المخلوع (صالح) يسير على خطى (القذافي) ويجر اليمن لحرب عصابات
أدى التقدم الكبير لقوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني بمساندة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، نحو العاصمة صنعاء، لطرح عدة سيناريوهات تكشف مدى تخبط طرفي الأزمة الأضعف "الحوثيين والمخلوع صالح"، ومحاولاتهم الخروج من الأزمة بأي ثمن، وأبرز السيناريوهات هو الحديث عن تسليم صنعاء من دون شروط، عن طريق الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، والتي تزامنت مع تصريحات صالح المؤكدة لامتلاكه أسلحة تكفيه للقتال 11 عامًا في مواجهة المملكة.
وتشير الأنباء بشأن تسليم "صنعاء"، والتي تزامنت مع التصريحات المعادية لصالح، المخاوف من تكرار ما يحدث في عدن، من تحرير العاصمة وسط انفلات أمني، وتحويل الحرب الحالية إلى حرب عصابات، يكون المسؤول عنها الحوثيين وصالح، بعد أن فشلوا في مواجهة الجيش اليمني مباشرة، خاصة مع سيطرة صالح على شبكة مركزية تهدد أمن اليمن، وفقًا لوزير الخارجية اليمني.
"صالح" بين تسليم صنعاء وتهديداته للمملكة
نشرت مواقع يمنية، تقارير تشير إلى وجود ترتيبات تجري في العاصمة العمانية "مسقط" برعاية الأمم المتحدة، وبحضور قيادات من التحالف العربي، بهدف تسليم العاصمة اليمنية صنعاء لقوات الشرعية دون قتال.
ونقلت شبكة "يمن برس" عن مصادر عسكرية في صنعاء، أن لجنة أمنية رفيعة تضم ضباطاً من جهازي الأمن القومي والسياسي، غادرت مطار صنعاء على متن طائرة عسكرية تتبع سلاح الجو السلطاني في ظروف غامضة.
فيما أشارت مصادر سياسية إلى أن اللجنة المذكورة ستعقد مشاورات مع مسؤولين عسكريين من قوات التحالف حول ترتيبات أمنية، بشأن تسليم صنعاء.
ونقلت الشبكة أسماء بعض أعضاء الوفد، وأبرزهم الحليف القوي للرئيس المخلوع والقيادي البارز في حزب المؤتمر يحيى دويد، مضيفة أنه يُعتقد أنه موفد خاص من صالح لإجراء ترتيبات عسكرية وسياسية بشأن العاصمة، بعيداً عن الانقلابيين الحوثيين "الشيعة المسلحة"، الذين تزايدت أخيراً الخلافات بينهم وصالح.
وعلى الرغم من تلك التسريبات، إلا أن الرئيس اليمني المخلوع صالح، هدد، أمس الجمعة في كلمة له، المملكة بأن لديه من الأسلحة ما يكفي لـ11 سنة لمحاربتها. ووجه من خلال خطاب متلفز اتهامات للمملكة بالسعي لتقسيم اليمن على أساس مذهبي، وأنها سعت وتسعى لمهاجمة اليمن وخوض الحرب ضدها بأكثر من مناسبة.
ورفض "صالح" في كلمته الاعتراف بشرعية هادي، مؤكدًا أنها انتهت، ومطالبًا بتقسيم المملكة إلى أقاليم، مضيفًا: "علي عبدالله صالح رتب حاله من وقت مبكر للشعب اليمني".
صالح يعبث بأمن اليمن
وتشير الأنباء بشأن التجهيز لتسليم صنعاء، إلى مخاوف من تحويل معركة صنعاء إلى حرب عصابات لمواجهة التقدم الكبير للتحالف، والذي أثبت عدم قدرة الحوثيين وصالح على صد هذا التقدم.
ويعد نموذج عدن وتكرار الاغتيالات فيها، وبروز قوى متطرفة تحارب الشرعية بدلًا من الحوثيين وصالح، أبرز النماذج التي يمكن أن تتكرر في صنعاء، خاصة مع وجود عدد من الأدلة، على ارتباط الأحداث في عدن بالرئيس اليمني المخلوع.
وأشار وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، في حوار له مع جريدة القدس العربي أمس الجمعة، لدور صالح في العبث بأمن المناطق المحررة، حيث قال: "أقول بوضوح إن يد المخلوع صالح ما زالت تعبث بأمن عدن، فهو رجل حكم فترة طويلة، وحكم بأسلوب الحفاظ على تواجد شخصي له وخيوط في كل مكان، وهو متداخل مع القاعدة كما هو معروف، وهو يحركها من أجل إثبات بأن هناك خللًا أمنيًا في عدن".
ولفت "المخلافي" إلى وجود شبكة اتصالات تحت السيطرة المركزية لصالح في المناطق المحررة، مؤكدًا إمكانية استخدامها لتوجيه ضربات ضد الدولة.
صالح على درب القذافي
رأى مراقبون للشأن اليمني، أن تصريحات صالح بشأن وجود مخزون سلاح يكفيه لـ11 عامًا، ما هي إلا تهديدات لا تمت للواقع بصلة، حيث قال المحلل السياسي عبد السلام محمد: إنه "لو بقي لدى صالح مخزون سلاح لعام واحد، لكان كافيًا أن نبدي تخوفنا على ما تبقى من حياة!!".
وتابع "محمد"، في منشور كتبه على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تعليقًا على خطاب صالح: "ما خرج به المخلوع علينا الليلة مثير للشفقة.. لا أعتقد أن هناك مؤتمريًا واحدًا لا زال يريد استمرار الحرب ليوم واحد ناهيكم عن 11 عامًا".
ونقل محمد أبرز تصريحات صالح، والتي هاجم فيها ثورة الـ11 من فبراير، بالإضافة لتهديده بأقلمة المملكة، معتبرًا أن صالح يسير على درب القذافي.