ما تأثير تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين على مفاوضات الكويت؟
طالب رئيس دائرة التوجيه المعنوي اليمني اللواء محسن خصروفالحكومة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الدولية بخصوص التدخلات الإيرانية المستمرة والتي تسعى إلى تأجيج الصراع في البلاد.
وقال خصروف في تصريحات صحافية "لا بد أن تقوم اليمن بإعداد ملف كامل عن التدخلات الإيرانية، خصوصا بعد ضبط أكثر من خمس عمليات تهريب إيرانية سواء عبر السفن أو قوارب الصيد".
وعن التصعيد الإيراني المتواصل والتهديد بتحويل اليمن إلى ميدان صراع دموي عبر دعم المليشيات، قال المسؤول اليمني، أن "التصريح الأخير لقائد الحرس الثوري في الاجتماع السنوي، يؤكد أن إيران ستعمل على إعادة تقوية الحوثيين أكثر مما كانوا عليه، وهي سياسة ثابتة تهدف لتصدير ثورة الفوضى والعنف الإيرانية إلى عدد من البلدان العربية واليمن جزء منها كما عملت في لبنان عبر حزب الله في لبنان".
ياسين التميمي: لا يرغب ملالي إيران بأن يكونوا خارج أي تسوية سياسية يمنية
وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن إيران لن تفقد الأمل في ورقة اليمن، التي تلعبها عبر ميلشيا الحوثي، حيث أن العنف هو خيار هذه الميلشيا التي لا يقوم مشروع استعادة الإمامة الذي تتبناه إلا عبره.
وأضاف التميمي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن "شحنات الأسلحة القادمة من إيران، لن تتوقف عن التدفق إلى اليمن، ولا يرغب ملالي إيران بأن يكونوا خارج أي تسوية سياسية يمنية، وهذا الأمر ينبغي أن يكون محل عناية كاملة من قبل السلطة الشرعية والتحالف والقائمين على التسوية السياسية".
وتابع القول "الأطماع الإيرانية السياسية والجيوسياسية والنزعات الطائفية التي تتحكم في سياسة هذا البلد، تلتقي مع نزعة الاستئثار بالسلطة التي استقرت في نفوس الانقلابيين، ومنهم المخلوع صالح، والتي تأخذ شكل الاعتقاد الديني بالأحقية الإلهية في السلطة".
وأوضح التميمي أنه لا يمكن مواجهة هذا التدخل السافر لإيران في الشؤون اليمنية إلا عبر دولة قوية، تتحرر من كل أسباب الضعف وارتخاء القبضة، ومن خلال تكامل سياسي واقتصادي وأمني بين اليمن ودول مجلس التعاون، لسد كل الثغرات التي قد ينفذ منها التدخل الإيراني إلى صلب المشهد السياسي لليمن بغية تقويضه من جديد.
عبد الرقيب الهدياني: طرفا الحرب شعرا بالإرهاق، وآن الآوان بان يجنحا للحل
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني، أنه وبالنظر إلى كل جولات المفاوضات بين الحكومة الشرعية والمليشيات، سواء في جنيف، أو تلك التي كانت تجري في الداخل اليمني بين الحكومة والانقلابيين، جميعها تعكس صورة جلية عن عدم توفر المصداقية للمتمردين، ومواصلة نسفهم للاتفاقات، وعدم احترامهم للمواثيق والقرارات ذات الصلة.
وأضاف الهدياني، في تصريح لـ"الإسلام اليوم"، أن "إعلان البحرية الأمريكية ضبطها شحنة أسلحة في بحر العرب قادمة من إيران، كانت في طريقها للحوثيين، تعزز هذه الشخصية الحوثية الباعثة على الشك، وعلى استغلال مفاوضات الكويت القادمة كمناورة جديدة".
وعن مدى تأثر سير المفاوضات بعد ضبط الأسلحة، قال الهدياني إن "هناك تصورا سائدا لدى اغلب المتابعين للحرب اليمنية، عن أن جميع الأطراف قد اقتنعوا بضرورة أن تكون مفاوضات الكويت مختلفة، وتفضي إلى حل سياسي، خصوصا وأن طرفي الحرب قد شعرا بالإرهاق، وآن الآوان بان يجنحوا للحل، وتضع الحرب أوزارها، ويتجه اليمنيون إلى وفاق سياسي، على قاعدة تنفيذ القرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
واعتقد الهدياني بأن مقومات نجاح مفاوضات الكويت أقوى من احتمالات فشلها، للأسباب الآنفة ذكرها، بالإضافة إلى أن أجواء من الثقة برزت من خلال ذهاب وفد الحوثيين إلى الرياض، وتفاوضهم بشكل مباشر مع الجانب السعودي، ما يعني أن الأطراف ستذهب الى الكويت وأمامها خارطة طريق واضحة.
وكان رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، أكد على أنهم جاهزون للسلام، بينما الطرف الآخر حتى هذه اللحظة لا يزال يعمل على تهريب الأسلحة لليمن، في إشارة إلى ضبط شحنة أسلحة إيرانية في طريقها للحوثيين.
وأضاف بن دغر أن "هذه المؤشرات لا تنبئ برغبة حقيقة لديهم للسلام"، منوهاً إلى أن تدفق سفن الأسلحة الإيرانية يؤكد على استمرار التدخل الإيراني في الشأن اليمني ورغبتها في استمرار الحرب وزعزعة استقرار المنطقة".