التحالف يتأهب لاجتثاث متشددي القاعدة
فيما أغارت طائرات أميركية بدون طيار على مواقع تابعة لجماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن، توقعت مصادر أمنية يمنية أن تدخل قوات التحالف العربي قريبا على خط استهداف المتشددين، مشيرا إلى أن ارتباط مجاميع القاعدة بالمخلوع، علي عبدالله صالح، وتنفيذها عمليات إرهابية في عدن وغيرها من المدن، يؤكد قرب وقوع المواجهة بين الطرفين.
وكانت ثلاث طائرات قد شنت غارات مكثفة فجر أمس، على مواقع لتنظيم القاعدة في مدينتي جعار وزنجبار بأبين، جنوبي اليمن. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن القصف المكثف أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم قيادات بارزة في التنظيم. مشيرة إلى أن الغارات استهدفت مواقع تلك العناصر في مبنى الإذاعة المحلية، ومكتب محو الأمية، وجبل خنفر، ومصنع ماز.
كما أشارت ذات المصادر إلى أن غارة أخرى على تجمعات لعناصر التنظيم المتطرف في مدينة الحوطة، بعد أقل من 20 ساعة على الغارات التي مواقع القاعدة في زنجبار وجعار.
القاعدة تحارب بالوكالة
توقع العميد المتقاعد في الجيش اليمني، سليم ثابت، اندلاع مواجهة مباشرة في القريب العاجل بين القوات الموالية للشرعية ومقاتلي المقاومة الشعبية من جهة، ومتشددي القاعدة من جهة أخرى، مشيرا إلى أنه رغم تركيز قوات التحالف عملياتها خلال الفترة الماضية على طرفي الانقلاب، ميليشيات الحوثيين المتمردة، وفلول المخلوع، صالح، إلا أن ارتباط الأخير بالجماعات المتشددة، التي نفّذت كثيرا من العمليات الإرهابية في عدن وغيرها من المحافظات، بتوجيهات منه، حسب ما أكدته التحقيقات التي أجرتها السلطات المختصة مع عناصر القاعدة الذين تم ضبطهم، سوف تسرِّع بالتأكيد من وقوع المواجهة.
وقال ثابت في تصريحات إلى "الوطن": "معظم عمليات الاغتيالات التي تمت خلال الفترة الأخيرة في عدد من المدن اليمنية، خصوصا عدن وصنعاء، واستهدفت عددا من ضباط الأمن السياسي والقوات المسلحة والأمن العام، كانت بتخطيط وتوجيهات من صالح شخصيا. مما يضع القاعدة في خانة العدو المباشر للقوات الوطنية، لذلك فإن استهدافها بواسطة قوات التحالف والجيش الموالي للشرعية يبقى مسألة وقت ليس إلا، لأنه بات جزءا من الصراع مع المجاميع الانقلابية التي يمثلها المخلوع".
تعهدات قاطعة
كان نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، قد تعهد في وقت سابق باجتثاث تنظيم القاعدة، وكل التنظيمات المتطرفة من محافظة حضرموت، قريبا، مشيرا إلى أن السلطات الموالية للشرعية، لم تهمل أمر حضرموت، وتعد العدة لمساعدتها على استعادة حياتها المدنية. مشيرا إلى أن هناك خطوات وإجراءات لا بد من استكمالها أولا، قُبيل بدء معركة طرد المتطرفين، مؤكدا أن حضرموت التي عرفت منذ بواكير تاريخها بأنها أرض العلم والمعرفة والثقافة، لن تقبل بوجود التطرف في جوانبها، وسوف تلفظ كل التنظيمات الإرهابية في المستقبل القريب. وجدد بحاح التزام الحكومة الشرعية بالقضاء على المجاميع المتطرفة، واستعادة المحافظة مرة أخرى، وإعادة السلطات المدنية للعمل من جديد.