(عدن بوست) ترصد في تقرير خاص أجواء مطالب الإعتذار للجنوب
دشن العشرات من نشطاء الثورة الشبابية في ساحة التغيير صنعاء ، حملتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، مطالبين فيها الثوار بتنكيس صورهم الشخصية على الفيس بوك والتويتر ، في ذكرى اجتياح الجنوب والتي تصادف يوم غداً السبت 7 يوليو.
وفي هذا السياق قال المحامي هائل سلام: ها قد نكسنا صورنا يا 7/7 ، كي تعلم انك أكثر الأيام شؤماً في حياتنا..أنت ذكرى سوداء..كلطخة سوداء..على صخرة سوداء..في ليل حالك السواد.أنت يوم اسود في العقل والقلب والذاكرة والتاريخ ، والمحامي هائل سلام هو والد الشهيد نزار سلام أحد شهداء الثورة الشبابية في ساحة التغيير الذي سقط يد قوات الجيش في مجزرة بنك الدم الشهيرة.
من جانبها دعت الصحفية سامية الأغبري والناشطة البارزة في ثورة الشباب السلمية إلى مسيرة تحت "شعار 7/7 نكبة وطن" غدا السبت العاشرة صباحا تنطلق من جولة القادسية للمطالبة بالاعتذار للجنوب وإزالة آثار حرب صيف 94م وفتاويها الجائرة.
هذا وقد أطلقت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية في صنعاء على جمعة اليوم أسم "القضية الجنوبية قضيتنا" ، وقال ياسين شرف خطيب جمعة " القضية الجنوبية قضيتنا" إن القضية الجنوبية هي قضيتنا جميعا ومعاناتهم معاناتنا، وخاطب من على منبر ساحة الحرية بتعز أبناء الجنوب " نحن سندا لكم نحن إلى جواركم ومطالبكم هي مطالبنا وشروطكم هي شروطنا وقضيتنا واحدة .
من جانبه تساءل الناشط هاشم الأبارة وهو أحد جرحى الثورة الشبابية : هل سيعتذر حزب التجمع اليمني للإصلاح عن خطاياه في 7/7 .
وهنا جاءت المفاجئة والتي كانت من العيار الثقيل ، تكتل أحزاب اللقاء المشترك يقر نقاط الاشتراكي الـ(12) لحل كل مخلفات 94م في الجنوب وجاء في النقطة الاشتراكية العاشرة التي تبناها المشترك ، توجيه اعتذار رسمي لأبناء الجنوب لما لحق بهم من أضرار جراء حرب 1994، ولما نالهم من قهر ومعاناة جراء السياسات التدميرية التي اتبعها النظام بعد الحرب .
وفي وقت سابق قال القيادي الأبرز في الثورة الشبابية الشعبية والمدير التنفيذي السابق لمنظمة "هود" المحامي خالد الآنسي : إذا لم تكن هذه الجمعة هي جمعة الاعتذار عن حرب ١٩٩٤ م ويكون خطاب الجمعة خطاب اعتذاري ، ما لم فأننا كشماليين نعلن للعالم كله قبل الجنوب أننا غير جادين في إغلاق ملفات الماضي ونمارس تستر على جرائم كان بعضنا شركاء فيها بأفعالهم والبعض الأخر بصمتهم والبقية برفضهم الاعتذار .
الكاتب المعروف فتحي أبو النصر صاحب زاوية (مخلف صُعيب) في صحيفة الجمهورية الرسمية ورئيس تكتل (ثورة 15 يناير الشبابية الطلابية) قال في مقاله الذي تم نشره اليوم ، اصفحوا لي يا أهل الجنوب الحر وان كان اعتذاري لن يقدم شيئا لكنه الإحساس بالظلم الكبير الذي حدث لكم ، كنا نمنحكم الخيبة دائماً فما حدث لكم أكثر من رهيب ونحن كنا نتواطأ ونبرر فقط .
كنا متوحدين قبل الوحدة أكثر مما بعدها نفسيا وحلمياً ، ولقد خذلتنا كيمنيين ذهنية الاحتلال التي يتمتع بها اغلب المشوهين في الشمال.
وقال المدرب الدولي عمر دومان رئيس منسقية الثورة في حضرموت : إن شباب الثورة بحضرموت وبالجنوب أجمع يريدون أن يروا أفعال لمن رفعوا شعارات ( القضية الجنوبية قضية الجميع وقضية وطن وإننا سنعطي الجنوبيين حقهم في العمالة في الشركات النفطية ، ومحاكمة من نهب الجنوب وافسد فيها وإعادة الحقوق إلى أهلها)
الناشطة في الحراك الجنوبي سمآ السعيدي تقول : غداً 7.7 كل ما نتمناه ألا تسيل دماء، فقط.
وقد شكلت هذه الجمعة (القضية الجنوبية قضيتنا) علامة فارقة في مواقف الكثير من القوى الثورية والسياسية ، وحملت معها حراكاً يعيد للثورة ألقها باعتبارها الحامل الرئيسي لكل القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية ، ويبقى الرهان على الموقف الرسمي الذي يأمل الكثيرين أن يكون قد تغير بعد إسقاط نظام المخلوع ويصدر الاعتذار الرسمي لأبناء الجنوب عن ما تسببت به حرب صيف 1994م من معاناة لهم ، أم أن الحال لم يتغير كثيراً في آلية تفكير الحكم حتى بعد الثورة وفرض إرادة الشعوب.