الإجراءات الخليجية ضد حزب الله قد تقود لمواجهة مفتوحة
لا يبدو بأن الإجراءات التي اتخذتها كل من الكويت والبحرين، بتحذير المواطنين من زيارة لبنان، أو البقاء فيه، ومنع الإمارات مواطنيها من الذهاب إلى هناك، مجرد خطوات "تضامنية" سياسياً مع تحذير سعودي مشابه، لمواطنيها، يوم أمس. في ظل توتر الأوضاع السياسية في لبنان، بعد قرار السعودية بإيقاف دعمها المالي للجيش اللبناني، وقوى الأمن، والذي يبلغ أربعة مليارات دولار.
الخطوة السعودية، تلتها عدة خطوات عربية، مثيرة للانتباه، منها عزم الحكومة اليمنية على تقديم شكوى في مجلس الأمن ضد حزب الله، على خلفية اتهامه بتدريب خلايا مسلحة في اليمن، ودعم الحزب لمليشيات الحوثي، المتحالفة مع الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، والمناوئة للرئيس، عبد ربه منصور هادي.
وقد اتهمت الحكومة اليمنية اليوم حزب الله اللبناني بتشكيل وتدريب خلايا في اليمن، تعتزم استهداف السعودية، وشن هجمات داخلها.
ومن المتوقع أن تقوم السعودية، والتي ضاقت ذرعاً بالخطوات التصعيدية من حزب الله ضدها وهيمنته على الدولة اللبنانية، بخطوات تصعيدية أخرى في لبنان، في ظل عجز حلفائها، في 14 آذار، عن تدارك الموقف، وقيامهم بخطوات لـ"استعادة" الدولة من هيمنة قوى 8 آذار، المناوئة للرياض. دون وجود ملامح لطبيعة هذا التصعيد.
وكشفت الحكومة اليمنية اليوم عن جانب من التصعيد، يتمثل في تدريب حزب الله اللبناني، الموالي لطهران، لعناصر مسلحة في اليمن، تنوي القيام بهجمات في السعودية، وهو تطور كبير في علاقة السعودية بحزب الله، وتعدي الأخير مراحل الهجوم "اللفظي" ضد الرياض، منذ سنوات، خاصة بعد تدخل السعودية في اليمن، ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية، ليصبح ربما استهدافاً مباشراً دموياً.
ويمتلك حزب الله هذا الرصيد "الأمني" مع الخليج، باستهداف مصالح كويتية في الثمانينيات، كاستهداف موكب أمير الكويت، الراحل جابر الصباح، واختطاف طائرة "الجابرية" الكويتية، فضلاً عن الاتهامات السعودية والبحرينية الدائمة ضد حزب الله وإيران.
في هذا السياق، كانت مصادر إعلامية قد أشارت يوم أمس إلى إحباط الفيليبين لمخططات إيرانية باستهداف طائرات سعودية، على يد يمنيين. وأشارت المصادر إلى أن مانيلا أحبطت المخطط قبل وصوله إلى مراحل متقدمة، وأن الخطة كانت تتضمن محاولة تفجير طائرة سعودية في الفيليبين أو ماليزيا، أو إندونيسيا. مما اضطر السلطات الفيلبينية إلى تكثيف إجراءاتها الأمنية على الطائرات السعودية في مطاراتها.
الحديث عن إحباط مخططات إيرانية لاستهداف طائرات سعودية، على يد يمنيين، مع اتهامات الحكومة اليمنية حول تدريب حزب الله لهم، لاستهداف مصالح سعودية، إضافة إلى تحذير الأخيرة رفقة الكويت والبحرين والإمارات، لمواطنيها، من السفر إلى لبنان، أو البقاء فيها، كلها مؤشرات إلى أن الأوضاع في طريقها إلى مواجهة حزب الله، وإيران، بشكل أكبر، من دون أن تتضح ملامح الرد السعودي في لبنان، أو ملامح رد حزب الله وإيران على الخطوات السعودية.
فالسعودية تدخلت في اليمن ضمن التحالف العربي، وهي تدعم الفصائل المعارضة السورية المناوئة لبشار الأسد، وإيران، بشكل مباشر، بالمال والسلاح، والغطاء السياسي، من خلال تشكيل لجنة التفاوض العليا في الرياض، كجسم سياسي للمعارضة السورية يحظى بدعم إقليمي.
وبعد إعادة السعودية افتتاح سفارتها في بغداد، يبدو بأنها جادة في محاولة قراءة إمكانات مواجهة النفوذ الإيراني على العراق، دون وضوح في الرؤية.
أما في لبنان، فتبدو الأمور قاتمة، مع وجود حزب الله، كقوة مسلحة مهيمنة على الدولة اللبنانية. ولا يبدو بأن هناك أي احتمالات لمواجهة حزب الله هناك، دون المخاطرة بالدخول في مواجهة عسكرية في البلاد، لا يريدها اللبنانيون، ولا القوى الإقليمية، ولا يملك مناهضو الحزب أي فرص لحسمها، عسكرياً، في حال اندلاعها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها