العلاقة الحرام بين (الحوثي وصالح) و(القاعدة وداعش) وبينهما إيران
"صندوق أسود" مليء بالأسرار والغموض لم تتكشف جميعها بعد فهناك علاقات مريبة تربط تنظيم القاعدة وداعش بجماعة الحوثي وصالح وإيران، وبرغم اختلاف المرجعية المذهبية للطرفين، إلا أن المتابع للتطورات الميدانية، وتهديدات داعش والقاعدة للرياض يجد أنها تصب بالنهاية لصالح معسكر إيران والحوثيين وصالح، وترتكز على تشتيت وإرباك الجيش اليمني والمقاومة والتحالف العربي واستنزافهم وإنهاكهم وتقسيمهم خاصة بعد اتجاه الإمارات للتركيز على القاعدة، ومنع استتباب الأمن في الأماكن المحررة، وتهديد الداخل السعودي ونقل المعارك إلى العمق السعودي بتأجيج الصراع بين الطرفين، بحسب مراقبين.
ميليشيا الحوثيين وصالح بالقاعدة وداعش
طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمشاركون معه باجتماع ضم مستشاريه السياسيين، الاثنين، المجتمع الدولي بإلزام الحوثيين وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، خاصة وقد اتضح جلياً للمجتمع الدولي ارتباط الحوثيين وصالح بالمجاميع الإرهابية ل«القاعدة» و«داعش»، التي تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية وقوات التحالف من دحرها وإلحاق الهزيمة بها في محافظتي حضرموت وأبين. وأكدوا التنسيق والتعاون الكامل مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي لمحاربة ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومن يستغله ويتستر عليه.
وأوضح هادي: "إن التطرّف والإرهاب دخيل على مجتمعنا وشعبنا، وأوضحت معطيات الأحداث بأنها أوراق وخلايا كانت بيد الانقلابيين لتحريف الواقع وخلط الأوراق وهذا ما مثل صدمة لتلك الميليشيات بعد دحر تلك الفلول، وهو الأمر الذي يعكس رفضهم على طاولة الحوار بالكويت لإصدار بيان يدعم العملية العسكرية ضد الإرهاب."
وجهان لعملة واحدة
يقول الكاتب "أحمد الشامي" في مقال بعنوان "الحوثي والقاعدة وجهان لعملة واحدة" نشر بموقع "يمن فويس" في 26 أبريل 2016 أنه :"منذ بداية الانقلاب الحوثي – صالح – والعلاقة بين الانقلابيين وتنظيم القاعدة تنمو وتتطور بشكل كبير، فالعلاقات بين الحوثي وتنظيم القاعدة علاقات مركبة ومزدوجة رغم اختلافهما الأيديولوجي والعقائدي..وتتحدث تقارير للأمم المتحدة ومجلس الأمن قبل عامين عن علاقات وثيقة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتنظيم القاعدة، كما كشفت أيضا تحقيقات تورط مليشيات الحوثي بزرع عبوات ناسفة بالمدن اليمنية ونسبها لداعش مما يؤكد تورط المليشيات الحوثي بالقاعدة، القاعدة والحوثي وجهان لعملة واحدة صناعتها إيران، فالعلاقة المزدوجة بين تنظيم القاعدة بايران من جهة وبالحوثيين من جهة أخرى" .
وأضاف:"عملت إيران على استقطاب العديد من مقاتلي القاعدة بينهم قيادات الخط الأول والقيادات الوسطى، كما أنها قامت بتقارب بين مليشيات الحوثي ومليشيات القاعدة، الجميع يعلم بأن هناك صفقات تبادل أسرى بين الحوثيين والقاعدة برعاية إيرانية، كما كشفت المفاوضات الأخيرة في الكويت عن العلاقة بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي، عندما رفضت مليشيات الحوثي مقترحا من الأمم المتحدة بإصدار بيان يؤيد العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في المكلاء وأبين ".
تفكيك القبضة بالأماكن المحررة
برغم نجاح عمليات التحالف والجيش اليمني ضد القاعدة إلا أن هناك مخاوف من أن تصبح ذريعة وفخ لسحب الجهود ضد الحوثي وتخفيف القبضة ضدهم، وفي خطوة تبدو غامضة بدأت تتجه الإمارات نحو المكلا وحضر موت ضد تنظيم القاعدة، تاركة الهدف التي جاءت من أجله إلى اليمن وهو محاربة جماعة الحوثي.
فالإمارات التي دخلت في الفترة الأخيرة في نزاعات، تارة مع قادة حزب الإصلاح "إخوان اليمن" وأخرى مع الرياض بعد إقالة رجلها خالد بحاح، فتحت في الأيام الأخيرة بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية حربا جديدة ضد تنظيم القاعدة، وبدأت منذ يومين حملة عسكرية تقودها الإمارات بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالمشاركة مع قوات الجيش والأمن اليمني فى محافظة حضرموت (شرق اليمن) لاستعادة مدينة المكلا وباقى مدن ومناطق المحافظة من قبضة مسلحي تنظيم القاعدة الذين يحكمون قبضتهم عليها عسكريًا وأمنيًا منذ أبريل 2014 ونفذت الحملة من عدة محاور وبمختلف الاتجاهات برًا وبحرًا وجوًا.
تشير التقديرات إلى أن تنظيم القاعدة بفرعه اليمني، يسيطر حالياً على 600 كيلومتر من الساحل اليمني ومدينة المكلا الساحلية (مركز محافظة حضرموت) التي يقطنها نصف مليون شخص.
داعش وتفخيخ المنطقة
تتركز معظم القوات الإماراتية في الوقت الراهن حول مدينة عدن الساحلية التي انتقلت إليها الحكومة اليمنية. لكن ومنذ استعادتها في منتصف العام الماضي واجهت القوات الإماراتية والمحلية صعوبة في فرض النظام مما فتح الطريق أمام القاعدة وتنظيم الدولة داعش لممارسة أنشطتهما.
يرى مراقبون أن تنظيم داعش والقاعدة أربك حسابات التحالف العربي في اليمن ومنع استقرار عدن، والمدن المحررة، بما يصب بمصلحة صالح والحوثي وإيران، بتبنيه سلسلة تفجيرات، منها في 25 مارس 2016 حيث تسبب في مقتل 22 مدنيا في 3 عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة هزت مدينة عدن جنوب اليمن، استهدفت نقطة تفتيش في منطقة الشعب بمديرية البريقة في مدينة عدن.
كان محافظ عدن، عيدروس قاسم الزبيدي، قال في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية" في وقت سابق إن القوات الشرعية صعدت عملياتها ضد مسلحي تنظيم القاعدة في المناطق المحررة، مؤكدا أن علي عبدالله صالح هو من يمول هذه التنظيمات الإرهابية من أجل إظهار أن المحافظات المحررة حاضنة للإرهاب.
وأكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الحكومة الشرعية اللواء محسن علي خصروف أن صالح "يحرك القاعدة متى شاء وينومها متى شاء ويوقظها متى شاء".
وكان تقرير سابق لبعثة خبراء من الأمم المتحدة كشف بعضا من تلك المناورات والتكتيكات، خاصة علاقة صالح بجماعات إرهابية يستخدمها كأذرع داعمة له من أجل تخريب اليمن والعبث بأمنه وتقويض استقراره وتعطيل أي بادرة بناءة لإرساء قواعد السلم في البلاد.
الرياض تحارب بعدة جبهات
هل الهدف هو تطويق السعودية وإنهاكها بفتح عدة جبهات فداعش" و"القاعدة" تنظيمات تمثل تهديدات مزدوجة ومتصاعدة للمملكة العربية السعودية، حيث تهدد باستهداف مصالحها وأمنها في الداخل والخارج، وتهدد بنقل المعركة إلى داخل العمق والأراضي السعودية، وبالفعل تبنى "داعش" تفجيرات في القطيف والدمام بالمملكة، وتفجيرات عدن باليمن، وأصدر التنظيمان إنذارات تتعلق بملف الإعدامات الأخيرة، بتوقيت تخوض فيه الرياض حربًا وجودية ضد جماعة الحوثي "الشيعية المسلحة" في الحدود الجنوبية، ما يجعلها تحارب بتوقيت واحد وفي عدة جبهات.
إيران مستفيدة من داعش..كيف؟
يرى الكاتب "عبدالله الهدلق" في مقال بعنوان "العلاقة الوثيقة بين داعش وإيران" في 5 فبراير 2016 بصحفية "الوطن الكويتية" أن بلاد فارس ( إيران ) تستخدم تنظيم داعش الإرهابي لتحقيق مصالحها في المنطقة وتطلق فتاوى بـما تُسميه ( الجهاد الكفائي ) ضد التنظيم ولكنها لا تحاربه ويتحاشى التنظيم استهدافها رغم عدائه المزعوم للشيعة مما يؤكِّد وجود تحالف ومصالح مشتركة بين الطرفين ولم يوجه تنظيم داعش تهديداً صريحاً باستهداف إيران."
بدوره أكد د. مجيد رفيع زادة، الباحث الإيراني الأمريكي بجامعة هارفارد، في مقالٍ نُشر في موقع العربية نت نوفمبر الماضي، أن "طهران استخدمت داعش في تعزيز قوتها الإقليمية، حيث كانت تواجه صعوبة في إضفاء الشرعية على دورها في العراق ودعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويمكن أن تستخدم إيران التنظيم أيضًا في زيادة قوة الميليشيات الشيعية التي تدعمها، والتي تلعب دورًا حاسمًا في بلدان عربية مثل العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن، وشدد على أن إيران "قد تتظاهر بأنَّها تبذل بعض الجهود في مكافحة داعش، ولكن من مصلحة طهران أن تحافظ على بقاء التنظيم واستمراره ".
داعش حصان طروادة إيراني
"هل داعش حصان طروادة إيراني؟" عنوان مقال الكاتب الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي في 11 مارس 2015، بموقع "الجزيرة"، قال فيه: ".. داعش لم تكن سوى صنيعة استخباراتية– غربية إيرانية- هدفها إنهاء ما تبقى من هياكل الدول العربية، وصناعة الخرائط في المنطقة، إضافة إلى تمزيق سبل التعايش بين أطياف المجتمعات، وذلك عبر تكريس حالات الاستقطاب المذهبي".
ويرى "القويعي" أن "السياسة الإيرانية، والدين المذهبي، وجهان لعملة واحدة. وعندما تشير التقارير الاستخباراتية، إلى أن عناصر تنظيم داعش، من الذين يتلبسون بالإسلام، ويستخدمونه كحصان طروادة، قد تم تدريبهم على أيدي الحرس الثوري الإيراني؛ من أجل تسخيرهم لمصالحها، فهذا مؤشر واضح على أن الداعم الأساس لتنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، هي إيران".
قادة داعش من سجون النظام السوري
وأضاف "القويعي": "بل إن تقريرًا نُشر لصحفية «ديلي تلغراف» البريطانية، أكد معده، أن جلّ قادة داعش كانوا في سجون النظام السوري، وقد أطلق سراحهم مع بداية الثورة، في إطار صفقة راعتها المخابرات الإيرانية، تنصّ على أن يبذل هؤلاء قصارى جهدهم في إفشال الثورة السورية، مقابل فك أغلال الحبس عنهم.
ويرى مراقبون، أن وجود تنظيم داعش، قد عزز النفوذ الإيراني في العراق، خصوصًا في المجالين العسكري والأمني، كذلك تحارب داعش لجانب النظام السوري بمحاربتها خصومه، كـ«الجيش الحرّ» وبعض المنظمات التي كانت حقًّا تحارب النظام.