ثورة اليمن تبحث عن نهاية
في الحادي عشر من فبراير 2011 وقبيل خمس سنوات اندلعت سلسلة احتجاجات نظّمها ناشطون من أمام بوابة جامعة صنعاء، كبرى الجامعات الحكومية في البلاد، تنادي بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتوجهت إلى السفارة التونسية، ربما استلهاما، رافقها اعتقال عدد من الناشطين والمتظاهرين.. "اليمن تُعلن ثورتها"
توسعت دائرة الاحتجاجات في عدد من المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تنازلات كبيرة قدّمها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمام البرلمان في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى، قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب".
لكن رقعة الاحتجاجات الشعبية اتسعت وسط تأييد من قبل الأحزاب السياسية المعارضة لنظام صالح، أحزاب اللقاء المشترك وكان الهدف الرئيسي من التظاهرات إسقاط نظام صالح، ذو الـ33 سنة، وانخرط في التظاهرات عدد من القيادات العسكرية والمدنية وشخصيات سياسية بارزة.
5 سنوات مرت على ثورة الشاب اليمني والتي أفضت إلى الإطاحة بحكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وعزله من منصب رئيس البلاد '، ومنذ ذلك الوقت واليمن يبحث عن نهاية لثورته.
في البداية يرى الناشط " جمال فرح " أن ثورة 11 فبراير " لم تحقق شي سوا الدمار والخراب لليمن قائلا: انا كمواطن يمني لا أتذكر من التاريخ الذي قبل 2011 إلا أن (ال20 لتر البترول كان سعرها-1500 ريال والديزل كان سعره -1200 ريال وأسطوانة الغاز كان سعرها - 700 ريال الكهرباء كانت تغيب من 2-3ساعات باليوم.
كل واحد يقارن الأسعار السابقة بالأسعار الحالية ويلاحظ الفرق ولاحقا يقرر هل نجحت الثورة أم فشلت هذا من الجانب الاقتصادي والخدمي، وهذا ما يهم الغالبية العظمى من الشعب أما الحرية فكل مواطن أخذ حريته بأكمل وجه.
ويعيش اليمن أزمة في المشتقات النفطية، مستمرة منذُ أكثر من ثلاث سنوات لكنها تفاقمت خلال السنة المنصرمة بسبب الصراع المسلح الدائر في البلاد والعمليات العسكرية التي يقودها تحالف عربي على اليمن بقيادة السعودية، فيما لايزال التيار الكهربائي مفصول على أغلب المدن اليمنية منذ سنة بسبب أعمال تخريبية طالت خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب - صنعاء.
من جانبه قال " أحد المشاركين في ثورة 11 فبراير " أحمد الشهاري ، أن الثورة حققت أكبر منجز، وهو كسر حاجز الخوف لدى الشعب اليمني فلقد خرج الشعب بقوة وأذهل الحاكم المستبد.
وأضاف " الشهاري " حققت الثورة منجز آخر وهو تعريف العالم بان هنا دوله اسمها اليمن وأن شعبها الذي اتصف بالتخلف والرجعيه جراء حكم الأقزام له من الـ حميد الدين لم يكن كذلك بل إن هذا الشعب يحمل كل قيم المدنية والتحضر.
وتابع " لقد حققت الثورة إخراج جيل جديد من الشباب الذين ينقلون وجهه نظر الشعب اليمني بصدق وأمانة ولبّاقة لم نكن نعرفها لدى الكهول الفسدة، تأهل الشباب اليمني واندمجوا في المحيط العربي "الثورة اليمنية أجمل ما فيها أنها تعتبر قنطرة بين عهد التخلف وعهد اليمن الجديد.
باعتقادي أن الانقلاب على الثورة المتمثل في تحالف صالح والحوثي الكلام لايزال على لسان الشهاري، حيث بدء عمل مسلح للقضاء على أمنيات الشعب هو أيضا أعطى الثورة زخم إضافي.
كل شباب الثورة دافعوا عن مناطقهم بالسلاح والكلمه والكتابة وهم لم يبدأوا بذلك ولكنهم أجبروا عليه، ولذلك باعتقادي أن العمل المسلح اليوم هو صورة من صور الثورة أو مرحلة اخيرة لتثبيت قيم الثورة و المشروع الوطني الكبير المتمثل في مخرجات الحوار التي أسست لدولة لن يكون لها نظير في المنطقة.
بدوره، قال " القيادي في حزب العدالة والبناء " أشرف شنيف " إن ما يسمى (ثورة التغيير) في اليمن شارك فيها الجميع بما فيهم علي عبدالله صالح ولكن بصورة غير مباشرة، ليسقط نفسه بنفسه وذلك عبر مراكز القوى التي رعاها وحمى فسادها طيلة فترة حكمه، فقد انقلب السحر على الساحر، والدول التي كانت تدعمه انقلبت ضده أيضا والهدف من كل ذلك مخطط كبير لتقسيم الشرق الأوسط.
وأضاف " شنيف " في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن كل ما وصلنا له كان مدروس بعناية وينفذ بدقة، إسقاط للحاكم الفاسد يتبعه حاكم ضعيف وفاسد تقوده بلدان إقليمية ودولية نحو تفكيك الجيش وإضعاف الدولة فتقوى الجماعات المسلحة فتنشأ الصراعات من أجل السيطرة فتتدخل تلك الدول في إعادة الشرعية الضعيفة والخائنة المرفوضة من شعبه، فتضرب اقتصاد الدولة، فيصير الجميع يريد التدخل الخارجي بصورة مباشرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، فتتدخل بصورة مباشرة لتتحكم بسيادتنا ثم تستنزف اقتصادنا كما هو حاصل مع دول الخليج التي لم يمسها شيء هذا هو شعار (التغيير) الذي أطلقه أوباما في 2008 عقب إنهيار الاقتصاد الأمريكي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها