أطفال تعز يعانون اضطرابات نفسية بسبب الحرب
يعاني أطفال مدينة تعز جنوب غربي اليمن من الآثار النفسية للحربK إذ تعرض عشرات الأطفال بالمدينة لاضطرابات نفسية وحالات من الهلع والخوف. وتزداد معاناتهم سوءاً بسبب عدم تمكن مؤسسات الإغاثة من الوصول لهم واستهداف ميليشيا الحوثي وقوات صالح لهم ولمؤسسات المدينة الصحية.
الطفل أحمد أحد ضحايا الحرب، أحد الأطفال الذين تعرضوا لصدمة نفسية بسبب القصف الذي طال المدينة إبان الثورة على نظام صالح عام 2011.
وبعد جولة من العلاج النفسي تحسنت حالته، وبدأ يتحدث، لكن الحرب الدائرة حاليا إصابته بانتكاسة كبيرة. حالة من الخوف والهلع تنتابه كلما سمع أصوات الرصاص والقذائف.
ويقول صلاح الكمالي والد الطفل: "الحرب والهلع من القصف العشوائي الذي لا يميز بين مدني وعسكري ويحصد أرواح المئات من المدنيين، خلق حالة من العزلة، أشبه بالإقامة الجبرية، على من تبقى من سكان المدينة، وخاصة الاطفال؛ فلا حدائق، ولا ملاهي يذهبون اليها، سوى البحث عن ما يسليهم بين ركام المباني المدمرة التي تحيط بهم."
وأضاف أن أجواء الحرب و تداعياتها جعلتهم عرضة لكثير من الأمراض النفسية كما يقول المختصون.
ويقول استشاري الأمراض النفسية طالب المحمدي: "لم يدفع الأطفال ثمن هذه الحرب من صحتهم النفسية فحسب، بل أن التقارير الصادرة عن بعض المنظمات تشير الى مقتل وإصابة المئات من منهم نتيجة القصف العشوائي."
وأضاف المحمدي أن حوادث القتل هذه في أوساط أقرانهم تضاعف من الصدمات النفسية التي يتعرض لها أطفال تعز.
وفي حال وضعت الحرب أوزارها، قد يبدوا من السهل ترميم آثار الدمار والتشوهات في شوارع وأحياء مدينة تعز. لكن علاج الجراحات النفسية العميقة لدى الناس، سيما الأطفال، سيكون بلا شك أمرا بالغ الصعوبة.