ما الذي يقصده الرئيس هادي بإتباع قوات الشرعية نظرية "نابليون" في معركة صنعاء؟
فتح الرئيس عبد ربه منصور هادي النار على الجميع، في الداخل والخارج، وأكد أنه سيتبع نهج نابليون في حصار صنعاء حتى سقوطها. .
الرئيس هادي، المقيم في الرياض، وفي مقابلة مع صحيفة "عكاظ" السعودية (02 03 2016)، اتهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمراسلة إيران من أجل مصالحته مع الحوثيين قبل اجتياح صنعاء، وتعهده بإفشال مؤتمر الحوار الوطني. وأعلن هادي عن فك شفرة هاتف أحد المستشارين الحوثيين بمساعدة أمريكية، وعن العثور فيه على تفاصيل خطة تنص على تولي عبد الملك الحوثي المسؤولية الدينية، في حين يتولى نجل الرئيس السابق المسؤولية السياسية في إدارة الشأن اليمني .
ولم يكتف الرئيس اليمني بذلك، بل قال إن الحروب الست في صعدة ضد الحوثيين كانت كذبة بطلها صالح، الذي كان يرسل 10 قاطرات ذخائر إلى قوات اللواء علي محسن الأحمر، و12 قاطرة إلى عبد الملك الحوثي .
وقد تحدث الرئيس هادي في مقابلته، وهي الأولى منذ أكثر من عامين، عن إدارة سلفه للحرب مع الحوثيين، وقال إنه كان يوقف الحرب حين كان يرى أن الحوثيين سيهزمون أو أن الهزيمة ستكون من نصيب اللواء الأحمر.
وأضاف الرئيس اليمني أن تلك المواجهات، التي استمرت من منتصف عام 2004 إلى عام 2011، جعلت ثمانية ألوية داخل صعدة تأتمر بأمر عبد الملك الحوثي منذ ذلك العام 2011. وان ألوية أربعة سلمت سلاحها إلى عبد الملك الحوثي مع 120 دبابة وأربع كتائب مدفعية بكل عتادها .
وعن الحرب على صنعاء، وما إذا كانت القوات الحكومية ستهاجم المدينة، تحدث هادي عن أهمية نظرية نابليون في الحصار والتطويق، وقال إنهم وأنصاره يسيرون وفق هذه النظرية؛ وأضاف أن السيطرة تمت على ميدي، التي كانت بيد الحوثيين، و"حينما نستعيد تعز والحديدة ستسقط صنعاء ."
وبشان الوضع في محافظة تعز، كان الرئيس اليمني صريحا في إقراره برفض دول التحالف، الذي تقوده السعودية، دخول المعركة البرية.
ونفى وجود قوة عسكرية في المحافظة، معلنا تدريب 2000 مقاتل من تعز مؤخرا. وأضاف أنه أمر ببناء معسكر بين محافظتي لحج وتعز لتدريب 3000 آخرين؛ ما يعني أن المعركة لا تزال طويلة .
هادي اتهم أيضا صالح بالوقوف وراء سقوط صنعاء بيد الحوثيين، وأكد أن الرئيس السابق وأبناءه هم اللاعب الأساس في ذلك؛ كما اتهمه بالتخطيط لاغتياله كرئيس للدولة حتى تنتهي المبادرة الخليجية، وبعد ذلك اعتماد التجربة الإيرانية كمرجع للحكم في اليمن .
كذلك، اتهم الرئيس اليمني الرئيس السابق بإقامة علاقات مع تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وكشف أن صالح طلب منه، أثناء الثورة الشعبية على حكمه في 2011، الوقوف معه في ضرب ساحة الاعتصامات ومقر الفرقة الأولى المدرعة، التي كان اللواء الأحمر يقودها. وعندما رفض ذلك، قال له صالح إنه سيندم، وبعد يومين سقطت محافظة أبين بيد "القاعدة" بعد انسحاب قوات الأمن والجيش منها .
وخلافا للتوقعات، بدا الرئيس اليمني متمسكا بمنصبه إلى حين انتهاء الحرب، وهزيمة خصومه. وصرح بأنه سيكون مستعدا لتسليم السلطة فقط بعد تنفيذ المبادرة الخليجية، والاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات في المحافظات على المستوى المحلي والمركزي في يوم واحد، كما حدث في السودان وإثيوبيا، على أن يسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب، وحينئذ لن يترشح إلى أي انتخابات، وسيكون مشرفاً .
هذا، ولم يَسلم المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بن عمر أيضا من اتهامات هادي، الذي حمَّله مسؤولية فرض الحوثيين للدخول في مؤتمر الحوار، مع أنهم لم يكونوا طرفا في المبادرة الخليجية، ولم يعترفوا بالقرارات الأممية؛ وقال إن بن عمر أعطاهم أكثر من أي حزب موجود في الحوار .