رحيل القيادي الإصلاحي (الذارحي) يفتح ملف التعذيب والانتهاكات بسجون الحوثيين
رحل حمود هاشم الذارحي، القيادي بحزب الإصلاح اليمني ، المعروف بالدور القبلي الواسع في صنعاء، كما أن له دور بارز في قضايا الأمة حيث كان نائب رئيس الهيئة الشعبية لدعم فلسطين وقضايا الأمة.
جاءت وفاة الشيخ حمود الذراحي عن عمر يناهز 58 عاماً، الخميس الماضي، عقب معاناة مع المرض الذي ألم به إثر اعتقاله في سجون المليشيات الحوثية، حيث تكشف وفاته بعد أسابيع من الإفراج عنه حجم الظلم و الانتهاكات داخل سجون الحوثيين، فيما تصاعدت الاتهامات ضد المليشيا الحوثية بالتورط في قتله داخل سجونهم.
ونعى عدد من علماء ودعاة الأمة، الشيخ الذارحي مشيرين لفقدان الأمة رجلًا أثر في عدد من قضاياها الهامة.
حياة الذراحي
ولد الشيخ حمود الذارحي، بمدينة كوكبان بمحافظة المحويت، وهو من أبرز قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، إخوان اليمن، تتلمذ على يد القاضي العلامة يحيى بن لطف الفسيل، والعلامة اليمني حمود شرف الدين وحسن يحيى الذاري.
يعد من مؤسسي المعاهد العلمية، في اليمن بالشراكة مع الراحل العلامة الفسيل، وعمل وكيلًا لها لعقدين من الزمان، التي كان لها دور كبير في الحياة التعليمية والتربوية في اليمن خلال العقد الماضي، وحتى إلغائها عام 2000.
له دور كبير في إنهاء الأزمات اليمنية المختلفة، نظرًا لعلاقاته الواسعة، خاصة القبلية، وكان أبرزها مساهمته في الإعداد لوثيقة (العهد والاتفاق) التي وقعت في العاصمة الأردنية (عمّان) لإنهاء الصراع بين حزب (المؤتمر الشعبي العام) وحزب (التجمع اليمني للإصلاح) من جهة, وبين (الحزب الاشتراكي) من جهة ثانية عام 1994م، وعين كمحافظ لصنعاء لمدة ثلاثة أعوام منذ عام 1994 بالإضافة لعضويته في مؤتمر الحوار الوطني، ودوره في حل النزاعات الداخلية بين القبائل، ومكونات المجتمع اليمني.
دعاه وسياسيون ينعونه
نعاه الداعية السعودي عوض القرني على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا: "توفي في عمان بالأردن العلامة المجاهد الشيخ حمود هاشم الذارحي من كبار علماء ودعاة اليمن اللهم أغفر له وارحمه وارفع درجته في الجنة ".
كما نعاه القياديين بحماس موسى أبو مرزوق، والنائب الفلسطيني بالمجلس التشريعية عن حركة حماس مشير المصري، مشيرين لدوره الكبير في دعم القضية الفلسطينية، ومساهماته في قوافل تهدف لرفع الحصار عن غزة، حيث وصفه المصري بأنه " فقيد اليمن.. وفقيد فلسطين.. ورجل أمة".
فيا قال عنه "أبو مرزوق" على حسابه الشخصي بموقع "فيس بوك" : "نفتقد رجلاً من رجالات اليمن، وصديقاً عزيزاً، وأخاً كريماً الشيخ: حمود هاشم الذارحي رحمه الله تعالى، توفاه الله في العاصمة الأردنية عمان، نسأل الله العلي المتعال أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يتقبله في الصالحين، فقد كان صاحب فطنة وحكمة، وجرأة رحمه الله".
وأضاف أبو مرزوق أن الشيخ حمود "جمع إلى جانب ذلك قلماً متميزاً، ولساناً في الإصلاح عاملاً –رحمه الله-، عوض الله أهله، وذويه، وحزبه، واليمن خير العوض، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
اتهامات للمليشيات بقتله
اتهم عدد من النشطاء اليمنيين، مليشيات الحوثي بقتل الذراحي، أثناء وجوده في سجونهم، مشيرين لتدهور صحته الشديد عقب خروجه من سجونهم، حيث قال مدير مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، في نعيه لـ" الذارحي"، بحسابه الشخصي بموقع "فيس بوك": " اغتيلت حياته في سجون الحوثيين قبل أن يخرج منها إلى أسرة مستشفيات الأردن.. الشيخ حمود هاشم الذارحي شهيد جديد لليمن ".
فيما نعى المحلل السياسي يحيى الثلايا، الشيخ الذارحي معددًا مناقبه، قائلا في منشور له على حسابه بـ"فيس بوك": "رحم الله الأستاذ حمود هاشم واسكنه في عليين، الوالد الجليل وفقيد الإصلاح والوطن كان من القلة القليلة التي أوجعت الإمامة وتجرد من أمراض السلالية بحق وصدق". وأضاف: " حمود هاشم الذارحي قصة نضال يجب أن تكتب للناس، موت الذارحي غريبا عن وطنه وهو يعالج السرطان في العاصمة الأردنية، لطالما حاول الإماميون تشويهه وإلصاق تهم التطرف به لأنه أوجعهم".
وتابع "الثلاثا": "الشيخ يموت جمهوريا وطنيا مقاوما يمانيا حتى الثمالة، بعد أسابيع فقط من خروجه من معتقلهم الفاجر، في ذمة الله أستاذنا الكبير ".
واتهم خالد أبكر، نجل القيادي بالمقاومة الشعبية حسن أبكر، المليشيا الحوثية بقتله، قائلًا "قتلوك قتلهم الله.. رحمك الله شيخنا حمود هاشم الذارحي وأسكنك فسيح جناته".