ما وراء مغادرة هادي عدن؟ محللون يكشفون تحديات عديدة في طريق الرئيس (تقرير )
زار الرئيس عبدربه منصور هادي المملكة العربية السعودية مجدداً بعد أن قضى ما يقارب الثلاثة الأشهر في العاصمة المؤقتة عدن.
وخلال فترة تواجده في عدن، واجه الرئيس هادي وحكومته الشرعية تحديات كبيرة، تتمثل بدعم الأمن والاستقرار في المدينة والمناطق المحررة.
وتصاعدت الاغتيالات في المدينة، بشكل ملحوظ، واغتيل العديد من القادة المحليين ابرزهم محافظ المحافظة جعفر محمد سعد، كما تعرض العديد من المسئولين لمحاولات اغتيال، ومن أبرزهم محافظ عدن عيدروس الزبيدي، الذي وصف محاولة اغتياله بأنها مموّلة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، من خلال تفعيل الخلايا النائمة في المنطقة.
وأسفرت تلك الأوضاع، عن عدم قدرة كل طاقم الحكومة على العودة إلى اليمن، واستئناف عمل الحكومة لتسيير أمور البلاد.
تحديات جمة
وتأتي زيارة هادي للسعودية في ظل تحديات عديدة تواجه نظام حكمه داخل اليمن وخارجها.
و قال لـ( الموقع) عضو مؤتمر الرياض باسم الحكيمي أن:" أبرز التحديات التي تواجه هادي هي حضور الدولة في المناطق المحررة".
من جهته أوضح الكاتب والباحث السياسي علي البكالي لـ( الموقع) أن الانقلابين يحاولون الارتماء في أحضان أي من الدول العظمى لإنقاذهم، وإيقاف تقدم الجيش الوطني والشرعية، ولديهم دبلوماسية مشتركة، تجوب دول العالم من اليمن ولبنان وإيران، تحاول أن تصوِّر للمجتمع الدولي أن صنعاء ستتعرض لكارثة، وأن المدنيين سيكونون ضحية الحرب".
وذكر:" أن على الشرعية أن تتحرك وفقا لدبلوماسية حصيفة، لتبين للعالم مخاطر بقاء هذه المليشيات متحكمة بالدولة، والجرائم التي لحقت بالمواطن اليمني في صنعاء تحديداً، جراء بقاء هذه المليشيات متحكمة بالدولة".
وأضاف:" يأتي دور الرئيس هادي على رأس هذه الدبلوماسية، التي يجب أن تتحرك في هذه المرحلة".
تحد مالي
بينما قال الصحافي مأرب الورد لـ( الموقع):" التحدي المالي من أهم التحديات، نظرا لعدم وجود موارد لإقرار موازنة لإدارة المحافظات المحررة، وتحسين الخدمات وتطبيع الحياة، وصرف المرتبات، وتشغيل المرافق الحكومية، كذلك فإن الحكومة ستواجه تحدي استكمال تحرير ما تبقى من محافظات".
وتعيش محافظة عدن أوضاعا أمنية هشة للغاية، وتتحدث وسائل الإعلام التابعة للحوثيين وصالح، أن المتسبب بتلك الأوضاع، هي الجماعات الإرهابية، التي تسعى إلى إيصال تلك الرسالة إلى العالم، ليؤكدوا بأنهم وحدهم من يحموا العالم من الإرهاب، وبأن الإرهاب سيغرق كل مدينة، يتم تحريرها من قبضتهم، وهي محاولة لإفشال خطط الحكومة بالعودة، وانتصارا لهزائمهم المتوالية.
هل ستتأثر تعز؟
و كان هادي قضى في عدن نحو ثلاثة أشهر، للإشراف على سير المعارك في محافظة تعز، وأصدر قرارا بتعيين محافظ جديد للمحافظة.
وبحسب المحللين فإن مغادرته في هذا التوقيت قد تؤثر سلبا على سير المعارك في تعز، وقد يعني اقتراب الحسم فيها، إلا أن المرجح بأن الوضع في تعز سيبقى كما هو ولن يتأثر بمغادرته.
البكالي من جهته أكد أن: " تحركات الرئيس هادي الدبلوماسية في هذه المرحلة، ستدعم تعز ولن تؤثر سلبا على سير المعارك فيها، ويجب أن تكون تلك التحركات سريعة، لوقف اللعبة التي تود أن تلعبها بعض الأطراف الدولية والإقليمية، تحت دعوى حماية المدنيين، في حين يهدفون للإبقاء على سيطرة المليشيات وتقسيم اليمن طائفيا".
تسوية قادمة
وفي حين اعتبر البعض أن هادي يواجه تحديا شخصيا ببقائه في عدن، يستوجب مغادرته وعدم عودته قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل علي لـ( الموقع):" أن هادي غادر لأجل تسوية سياسية قادمة، ستعمل الأطراف الدولية على الدفع بها".
أما عضو مؤتمر الرياض باسم الحكيمي فقد أشار في حديثه مع( الموقع):" أن زيارة هادي للملكة هي لترتيبات اقتصادية ودبلوماسية".
واتفق مع الحكيمي الباحث السياسي علي البكالي إذ قال:" توجه هادي إلى الرياض ومنها إلى دول أخرى لغرض سياسي، لأنه لا بد من تحرك دبلوماسي يترافق مع عملية استعادة العاصمة صنعاء، وبقية المدن".