ما هو تأثير فك حصار تعز على الحوثي والتحالف والشرعية ؟
أكد محللون سياسيون يمنيون أن فك الحصار على تعز وتحريرها يعني أن الحوثي في أدنى درجات الضعف ويعني أن السلطة الشرعية والتحالف عازمين على استعادة اليمن، وفق ما هو مخطط له، ويعيد الحوثي إلى وضعها السابق كعصابة مسلحة تتحصن في الجبال.
علي الشريف: تحرير تعز يعني أن الحوثي في أدنى درجات الضعف
قال المحلل السياسي اليمني، إن فك الحصار عن تعز وتحريرها بلا شك يعني الكثير، لأن تعز ثقل جغرافي وديمغرافي وسياسي وهي الرابط الاقوى بين الشمال والجنوب، تحرير تعز يعني أن المليشيات في أدنى درجات الضعف والتراجع ويعني أن السلطة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة في مرحلة جديدة عازمة على استعادة كل المناطق وفرض سيطرة الدولة خاصة بعد إعادة ترتيب وضع قيادة القوات المسلحة.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية" أن تحرير تعز تعني للتحالف العربي الكثير لأنها تسرع في الحسم وتخرج التحالف من حرج إطالة أمد الحرب التي قد تسبب حرجا دوليا بسبب استمرار الحرب مع انسداد الأفق دون تقدم، مشيرا إلى أن تعز بالنسبة للحوثي جبهة مفصلية واستراتيجية وطرده منها يجعل الأوراق في يده شبه منعدمة، والأنظار صوب صنعاء وجبهة الانقلابيين مفككة سياسيا ومهلهلة عسكريا وكلنا ثقة أن النصر قريب باذن الله.
ياسين التميمي: انتصار تعز يؤكد أن خطط استعادة الدولة تمضي وفق المخطط
وبالنسبة للمكاسب التي أحزرها التحالف العربي، أكد ياسين التميمي - الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أن الانتصار الذي تحقق في تعز سيعزز موقف التحالف ويبرهن على جدوى تحركه العسكري على خط الأزمة اليمنية، ويبرهن أيضاً على أن خطط استعادة الدولة تمضي وفق ما هو مخطط لها رغم التشويش الذي يقوم به البعض على هذه الإنجازات.
وقال في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية" إن الانتصارات التي تحققت في تعز، تمثل أهمية كبيرة جداً لأنها كسرت الحصار المفروض على عاصمة المحافظة منذ نحو عام تقريباً، وانكسار المتمردين في هذه الجبهة بالتحديد، يفقدهم ورقة مهمة للغاية، خصوصاً على الصعيد التفاوضي.
وأضاف "التميمي" أن هذه الهزيمة بالنسبة للمتمردين تعني انحساراً متواصلاً باتجاه آخر معاقلهم في شمال غرب البلاد، وهذا سيعيدهم إلى وضعهم السابق كعصابة مسلحة تتحصن في جبال صعدة، على الرغم من أن صعدة لم تعد ملاذاً آمناً لهم بعد الضربات القوية التي وجهها طيران التحالف لمعقلهم الرئيس وتحصيناتهم في المحافظة.
وأشار إلى أن الحوثيين سيواجهون صعوبة في تأكيد حضورهم كطرف له وزن في الترتيبات السياسية المقبلة، لافتا إلى أنه يمكن النظر إلى تحرير تعز بأنه ساهم في اتساع العمق الجغرافي لمدينة عدن والتحام أكبر كتلة سكانية في اليمن بالمناطق المحررة، وهذا سيوفر قاعدة انطلاق مهمة للجيش الوطني والمقاومة لمواصلة تحرير بقية المحافظات وصولاً إلى استعادة صنعاء، التي يبدو أنها باتت قريبة.
فيصل علي: عودة تعز سيكلف أعداء اليمن الشيعة الكثير
وأشار المحلل السياسي فيصل علي، إلى أن عودة تعز للشعب والسلطة الشرعية سيكلف أعداء اليمن الشيعة الكثير في اليمن والجزيرة العربية، لافتا إلى أن حصار تعز كان أقسى حصار لمدينة عربية على مدار التاريخ الحديث والمتوسط والمعاصر.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية" أنها محاصرة منذ حوالي سنة بمليشيات الشيعة الحوثيين وقوات الحرس الطائفي المسمى جمهوري وهو ابعد ما يكون عن الحمهورية، قائلا إن إيران وعملائها في اليمن يعلمون علم اليقين أن تعز مخزون السنة في اليمن وفيها تنوع سياسي وحزبي وفيها مخزون عظيم من الوعي والثقافة وفكر الثورة وهي العاصمة الثقافية لليمن فركزوا على حصارها من البداية.
وأشار "علي" إلى أن كسر الحصار مازال جزئيا عن تعز وتسعى المقاومة الشعبية إلى كسر الحصار وإنهائه تماما، إذا انتهى الحصار ستسقط مدينة اب تلقائيا وهي مدينة مجاورة لتعز وستسقط الحديدة المدينة الساحلة والتي تلتقي مع تعز في البحر الأحمر ويربط بينهما سلسلة وديان وجبال منتدة على مسافة 250 كيلو متر.
وأوضح أن تعز أهم موقع استراتيجي اقتصادي وعسكري يمني وعلى مستوى الجزيرة العربية والقرن الإفريقي فهي تطل على باب المندب ويتبعها إداريا وعسكريا وميناء المخا أهم ميناء، يمني في العصر الحديث والعصور القديمة.
وبين "علي" أن تعز تمثل العمق التاريخي لليمن ومؤل الهوية اليمنية، ولتعز في القرن الماضي تاريخ يقول أن الثورات اليمنية منبعها تعز 26 سبتمبر و14 أكتوبر ومنها انطلقت الثورات وحتى قورة 11 فبراير انطلقت من تعز، في سنة 1962 كانت حركة الأحرار منطلقة من تعز نحو صنعاء وتم تحرير صنعاء من تعز وعند حصار السبعين على صنعاء تجمعت القوى الوطنية في تعز وتم تحرير صنعاء.
وتابع: "لذا بعد تحرير تعز ستكون صنعاء هي التالية للتحرير، ستهدأ أوضاع عدن تلقائيا بعد تحرير تعز فتعز لن تكون بعيدة عن صناعة التحولات شمالا وجنوبا كما كانت في السابق وستكون الآن".
وقال إن الحوثي يحرص على بقاء تعز محتلة ويحرص الشيعة الزيديين على بقاء تعز محتلة من قبل قواتهم، وللتذكير تعز ظات بعيدة عن المد الشيعي الزيدي طيلة 1100 سنة لكن عن خروج العثمانيين من اليمن في 1918 تم تسليم تعز للزيدية التي احتلها منذ ذلك العام، تحررت تعز في 1962 من قبضة الشيعة الزيود لكنهم عادوا لاحتلالها سنة 1974 عسكريا وانشئوا معسكراتهم فيها على مداخلها الجنوبية والغربية.