إن كان السفير الأميركي يحاول أن يوحي أنه من يملك السلطة في اليمن وانه قادر على رسم معالم السياسات سوى تلك التي تتصل بخيار الشعب اليمني في اختيار حكامه أو قضايا هيكلة الجيش والأمن أو تنفيذ المبادرة الخليجية.
ودعا المصدر إلى ضرورة العمل على كبح مثل هذا النهج الهدام لسمات الدولة المستقلة وكأن اليمن تحت رعاية ووصاية أجنبية.
وبالعودة لتصريح المسؤول بمكتب القيادي الجنوبي علي سالم البيض، أمس الإثنين، فإنه ليس من حق السفير الأمريكي بصنعاء، نعت شعب الجنوب بـ"الانفصالي"، بعد أن تم الإعلان عن فك الارتباط مع الشمال في 21 مايو /أيار عام 1994 اثر حرب ظالمة على شعب الجنوب.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح ليونايتد برس انترناشونال، "أن صفة الانفصال التي جاءت على لسان السفير الأمريكي أمس الأحد في مؤتمر صحافي، لا تنطبق على شعب الجنوب، لأنه قد سبق وانسحب من اتفاقية الوحدة في 21 مايو 1994 عندما أعلن الرئيس علي سالم البيض قرار فك الارتباط وإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية".
واعتبر أن "شعب الجنوب الذي أصبح تحت الاحتلال منذ عام 1994 قد عبر عن حقه في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وفقاً لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وأشار إلى أن البيض، "بعث برسالته في سبتمبر 2012 مرفقة بورقة عمل موجهة إلى السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية (السابقة)، عرض فيها مبادرته التي تضمنت الشراكة من أجل إزالة بؤر التوتر واجتثاث الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وحث المسؤول "الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في تقييمها للوضع في الجنوب ودراسة ورقة العمل المشار إليها، كونها تشكل خارطة طريق تقود إلى إعادة بناء دولتين مدنيتين في كل من الشمال والجنوب تعملان جنباً إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي للقضاء على بؤر التوتر والإرهاب ولتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة".
واعتبر أن إعلان "فك الارتباط" مع الشمال، جاء "بعد أن أخل الطرف الآخر بشروط اتفاق إعلان الوحدة الذي أصبح باطلاً بموجب اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969 المعتمدة من قبل منظمة الأمم المتحدة".
وقال المسؤول في الحراك الجنوبي اليمني، "كنا نتوقع من سفير الولايات المتحدة لدى صنعاء أن يبادر إلى تهنئة شعب الجنوب بمناسبة عقده (مهرجان التصالح والتسامح)، وبما وصل إليه هذا الشعب من مستوى عالٍ في نضاله السلمي من حريته واستقلاله واستعادة دولته على ترابه الوطني".
وكان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاير ستاين اتهم، الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بتلقي دعم من إيران بغرض تحقيق انفصال الجنوب الذي توحد مع الشمال في مايو/ أيار 1990.
وقال فاير ستاين في مؤتمر صحافي عقده أمس الأول الأحد، بمقر السفارة بصنعاء، عقب ساعات من بدء أعمال "مهرجان التصالح والتسامح" بمدينة عدن جنوب اليمن، "علي سالم البيض المقيم في بيروت، "يتلقي الدعم المالي من إيران".
وأضاف "ليس لدينا شك في أن البيض يقدم هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسئولاً عن ذلك"، وتابع "نحن قلقون من الدور الإيراني في اليمن.. وهناك براهين على دعم إيران لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي بهدف إفشال المبادرة الخليجية".
رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبوبكر العطاس من جانبه أنتقد التصريحات التي أدلى بها السفير فايرستاين وهاجم من خلالها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، معتبراً تلك التصريحات بأنها "غير حصيفة ".
وقال العطاس خلال برنامج حواري على قناة الحرة الأمريكية مساء أمس الأول "من المؤسف أن تأتي هذه التصريحات بعد خروج مئات الآلاف من الناس في الجنوب إلى الشوارع بمقدراته الخاصة وليس بالأموال الإيرانية في إشارة إلى المظاهرات التي نظمت في مدن الجنوب يوم أمس بالذكرى التي أطلق عليها (التصالح والتسامح).
وأعتبر العطاس محاولة ربط الجنوب بإيران "دعايات مغرضة تطلقها قوى النفوذ في الشمال بهدف مواصلة نهبها للجنوب وتدميره " ـ على حد قوله.
وقال العطاس الذي كان دعا في تصريحات سابقة إلى وحدة فيدرالية بين شطري اليمن "إن الدولة القادمة في الجنوب ستكون دولة مدنية وديمقراطية وسيتم الاعتذار والتعويض لكل من ناله ضرر خلال الحقب الماضية من تاريخ الجنوب.مستدركاً في الوقت نفسه القول "إن الجنوبيين اليوم لا يملكون شيئاً لكي يقدمونه لبعضهم، لكنه قال انه حينما تكون لديهم دولة سيكون بإمكانهم تقديم الكثير".
واعترف العطاس بان عدم قدرة القيادات الجنوبية الحالية على إصدار بيان مشترك أمر مؤسف، لكنه قال إن جهود التوحد بين القيادات لايزال مستمراً.
وفي صعيد ردود الأفعال على تصريحات السفير الأميركي.. قاطع الحوثيون أمس الاثنين، اجتماعا مقررا للجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار مع الرئيس عبد ربه هادي منصور، اثر حضور السفير الأميركي جيرالد فايرستاين في اليمن إلى مقر اللجنة مع باقي سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها