السعودية تصدر أغرب قرار في العالم
نكات الحشاشين ولحظات (السلطنة) التي يدعونها موضوع أثار النقاش والجدل خصوصًا بعد تصريح مساعد مدير مكافحة المخدرات بأن متداول هذه النكات يعتبر مروّجًا للمخدرات والحشيش.
طرحت القضية على المختصين وكان للجانب القانوني والخبراء حيث أبدوا رأيهم حول الموضوع.
* ناقل النكات مروّج
بداية كشف لـ”عين اليوم” مساعد مدير عام مكافحة المخدرات عبد الإله الشريف أن من يقوم بإعادة إرسال نكات الحشيش كأنه يدعو إلى تعاطيها وعليه الإثم والوزر، مشيرًا إلى أن الرسالة التي تصل إلى ملايين الأشخاص من النساء والشباب والأطفال قد يتأثرون بهذه النكات، وبذلك يتم إغراؤهم بتعاطي المخدرات وإعطاؤهم مفاهيم إيجابية لمادة “الحشيش”.
* قانوني: فعل مجرّم
من جانبه، قال المحامي والمستشار القانوني يعقوب المطير إنه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار الطرائف المرتبطة بالمؤثرات العقلية والمخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولتحديد ما إذا كان من أعد أو تداول تلك الطرائف يعد مرتكبًا لفعل إجرامي يعاقب عليه وفق الأنظمة المعمول بها داخل المملكة، ينبغي أولًا مناقشة عناصر الجريمة بركنيها المادي والمعنوي، فالعنصر المادي لأي جريمة هو ارتكاب الجاني فعلًا يحرمه النظام أو الشرع، والركن المعنوي هو القصد الجنائي، ولا بد من الرجوع إلى نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية حيث نصت المادة (2) الفقرة (3) من النظام على أن الهدف من النظام حماية المصلحة العامة والأخلاق والآداب العامة عليه تكون الطرائف المرتبطة بالمؤثرات العقلية طالما فيها خرق للأخلاق والآداب العامة فعلًا مجرمًا عليها بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وفيها انتهاك واضح للهدف من النظام.
وأضاف المطير لتوضيح أكثر دقة نرجع إلى نص المادة (6) الفقرة (1) والتي تجرم إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو حرمة الحياة الخاصة أو إعداده أو إرساله أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، لذا فإن نشر تلك الطرائف يعد من قبل المساس بالآداب العامة والقيم الأخلاقية المجرم نظامًا.
* الصواف: تداول طرائف المحششين تعطي العذر للمحشش
من جانبها، أوضحت الدكتورة منى الصواف الخبيرة الدولية في علاج الإدمان بالأمم المتحدة أن تناقل النكات وانتشارها بين المجتمع له أضرار كون ذلك وسيلة لإخبار الآخرين عن سلوكيات معينة وتكون عادة مضحكة وجاذبة، إضافة إلى أن إثارة الفضول عند فئات عمرية صغيرة قد يكون لديها استعداد للتجربة، كما أن تداول تلك الطرائف تعطي العذر للمحششين.
كما تساءلت الصواف عما إذا كان تداول هذه الطرائف بغرض الترفيه أم غيره، فإن هناك طرائف أخرى تتداولها للترفيه بها عن أنفسنا، وفي واقع الأمر عند رؤية الفئة العمرية التي تهتم بهذه النوعية من الطرائف نجدهم إما صغارًا في السن أو فئة تعدت سن الأربعين، وأشارت إلى أن الحشيش وخاصة مادة “الماريجوانا” عليها جدل دولي من ناحية السماح بتعاطيها للترفيه، وأنه في بعض الولايات الأمريكية يسمح بتناولها دون معرفة الأضرار الكبيرة الناتجة عن تعاطي هذه المادة.
وأخيرًا أكدت أن منع تعاطي الحشيش والمخدرات لا يكون بالإيقاف، ولكن بالإقناع عن طريق استخدام الأساليب العلمية المبنية على التحذير.
* يقع فيها الصغار
وتفاعل المواطنون والمغردون مع تصريحات مكافحة المخدرات والتي أثارت جدلًا بين أفراد المجتمع، وتفاوتت الآراء بين مؤيد ومعارض حول تجريم متداول طرائف المحششين حيث طرح وليد بن سعود سؤال لمكافحة المخدرات: هل لديكم إحصائية بعدد الحالات التي تعاطت الحشيش بسبب نكت المحششين؟
فيما رأى حسن صميلي أن تداول نكت المحششين هو ترويج معنوي يظهر متعاطي الحشيش في صورة تخالف الواقع المأساوي الذي يمر به وتضحك السامع.
وافقه الرأي محمد آل طفيل الذي قال: بالفعل أي حديث عن هذه الآفة بشكل إيجابي يعتبر تسويقًا لها عند الصغار وضعاف النفوس.
بينما قال أحمد خميس: أخالف وصف مساعد المدير العام بأن قائل النكتة يعتبر مروّجًا واعتبره لم يوفق في ذلك حيث إنه من غير المعقول أن تكافح شيئًا واقعيًا بمنع النكتة.