هل توقف المفاوضات الجديدة نزيف الدم اليمني؟
يجرى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاورات مع الأطراف اليمنية لعقد جولة جديدة من المحادثات نهاية هذا الشهر.
حلقة الأحد (20/3/2016) من برنامج "حديث الثورة" بحثت فرص استئناف العملية السياسية باليمن في ظل واقع ميداني يتقدم فيه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مناطق عدة، بينما تتواصل الاشتباكات في مناطق أخرى وخاصة مدينة تعز.
مدينة تعز -ذات الثقل السكاني والسياسي المعروف- تزداد فيها المعاناة بعد فك الحصار عنها جزئيا من الغرب والجنوب الغربي، بعد لجوء الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لقصف يصفه اليمنيون بالانتقامي.
لكن في جبهة القتال تحقق المقاومة والجيش الوطني تقدما في الجبهة الشمالية بتعز، يضاف إلى ذلك تقدم في محافظة الجوف ومحافظة مأرب.
الحوار هو القاعدة
على أبواب المفاوضات الجديدة قال وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب سيف فتح إن الحكومة الشرعية وبلسان الرئيس عبد ربه منصور هادي ترى أن الحوار هو القاعدة استنادا إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي رقم 2216.
وحول المجريات الدامية في تعز، قال سيف فتح: عجز مليشيات الحوثي وقوات صالح عن دخول المدينة لمدة عشرة شهور ألجأهم إلى "القتل الهمجي" للسكان.
وعزا سيف فتح إشكالية الوضع في تعز إلى نقص السلاح الثقيل، مضيفا أنه لا توجد في المدينة سوى دبابة واحدة يطلق عليها أهل المدينة "المبروكة" لعدم وجود دبابة أخرى تساندها.
المقاومة في تعز
من مدينة تعز تحدث البرلماني السابق عن المدينة أحمد المقرمي فقال إن قوات المقاومة تمضي قدما نحو المنافذ الغربية والشمالية والشرقية.
ومضى يقول إن محاولة العودة إلى إحكام الحصار على المدينة يعود إلى حاجة الحوثي وصالح إلى نصر معنوي يدعم ورقة التفاوض السياسي.
ولفت المقرمي إلى أن التحالف العربي يوجه بالطيران ضربات دقيقة، لكن المقاومة الشعبية تحتاج إلى دعم للسيطرة على المناطق التي تحرر، والحال أن الآليات العسكرية على الأرض قليلة وغالبها سلاح شخصي.
أقل من المطلوب
من ناحيته قال خبير النزاعات الدولية في جامعة جورج تاون بالدوحة إبراهيم فريحات: التقدم الذي تحرزه المقاومة والجيش الوطني اليمني أقل من المستوى المطلوب، مفيدا أنه غير مبرر بعد سنة الحديث عن عدم حسم المعركة في مدينة تعز.
وفي مأرب، أضاف فريحات أنه منذ أزيد من ثمانية شهور والحديث يتردد عن تحرير المديريات ما عدا صرواح، معتبرا أن التقدم موجود بالفعل ولكن ضعف التسليح هو ما يؤجل الحسم.
ولكن إذا كان الحسم العسكري "غير وارد" من وجهة نظره، فإن فريحات يضيف أن المبعوث الأممي عجز عن إحداث اختراق سياسي، حيث جميع المفاوضات السابقة من جنيف1 وجنيف 2 ومفاوضات عُمان كانت نشاطا دون نتائج.
تحرير مأرب
بدوره قال رئيس تحرير موقع "مأرب برس" أحمد عايض: بسقوط مديرية حريب في مأرب فإن المحافظة بالفعل حررت بنسبة 95%.
وعن المفاوضات فإنها برأيه ووفقا للتجربة أفرزت أكثر من 180 اتفاقا لم يلتزم الحوثيون بها، بل إن الهدنات العسكرية تستغل من أجل الزج بالمزيد من "الشباب المغرر بهم لحرقهم" في أتون الحرب.
أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي فقال إن أطراف صنعاء (الحوثيون وصالح) ليسوا هم من يعيق الوصول إلى تسوية، وإنما "تحالف العدوان" الذي يتعاطى مع الهدنات فقط تعاطيا إعلاميا.
وأضاف أنه لو "افترضنا وجود اختراقات على الأرض" بسبب تعقد الأوضاع فإن الطيران يمكن ضبطه، لكن هذا لا يحدث بسبب إعاقة "تحالف العدوان" لجلوس الأطراف اليمنية وبدء آليات تنفيذ ما يتفق عليه، وفق قوله.