الاعلام الاقتصادي يقترح اجراءات عاجلة لمعالجة ازمة انهيار الريال اليمني
دعا مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي إلى انقاذ العمله اليمنية الريال عقب الانهيار الحاد في سعر الريال مقابل العملات الاجنبية خلال الايام الماضية ما ادى إلى حدوث نسبة عالية من التضخم لتنعكس في شكل تداعيات سلبية على أسعار السلع والخدمات الاساسية. واقترح المركز تقديم دعم نقدي مباشر وعاجل للبنك المركزي اليمني من قبل دول الخليج والدول العشر الكبرى بحيث توضع في البنك المركزي اليمني كودائع، او عبر فتح خطوط ائتمانية لصالح البنك المركزي امام البنوك المراسلة الخارجية. وأشار المركز إلى أن هذا يتطلب حلا سياسيا يستعيد الدولة ومؤسساتها ويضمن استقلالية البنك المركزي وبرعاية اقليمية ودولية.
وأوضح المركز أنه في حال لم يتم التوصل إلى مثل هذا الحل فإن البديل يتمثل في إنشاء وحدة مصرفية تعنى بالتجارة الخارجية ودعم استقرار العملة وتعمل خارج النظام الالي الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي في صنعاء ويصدر بها قرار جمهوري استثنائي بحيث لا يتعارض نشاطها مع النظام الكلي للبنك المركزي وانما يكون اشبه بمصرف مصغر بحيث تمتلك حزمة من الاجراءات لادارة المخاطر. كما دعا إلى سرعة ترحيل العملات النقدية الاجنبية الخاصة بالبنوك المحلية إلى الدول المجاورة لتغطية الاعتمادات الخارجية للبنوك وهذا سيخفف من الضغوط على طلب العملات الصعبة في السوق المحلية.
وأشار المركز بأن الاقتصاد اليمني دخل مرحلة الانهيار الذي سبق وحذر منه المركز في تقريره الدوري "مؤشرات الاقتصاد". وأوضح أن المعالجات الترقيعية لم تعد مجدية بعد استنزاف الاحتياطي النقدي للبنك المركزي من العملات الاجنبية حتى وصل إلى مليار و١٠٠ مليون دولار بحسب افادة وزير الخارجية بما فيها الوديعة السعودية ومقدارها مليار دولار مقارنة بمبلغ 4.7 مليار دولار قبل سيطرة جماعة الحوثي على السلطة في سبتمبر 2014، وكذلك اشتداد حالة المضاربة بالعملات الصعبة وشحتها في السوق مع تصاعد مخيف للدين المحلي والخارجي وتوقف جميع مصادر العملة الاجنبية بإستثناء عائدات المغتربين.
وحمل المركز جماعة الحوثي والحكومة الشرعية ودول التحالف العربي مسئولية انهيار الريال وإن بدرجات متفاوتة، حيث اكد بأن ما حدث كان نتيجة حتمية للممارسات في الجانب السياسي والاقتصادي منذ سيطرة جماعة الحوثي بقوة السلاح على العاصمة اليمنية صنعاء وتمددها إلى بقية المحافظات ودخول البلد في حرب وحصار وتوقف جميع مصادر العملة الصعبة. وأشار المركز إلى أن جماعة الحوثي تتحمل مسئولية هذا الانهيار بالدرجة الاولى كونها سلطة الامر الواقع حيث عملت على استنزاف الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية، إضافة إلى ممارساتها التي ادت إلى توقف جميع المساعدات الخارجية وفتح المجال لاستيراد المشتقات النفطية دون توفير الغطاء من النقد الاجنبي وخلق سوق سوداء ونظام اقتصادي غير رسمي وممارسات ادت إلى هروب مليارات الدولارات من اليمن إلى الخارج. كما تتحمل الحكومة الشرعية جزءاً من المسئولية كونها معنية بإدارة البنك المركزي اليمني وتم الاتفاق مع سلطة الامر الواقع في صنعاء برعاية الدول الكبرى بأن تظل إدارة البنك المركزي في صنعاء وبالتالي فإن مسئوليتها مراقبة اداء البنك المركزي ووضع الاحتياطي وعلاقته بالخارج لاسيما وأن معظم نشاطه مرتبط بالخارج. وتتحمل دول التحالف العربي جزءا من المسئولية نظرا للتأخير في قبول ترحيل كمية كبيرة من العملات الاجنبية الخاصة بالبنوك المحلية المتواجدة في اليمن لاسيما العملة السعودية وهذا من شأنه التخفيف من الازمة الراهنة
يذكر ان مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي منظمة مجتمع مدني تعمل من اجل اقتصاد يمني ناجح وشفاف من خلال تعزيز الوعي بالقضايا الاقتصادية والتنموية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد وإيجاد اعلام مهني ومحترف.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها