السعودية تكشف تورُّط إيران في تفجيرات "الخبر" بالسعودية
قالت مصادر أمنية إن إيران تحتضن مطلوبين أمنيًا، ممن أسهموا في استهداف مجمع سكني يقطن فيه عسكريون أمريكيون في الخبر عام ٬1996 وهم إبراهيم اليعقوب٬ وعبد الكريم الناصر٬ ومحمد الحسين، والذين يضعهم مكتب التحقيقات الفيدرالي على قوائم المطلوبين.
واعترف أحد الموقوفين السعوديين ببقائه مع المطلوبين الثلاثة، تحت حماية الاستخبارات الإيرانية خلال الفترة بين 1996 و٬2010 مؤكدًا أن المخابرات الإيرانية كانت ترسل أموالا نقدية لأسر المتورطين في التفجير٬ عبر سعوديين جّندتهم طهران للتجسس على المملكة، سياسًيا وعسكرًيا واجتماعًيا٬ بالتعاون مع عناصر إيرانية بسفارة طهران لدى الرياض٬ وقنصليتها بجدة٬ والمندوبية في منظمة التعاون الإسلامي.
وذكرت المصادر أن أحد عناصر خلية التجسس الإيرانية في المملكة٬ (وعددهم 30 سعوديا وآخر إيراني وأفغاني تُجرى محاكمتهم حاليًا)٬ وهو سعودي متفرغ لأداء الدروس الدينية (45 عامًا)٬ كان يلتقي في إيران مع كل من إبراهيم اليعقوب٬ وعبد الكريم الناصر٬ وأبو جعفر محمد الحسين المعروف بمحمد الصايغ٬ وأحمد المغّسل (قبض عليه في بيروت ونقل إلى الرياض في 2015)، خلال فترة وجود الجاسوس في طهران بعد عملية تنفيذ تفجير الخبر في 1996 حتى ٬2011 وكان يوجد فيه عسكريون أمريكيون من أفراد سلاح الجو الأمريكي٬ ونتج عن العملية مقتل 19 عسكرًيا أمريكًيا٬ وجرح 372 آخرين٬ كما أصيب العشرات من جنسيات متعددة٬ بالإضافة إلى انهيار جزئي للمبنى السكني.
وشددت المصادر على أن هيئة التحقيق والادعاء العام بالمملكة، أعدت لائحة دعوى ضد 30 سعوديا٬ وإيراني وأفغاني٬ ورفعتها إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض٬ حيث تُجرى محاكمتهم حاليًا٬ وطالب الادعاء العام بقتل 27 سعوديا٬ وآخر أفغاني٬ إضافة إلى العقوبة المشددة لثلاثة سعوديين٬ وإيراني، وفقًا لما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، الإثنين (29 فبراير 2016).
ومنذ عام 1997، ظلت سلطات المملكة تطلب من الجانب الإيراني تسليم مطلوبين سعوديين على خلفية تفجير أبراج الخبر٬ إلا أن طهران دأبت على إنكار أي علاقة لها بالحادثة أو بالمتهمين بالمسؤولية عنها.
وتلاحق السلطات الأمنية في المملكة إبراهيم اليعقوب٬ وعبد الكريم الناصر٬ ومحمد الحسين٬ وأحمد المغّسل (نقل إلى الرياض بعد القبض عليه في بيروت)٬ المتورطين في عملية التفجير منذ 20 عامًا٬ والذين كان يتستر عليهم أحد عناصر خلية التجسس الإيرانية بالسعودية٬ وذلك باعتبارهم مهندسين ومخططين لعملية التفجير٬ وكذلك تلاحق مطلّوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي٬ ومسجلين باعتبار أحدهم من أبرز الإرهابيين المطلوب القبض عليهم٬ وتم تخصيص مكافأة مالية تبلغ 5 ملايين دولار نظير المساعدة في القبض على كل شخص منهم من قبل ( FBI).
وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات الإيرانية عملت على دعم أحد المتورطين في تفجير الخبر ٬1996 وذلك عبر إرسال مبالغ مالية إلى أسرة متورط في عملية التفجير٬ الذي قيل إنه توفي في زنزانته بعد ثلاثة أيام من القبض عليه من قبل السلطات السورية٬ وقبل انتهاء إجراءات ترحيله للسعودية٬ وكانت خلية التجسس هي من تقوم بإيصالها عبر زوجة أحد المتورطين في الخلية٬ إذ تسلم مبالغ مالية من محمد الحسين الذي يقيم حتى الآن في إيران٬ ويتنقل هناك بأوامر من الاستخبارات الإيرانية.
وكانت المباحث العامة التابعة لوزارة الداخلية السعودية نفذت عملية ناجحة بكل المقاييس بعد التنسيق مع الاستخبارات المملكة في مراقبة عناصر خلية التجسس٬ وأعلنت القبض عن 15 سعوديا وآخر يمني خلال يوم واحد٬ وفي أربع مناطق مختلفة٬ وهي: مكة المكرمة٬ والمدينة المنورة٬ والرياض٬ والمنطقة الشرقية٬ وذلك في مارس ٬2013 ثم كشفت التحقيقات مع الموقوفين عن تورط 15 سعوديا آخر٬ إضافة إلى مقيم أفغاني٬ في أوقات مختلفة بعد الإعلان بأربعة أشهر.
وذكرت المصادر أن السفارة الإيرانية في العاصمة الرياض٬ وقنصليتها في جدة٬ والمندوبية الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي٬ شاركت في عملية التجسس٬ ودعمت عناصر الشبكة٬ وعقدت لقاءات في مواقع مختلفة٬ في منازلهم٬ وشقق مفروشة٬ واجتماعات ثنائية في سياراتهم٬ حيث وفرت استخبارات طهران مبالغ مالية مقطوعة٬ وكذلك شهرية منتظمة٬ ودفعت لهم إيجارات لمنازلهم٬ كنوع من الدعم٬ إضافة إلى عقد لقاءات معهم في إيران والالتقاء مع علي خامنئي٬ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية٬ بالتنسيق مع كبار المسؤولين في الاستخبارات الإيرانية٬ وكذلك اجتماعات في لبنان٬ وتركيا٬ وماليزيا٬ والصين.
وعملت خلية التجسس على استخدام العملات الأجنبية في صرف المغريات التي تقدم إلى الجواسيس في السعودية٬ إذ أسهم محلل اقتصادي يعمل في أحد المصارف٬ في مساعدة الاستخبارات الإيرانية في عملية التحايل على العملات وتحويلها من الریال الإيراني إلى الریال السعودي٬ وذلك عبر نقلها في حقائب دبلوماسية من عناصر السفارة الإيرانية بالرياض إلى طهران.
وكشفت التحقيقات الأمنية مع عناصر خلية التجسس أنهم التقوا مع 24 إيرانيا في داخل السعودية وخارجها٬ أبرزهم السيد عليمي٬ مدير مكتب الاستخبارات الإيراني في طهران٬ ومدير مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية٬ وأحد العاملين في المندوبية الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي (طرد من السعودية في 2013)، إضافة إلى عناصر أخرى تعمل في السفارة الإيرانية والقنصلية٬ وغيرهم.
وأدلى الموقوفون في خلية التجسس باعترافاتهم المصدقة شرًعا٬ بالتواصل مع عناصر الاستخبارات الإيرانية٬ وكشف معلومات في غاية الأهمية عن المواقع العسكرية الهامة٬ والقواعد الجوية٬ والسفن البحرية٬ وصور عن الشريط الحدودي الذي يربط السعودية مع اليمن٬ إذ كانت تسلم إلى الاستخبارات الإيرانية عبر عناصرهم في الداخل٬ وكذلك عبر برامج التشفير التي تدرب بعض منهم على استخدامها.