لماذا أعادت أمريكا إرسال قواتها إلى عدن؟
كشف المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية بي.جي كراولي عن أن واشنطن "أعادت" إرسال قوات إلى اليمن بهدف "تقليل قدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على احتلال الأراضي اليمنية"، ومنع قيامه بهجوم ضد المصالح الأميركية وحلفائها في المنطقة، إضافة إلى دعم قوات التحالف العربي.
جاء ذلك في رد كراولي على أسئلة من برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة والتي سلطت الضوء على إعلان واشنطن عن إرسال قوات وصفها بالمحدودة إلى اليمن لمحاربة تنظيم القاعدة ودعم التحالف العربي بالمعلومة والمشورة.
وأضاف أن قوة أميركية خاصة كانت موجودة في اليمن، لكنها انسحبت عام 2014 بعد اندلاع ما وصفها بالحرب الأهلية، وقال إن عودة قوات محدودة اليوم تأتي في ظل التوافق الذي حصل في الحكومة اليمنية، ولدعم قوات التحالف العربي ودعم المنطقة، مشيرا إلى أن هذه القوة تعمل بشكل وثيق مع القوات الإماراتية في اليمن.
وأكد الضيف الأميركي أن بلاده تشعر الآن بأمان كاف، وأن الفرصة مواتية على الأرض لتحقيق أهدافها، لكنه أشار إلى عدم إرسال قوات كبيرة إلى اليمن مستقبلا.
غير أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي وصف السياسة الأميركية بالمرتبكة، وقال إن نجاح قوات عربية -سعودية ويمنية وإماراتية- في تحرير مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت معقل تنظيم القاعدة في اليمن، دفع بعض الأميركيين إلى تغيير نظرتهم القائلة بأن الدول العربية السنية لا تقاتل بجدية تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
ووصف القوات الأميركية التي أرسلت إلى اليمن بالرمزية، وبأنها تؤكد قناعة الأميركيين بجدية العرب في محاربة تلك التنظيمات.
وانتقد الشايجي إستراتيجية أوباما في محاربة الإرهاب، وقال إن تقريرا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أشار إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما يزال يشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي وأمن المنطقة.
واعتبر أن المشكلة في إستراتيجية أوباما هي أنها لا تعتمد على شريك على الأرض، وهو ما جعلها تفشل في القضاء على تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وقال "لا نجاح عسكري بدون قدرة عسكرية على الأرض".