ما وراء تحذير السعودية للمنظمات العاملة في المناطق الخاضعة للحوثيين؟
أرجع سياسيون يمنيون، سبب إطلاق دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، تحذيرات للمنظمات الإنسانية الدولية، حماية موظفيها بنقلهم من المناطق الخاضعة للمقاتلين الحوثيين في اليمن، إلى أن التحالف بصدد حسم عسكري عاجل، والإطاحة بالمليشيات، بالعاصمة صنعاء، وبقية المحافظات.
ودعت السعودية في وقت سابق، الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية لحماية موظفيها بنقلهم من المناطق الخاضعة للمقاتلين الحوثيين في اليمن، بهدف حماية تلك المنظمات وموظفيها من الضربات الجوية المفترضة للتحالف.
وأقر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين بتلقي التحذير في رسالة من السعودية، وقال إن العاملين في مجال الإغاثة سيواصلون توزيع المساعدات في أنحاء اليمن بحيادية تامة طبقا للحاجة، مذكرا السعودية بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بتسهيل وصول المساعدات للمحتاجين.
وردت البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة بأن الرياض ستبذل قصارى جهدها لتسهيل ودعم أنشطة المساعدات الإنسانية في اليمن، لكنها تكرر أيضا طلبها للأمم المتحدة وعمال منظمات الإغاثة الدولية بمغادرة المناطق القريبة من قواعد الحوثيين لأغراض العمليات العسكرية.
وفي هذا السياق، يقول رئيس مركز ساس للدراسات، عدنان هاشم، أن "تحذيرات السعودية للمنظمات الدولية، تؤكد على أن المملكة ستتحرك سريعاً في اليمن، لحسم الأوضاع، ليس في صنعاء فقط، ولكن أيضاً ضد تنظيم القاعدة والحوثيين، وصولاً إلى محافظة الحديدة، وميناء المخاء، وتحرير محافظة تعز، المحاصرة منذ ما يزيد عن عشرة أشهر".
وأضاف هاشم في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن "التحركات الدولية السريعة لروسيا، وتقارب المواقف مع أمريكا ودول في الاتحاد الأوروبي ربما يهدف إلى وقف العمليات العسكرية في اليمن، بقرار من مجلس الأمن الذي يدور في ذات الاتجاه، ومن الصعب أن يصدر قرار خلال جلسة الغد المزمعة لمجلس الأمن".
وتابع القول "عقب هذه الجلسة ستكون هناك جلسات، حيث أن موسكو دعت إلى جلسة أسبوعياً بخصوص اليمن، وكلما اقتربت الرياض من التدخل البري في سوريا، سيزيد حجم الابتزاز الروسي لها في اليمن، ولذلك التحالف مُجبر أن يحسم المعركة والانتصار في اليمن في أسرع وقت ممكن".
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني، فيصل علي، أن "تحذيرات قوات التحالف للمنظمات التي تعمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي تفسر من ناحيتين، أولها أن دول التحالف بصدد عمل عسكري للإطاحة بالمليشيات المتواجدة في صنعاء وصعدة وعمران وذمار وإب، وربما ذلك قريبا"، مشيرا إلى أن "التحذير معمول به في الأعراف الدولية لإخلاء مسؤولية قوات التحالف من وقوع ضحايا".
وأضاف علي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن "التفسير الأخر للتحذيرات، هو أن التحالف فهم لعبة هذه المنظمات المشبوهة، والتي تقدم خدمات إعلامية ودعائية للحوثيين، خصوصا أن المناطق التي يسيطر عليها الحوثي لا مشكلات خدمية ولا حصار عليها ولا يتم قصف المدنيين فيها، والمساعدات الدولية تصل إليها، وكل الخدمات متوفرة، بعكس تعز التي يحاصرها الحوثي ويمنع عن أهلها الغذاء والدواء".
وعن ربط أوضاع اليمن بما يجري في سوريا، أوضح فيصل علي، بأنه ذلك "ليس أكثر من تهويل للأمر، وأن كل بلد فيه مشاكل معقدة ومختلفة عن الأخرى، في إطار الصراع الدولي للحصول على مكاسب في المنطقة، وتواجد روسيا لن يتعدى مهمتها كشرطي مأجور في المنطقة، ولا مخاوف من تدخل روسي في اليمن".
وكان مجلس الأمن الدولي أعلن أنه سيبحث الأوضاع الإنسانية في اليمن، غدا الثلاثاء، بناء على مبادرة روسية، وقال المندوب الدائم لفنزويلا لدى مجلس الأمن، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، "أجمعنا على إجراء مشاورات حول اليمن الثلاثاء 16 فبراير/شباط، وسنبحث الوضع الإنساني في البلاد".
ومن الجدير بالذكر، فإن هذه التطورات تأتي عقب تأكيدات المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري، أن المملكة العربية السعودية جاهزة لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، بمجرد اتخاذ التحالف الدولي قرارا بذلك، مؤكدا على أن المملكة دولة محورية ورائدة في تكوين التحالف ولديها تجارب ناجحة في ذلك، مستشهدا بتحالف دعم الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها