وزير الخارجية الأسبق رياض ياسين : الدخول الى صنعاء بلا معارك
توقع وزير الخارجية اليمني السابق رياض ياسين انهيار مليشيات الحوثي والمخلوع صالح قريباً في جميع الجبهات، ودخول صنعاء بلا معارك. وقال في تصريح خاص لـ«الاتحاد» إن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية شريك أساسي في إضعاف المليشيات الانقلابية وبناء مستقبل اليمن، مشيداً في هذا الصدد بدور الإمارات العربية المتحدة الحيوي في اليمن، ومنتقداً المجتمع الدولي لصمته تجاه حصار المتمردين لتعز كما حدث سابقاً في حصار عدن. وشدد على ضرورة التزام الانقلابيين القرار الأممي 2216 قبل الجلوس إلى مائدة المفاوضات، داعياً اليمنيين إلى بناء «اليمن الجديد» تحت شعار «المواطنة» بعيداً عن الطائفية والقبلية.
دور الإمارات حيوي
وأكد ياسين على الدور الحيوي والهام الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في اليمن، وقال إن دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان مهماً لإنقاذ اليمن وهو مستمر. وشدد على أهمية الدور الذي تقوم به قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في إطار عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، مشيراً ألى إن ما يقوم به الأشقاء في هذا الإطار ساعد اليمن على تجنب المصير الذي آلت إليه الأوضاع في العديد من الدول مثل العراق وليبيا وسوريا. وأضاف إن الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تقدم نماذج إيجابية يمكن التعلم منها في بناء الدولة ومؤسساتها، كما أشاد بالدور الذي يلعبه الإعلام الإماراتي في تسليط الضوء على ما يحدث في اليمن، وإبراز الجرائم التي ترتكبها مليشيات صالح والحوثي للعالم.
النصر آتٍ بلا شك
وقال ياسين إن مليشيات صالح والحوثيين بدأت تضعف وتتلاشى وستنهار قريباً على جميع الجبهات لأنها لن تستطيع المقاومة طويلاً، خاصةً بعد حدوث انشقاق بين الجانبين، ورجح أن يخف حصار الحوثيين على تعز قريباً، كما توقع دخول صنعاء بدون معارك، لافتاً إلى أن الصراع دائر على جبهات عدة، وهذه الجبهات المتفرقة ستؤدي إلى انهيار المليشيات وتحقق الانتصار بشكل جمعي، كما أكد أن الشريك الأساسي في الانتصار هو قوات التحالف وأبناء المقاومة اليمنية، ورجال الوطن الشرفاء وبعض قوات الجيش التابعة للشرعية.
وأشار ياسين إلى أن دخول صنعاء مسألة وقت، وهو متفائل بأن النصر قادم، وقال: «ما دامت هناك محاولات للنصر من أبناء صنعاء وأبناء تعز، فالنصر آتٍ بلا شك، ولكنها مسألة وقت»، مؤكداً أن قوات التحالف تحاول تجنب الدخول في أي معارك قد تنتج عنها خسائر بشرية كبيرة، فهي لا تريد الإضرار بمصالح اليمنيين أو الإضرار بالبنية التحتية لليمن، فعدم المساس بالمواطن اليمني هو الأهم، ولفت إلى أن دحر المليشيات مستمر، مما يطمئن على الأوضاع في اليمن التي تشهد معارك عنيفة في العديد من المناطق. وقال إن عمليات قوات التحالف مدروسة وتسير بخطوات واثقة، وتتقدم ولن يكون هناك يأس لأن المعارك مستمرة، فهي لا تتوقف، مما يعد مؤشراً على أن النصر قريب.
البعض يستغل المشهد
ورأى ياسين أن جنوب اليمن قد تم تحريره لأن الهدف كان واحداً لكل الأطراف، دون النظر إلى أية مصالح شخصية أو حزبية، فقد اشتركت المقاومة مع قوات التحالف خاصة الإمارات في المعارك منذ اليوم الأول، وكانوا على قلب رجل واحد وكان هدفهم الأول هو دحر مليشيات الحوثي وصالح، وأن أبناء الجنوب لم يحاولوا أن يتصدروا المشهد بطريقة أو بأخرى أو أن يبرزوا أدوارهم كما تفعل بعض الأطراف في الشمال.
وأوضح ياسين أن بعض الأطراف مثل حزب الإصلاح اعتقدوا أن تلك المعارك بمثابة فرصة لتحقيق مطامعهم واستغلال المشهد لصالحهم. وأضاف أن عدم وجود القيادات الحزبية وتشتيتها خارج اليمن، جعلت بعض القواعد تتصرف بحسب أهوائها نظراً لبعد قياداتها، فتصرفت من تلقاء نفسها، وتراجعت من مناطق بناءً على تقييمها الخاص، مما تسبب في تلك الضبابية والضعف في المشهد في بعض المناطق التي تشهد معارك مستمرة.
وأكد أن عدد الحوثيين صغير، ولكن مليشيات صالح تستخدمهم كحصان طروادة للعودة إلى حكم اليمن مرة أخرى، فإذا استولى صالح على السلطة مرة أخرى سيتخلص منهم كما فعل من قبل. وأضاف أن صالح لم يبنِ جيشاً وطنياً، بل جيشه الخاص الموالي له، جيش عائلي، قبلي، والشعب اليمني هو من دفع الثمن غالياً منذ 50 عاماً بدءاً من خروج بريطانيا من عدن وحتى ثورة الإمام أحمد وحتى الآن نحن ندور في نفس الدوامة.
ورأى أنه قبل دخول اليمن مرحلة جديدة يجب التفكير خارج الصندوق، بمعنى أنه يجب التركيز الآن على بناء دولة مدنية ليست مرتبطة بحزب أو طائفة أو شخص معين بعيداً عن القبلية أو غلبة العدد أو النفوذ السابق، وذلك بعد أن يكتمل الانتصار على الحوثيين، وذلك لفترة لا تقل عن عشر سنوات حتى يكون مبدأ المواطنة هو الأساس، وهذا ما حدث في دول مثل ألمانيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وماليزيا.
الحوثيون لن يلتزموا الاتفاقيات
وعن توقف المفاوضات في اليمن، أكد ياسين أن المفاوضات لم تبدأ حتى تتوقف من وجهة نظره. ففي جنيف الأولى، رفض الحوثيون أن يأتوا إلى مقر الأمم المتحدة للتفاوض ظناً منهم أن هناك حلاً سياسياً سيفرض على قوات التحالف بقوى خارجية، ولكنهم أدركوا أن موقف قوات التحالف قوي وصلب ولن يفرض عليهم أي حلول، وأنهم مجبرون على تنفيذ القرار 2216. وفي جنيف الثانية كانت نتيجة المفاوضات صفراً، ولم يتوصلوا إلى شيء، لأنه لم تكن هناك ثقة بهم من الأطراف الأخرى، وكانت الخطوة الأولى لبناء هذه الثقة هي إفراج الحوثيين عن المعتقلين لديهم، والنقطة الثانية هي فك الحصار عن تعز، والسماح بدخول الغذاء والدواء إضافة إلى إيقاف عمليات العنف في صنعاء والحديدة وغيرها من المناطق، ولكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا ولن يلتزموا أي اتفاقيات.
وشدد على أن المفاوضات القادمة يجب أن تشمل كل اليمنيين، وليس أطرافاً بعينها. وحذر من معاملة الحوثيين على أنهم بمثابة الند لقوات التحالف والشرعية لأنهم قوات صغيرة تتلقى دعماً من إيران ومليشيات صالح، وهم لا يتعدون 1%من الشعب اليمني. وقال إن ما يقوم به الحوثيون مثل ما تقوم به جماعات «داعش» و«بوكو حرام»، وأي منظمة إرهابية من قتل ودمار وحرق، مؤكداً أنه لن يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات الآن، فجلوس الطرفين على مائدة واحدة يتعذر بسبب تعسف الحوثيين، والحكومة اليمنية ليس لديها شروط للمفاوضات سوى تنفيذ القرار 2216، وهو قرار ملزم ببنوده السبعة لا يقتصر على الحكومة اليمنية، فلا يمكن اعتباره شرطاً. والحوثيون يعتقدون أنهم كلما ماطلوا للجلوس إلى مائدة المفاوضات سيكسبون المعارك على الأرض ويدخلون المفاوضات منتصرين لتقسيم اليمن على أساس طائفي وأمر واقع، وهذا لن يحدث مطلقاً، ولن يترك أبناء اليمن بلدهم في أيدي تلك العصابات الإجرامية.
تخاذل المجتمع الدولي
وانتقد ياسين تخاذل المجتمع الدولي وتقصيره تجاه حصار الحوثيين لتعز على الرغم من تحذيرات الحكومة اليمنية السابقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من تفاقم الوضع، ولفت إلى أنهم عندما يتحدثون عن حل المشكلة في تعز، لا يتحدثون عن أساس المشكلة وهي حصار مليشيات صالح والحوثي لها، ويتحدثون عن أن اليمن كله تحت الحصار، وهذا ليس صحيحاً، فالغذاء والدواء وغيره من المؤن تنتقل ببساطة بين باقي المدن اليمنية ما عدا تعز، فليست هناك مناطق تحت الحصار مثلها. والحصار فقط على الأسلحة أو أي معدات عسكرية يمكن استخدامها في المعارك الدائرة في الداخل، وأضاف: «يحاصرون تعز، يقطعون الطرقات لكي لا تصل المعونات التي يسرقونها، ثم يبيعونها في السوق السوداء داخل اليمن».
السيطرة على الوضع الأمني
وعن الوضع الأمني في المحافظات المحررة وعدن، قال ياسين إنه ليس آمناً بالصورة المطلوبة، مشدداً على أهمية وجود رؤية وسياسة واضحة من الحكومة اليمنية قبل مباشرة عملها، فكان لابد أن تُعَد خطط للسيطرة الأمنية وبرامج للنهضة وإعادة الهيكلة المؤسسية بتلك المحافظات، ولكن هناك ارتباك في الأداء الحكومي في الكثير من الأمور، فهي مثلاً لم تستطع استيعاب الشباب في المقاومة، وعلاج الجرحى، والكثير من الأمور التي اتسمت بالعشوائية والضعف، فتحولت إلى أزمة لا يمكن التعامل معها، وأعرب عن تفاؤله بالمرحلة القادمة التي ستشهد العديد من المراجعات. وأشار ياسين في ختام حديثه إلى أن الحوار السياسي يجب أن يتم بناء على نقطة مفصلية، بعد اكتمال التحرير وانتصار الشرعية، ولا يمكن أن يكون أساسه إعادة تقسيم اليمن بين الأحزاب والقبائل وأصحاب النفوذ، ولكن يجب أن يكون أساسه بناء مستقبل اليمن على أساس مدني، بحيث يبني أبناء اليمن مؤسسات بلادهم الأمنية، التعليمية، والصحية وغيرها من المؤسسات، ليكون أساس عمل اليمنيين هو الكفاءة دون العودة إلى التفكير في سيطرة طائفة أو حزب على منطقة معينة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها