ما وراء غارات التحالف على القاعدة بحضرموت؟
يشير قائد عسكري يمني إلى أن غارات التحالف على مخازن السلاح لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت شرقي البلاد، تعد تمهيدا لمعركة برية قادمة لبسط سيادة الدولة، بينما يرى خبير يمني في شؤون تنظيم القاعدة أن المواجهة مع التنظيم معركة مؤجلة حتى استكمال النصر على الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأعلن مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري الأربعاء عن استهداف مقاتلات التحالف مخازن أسلحة في حضرموت تتبع القاعدة، مؤكدا أن التحالف لا يفرق بين قوات صالح وتنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي.
وتعد غارات التحالف على مواقع القاعدة في محافظة حضرموت تطورا جديدا، بعد أن ظلت قرابة العام بعيدة عن مرمى نيران التحالف العربي بقيادة السعودية.
ويحكم التنظيم قبضته على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وعلى مديريات الساحل منذ الثاني من أبريل/نيسان 2015، بينما لا تزال مديريات وادي حضرموت تحت سيطرة الحكومة الشرعية، غير أنه يشن هجمات على الجيش بين الحين والآخر.
وغنم التنظيم سلاحا ثقيلا ومتوسطا من استيلائه على معسكرات ضخمة في ساحل حضرموت، أبرزها اللواء 27 ميكا و190 دفاع جوي ومقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية.
معركة برية
ويرى مستشار وزارة الدفاع والناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العميد سمير الحاج، أن غارات التحالف على القاعدة في حضرموت تحمل أمرين: أولهما تدمير أي سلاح خارج نطاق الدولة الشرعية، وثانيهما التمهيد لمعركة برية قادمة لبسط سلطة الدولة على كل المناطق ومكافحة الإرهاب.
وأوضح الحاج في حديثه للجزيرة نت أن تزايد الهجمات الإرهابية في المناطق المحررة التي تقوم بها خلايا الحوثي وصالح وبعض التنظيمات المتطرفة، حتّم على دول التحالف التدخل لكبح جماحها والحد من أعمالها الإجرامية بحسب قوله، مؤكدا أن هذه الضربات ستؤثر على قدرات تنظيم القاعدة.
وبرر الحاج تأخر قوات التحالف في ضرب مواقع القاعدة في اليمن خلال الأشهر الماضية إلى إدراكها أن الحوثي وصالح كان يحاول جر المعركة إلى حضرموت ليتفرغ لتدمير باقي المدن بحجة وجود تنظيم القاعدة، الذي في الحقيقة هو من صُنعهم.
وأشار الحاج إلى أن تحركات القاعدة كانت مراقبة عن كثب من قبل قوات التحالف والجيش الوطني، لافتا إلى أنه حان الوقت للعمل على ضرب أي كيانات خارج إطار الدولة، ما لم تعد إلى جادة الصواب وخيارات الشعب اليمني المسلم المعتدل.
تهديدات للسعودية
أما الخبير اليمني في شؤون تنظيم القاعدة سعيد الجمحي، فيرجع تحركات التحالف ضد القاعدة في حضرموت إلى تأخر حسم المعركة مع الحوثيين والمخلوع صالح، ومحاولات التنظيم الاندماج في المجتمع في حضرموت وإظهار نفسه جزءا منه.
كما يربط الجمحي في تصريحه للجزيرة نت غارات التحالف على مخازن السلاح للقاعدة في حضرموت بانزعاج التحالف من تمدد القاعدة في المحافظات المحررة، إضافة إلى التهديدات التي أطلقها القيادي السعودي في القاعدة إبراهيم عسيري عن عزمها شن هجمات ضد السعودية، كرد فعل على الإعدامات التي نفذتها المملكة في عناصر القاعدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وعن أهداف التحالف من هذه الغارات، يقول إن التحالف يريد إيصال رسالة للقاعدة أنها ضمن أهدافه، وأخرى لإعلام الحوثي وصالح ردا على ما يروجانه من أن التحالف والرئيس اليمني هادي، متحالفان مع التنظيم ولا تعنيهم الحرب على الإرهاب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها