ماذا وراء تصعيد مليشيات الحوثي صالح في تعز؟
تواصل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، قصفها المستمر للمدنيين، في محافظة تعز، واستهدافها المباشر للأحياء السكنية، والمستشفيات العامة، وكل من له صلة باستمرار الحياة، في ظل تراخ رهيب من قبل الأمم المتحدة، وصمت مستمر من الحكومة الشرعية.
ويرى مراقبون أن التصعيد المتزايد للمليشيات، في تعز، يهدف لإفشال أي اتفاق تتوصل إليه الوفود المشاركة في مفاوضات الكويت، بالتزامن مع تقدم ملحوظ للمشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، رئيس الوفد الحكومي في مشاورات الكويت، عبدالملك المخلافي، قال إن ما يجري في تعز من قصف للمدنيين، يؤكد إجرام جماعة الحوثي و المخلوع صالح، مؤكدا بأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على مسار السلام ما لم يلتزم المجتمع الدولي بتعهداته.
واعتبر المخلافي أن القصف الذي تعرضت له تعز والبيضاء من قبل الانقلابيين، يأتي ردا على ما قدمته الامم المتحدة من مقترحات حول تسليم الميليشيات للسلاح والانسحابمن المناطق التي استولت عليها، وتأكيد المجتمع الدولي على الشرعية ورفض الانقلاب.
وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني، حسين الصوفي، أن ما يجري في تعز من تصعيد متزايد من قبل المليشيات الانقلابية، مقلق للغاية، حيث أنها لاتزال تواصل هجماتها منذ إعلان الهدنة في العاشر من ابريل دون توقف، في رسالة مكشوفة عن طبيعة الهدنة، التي هي في الحقيقة هدية للانقلابيين من الامم المتحدة.
وأضاف الصوفي في تصريح لـ"الاسلام اليوم"، أن الأوضاع الحرجة في تعز، في ظل غض الطرف من قبل الدول الراعية للمشاورات، أمر يدعو للقلق الكبير، ولا يجوز السكوت عليه، وتكرار تجربة المجرب على حساب دماء وحياة الشعب اليمني.
وتابع القول"دفع اليمنيون ثمنا غاليا من بلدهم وحريتهم وثرواتهم ودمائهم، جراء مماطلة الحوثيين برعاية بنعمر في الحوارات السابقة، ومن السذاجة فتح فرصة اخرى لإسقاط تعز، مع ثقتنا أن كل الظروف تغيرت، لكن الوقت لا يرحم ولا مجال لتكرار الأخطاء".
من جهته، قال الكاتب الصحفي اليمني نجيب المظفر، إن تصعيد الانقلابيين الأخير في تعز، والذي يتزامن مع تقدم طفيف في محادثات الكويت، يؤكد عدم جدية المليشيا في الالتزام بالهدنة، ومواصلة محاولاتها المستميتة في تحقيق أي نصر، يمكنها من الصمود أكثر في حال فشلت محادثات الكويت.
وأضاف المظفر في تصريح لـ"الاسلام اليوم"، أن تصعيد المليشيا الحوثية في تعز، تتزايد وتيرته كل يوم، لكسب أي نصر على الأرض، لأنها تعلم جيدا أن فشل المحادثات، معناه التوجه نحو الحسم العسكري دون توقف.
وتابع القول" الانقلابيون يستغلون فرصة التزام طيران التحالف بالهدنة، وتوقفه عن قصف تجمعاتهم، للتوسع على الأرض، وإحراز تقدم يكفل لهم تعزيز مواقفهم الرافضة لتنفيذ بنود القرار الأممي 2216".
مشيرا إلى أن الحوار مع الميليشيا الحوثية مضيعة للوقت، وتاريخها شاهد على تنصلها من أي اتفاقات تبرم معها، لأنها ترى في أي صلح أو هدنة فرصة لتقوية ذاتها، بصورة تمكنها من تقوية نفوذها في المستقبل القريب أو البعيد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها