أسباب تغلغل تنظيم القاعدة في الجنوب اليمني المحرر
على الرغم من انتشار تنظيم القاعدة في اليمن ووجود مواجهات سابقة معه في عدة مناطق يمنية، إلا أن تصاعده الأخير وسيطرته على مناطق استراتيجية، أبرزها ميناء زنجبار اليمني، يعد تقدمًا استراتيجيًا لهم، ويأتي مرتبطًا بعدة أحداث على الساحة اليمنية، أبرزها الانفلات الأمني في المناطق الجنوبية المحررة، وضعف التواجد الأمني للجيش الوطني، وقوات التحالف، مما دفعهم لاستغلال الوضع للتمدد في المناطق المحررة.
وبحسب مراقبين، يرتبط التمدد الأخير للتنظيم بالقصف الأمريكي له ومقتل عدد من قادته، مما يجعله كرد فعل، على استهدافه، كما أنه يرتبط بتقدم المقاومة والجيش الوطني المدعومين بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية حيث استغلال التنظيم انشغال التحالف والمقاومة بتحرير صنعاء من قبضة ميليشيات الحوثيين "الشيعة المسلحة"، وقوات المخلوع عبد الله صالح.
السيطرة على زنجبار
استطاع مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب السيطرة على مركز للشرطة ومبان حكومية بمدينة زنجبار بجنوب اليمن، أمس السبت، مما يعني سيطرة التنظيم على أحد أبرز الطرق الساحلية اليمنية، التي تطل على خليج عدن.
وأكد سكان محليون بمحافظة "أبين" أن القاعدة انتشرت في عاصمة المحافظة زنجبار، واستولت على كافة المقار الحكومية، بما في ذلك مبنى الأمن العام والأمن المركزي واللواء 115، وقامت بطرد المجندين الجدد منه.
وقام المسلحون التابعون للقاعدة بتفجير مبنى إدارة الأمن المركزي الواقع في مدينة زنجبار بعبوات ناسفة، مما أدى إلى تدميره كاملا.
يأتي ذلك عقب تمكن المسلحين من السيطرة على بلدة عزان في محافظة شبوة المجاورة الأسبوع الماضي، بالإضافة لسيطرتهم على بلدتي شقرة وأهوار، مما يمنح القاعدة سيطرة كاملة على الطريق الساحلية بين مدينة المكلا، التي تعتبر معقله في الجنوب الشرقي، وزنجبار.
التقدم في صنعاء
يأتي التحرك الأخير لتنظيم القاعدة متزامنًا مع تقدم كبير للمقاومة والجيش اليمني الوطني، مدعومين من التحالف العربي في معركة تحرير العاصمة "صنعاء"، حيث استطاعت المقاومة الشعبية السيطرة على معسكر "فرضة نهم"، والذي يعد البوابة الشرقية لصنعاء.
فيما تقوم المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني اليمني بتكثيف عملياتهم في المناطق المحيطة بصنعاء، وعلى أبوابها المختلفة في عدة جبهات، أبرزها الجوف ومأرب وتعز وصعدة.
وتأتي هجمات القاعدة في الجنوب اليمني المحرر، بالتزامن مع احتدام القتال على جبهات شمالية عدة، واستغلالًا لانشغال التحالف الكبير في معاركه الشمالية مع ميليشيات الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وسبق للقاعدة أن سيطرت على مدينة زنجبار عقب تحريرها مستغلًا انشغال التحالف العربي والجيش اليمني بمعارك تعز، وذلك بداية ديسمبر الماضي.
فيما ربط مراقبون بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وبين القاعدة في اليمن، مشيرين لتسريبات سابقة ربطت بينهم، معتبرين إياهم أداة يستخدمها لتعطيل تقدم التحالف وتشتيت قواته في عدة معارك.
الانفلات الأمني
ويحاول عناصر التنظيم توسيع سيطرتهم على مواقع عدة بالجنوب، مستغلين الانفلات الأمني الكبير الذي يشهده الجنوب اليمني، خاصة مع فشل الجيش اليمني وقوات التحالف العربي في الحفاظ على الأمن في المدن المحررة.
حيث شهدت المدن المحررة باليمن موجة اغتيالات ممنهجة استهدفت عشرات الكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية، بينهم قضاة وضباط وقيادات مدنية وعسكرية.
وتعد آخر محاولات الاغتيال التي شهدتها مدينة عدن، هي استهداف موكب مدير شرطة حج العميد عادل الحالمي، والتي أدت لمقتل طفل أثناء لعبة أمام منزله، عند مرور الموكب من أمام منزله شرق مدينة الشيخ عثمان بعدن.
وأسفرت الاختلالات الأمنية في مدينة عدن وحدها منذ تحررها وحتى الآن، لمقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا، عن طريق العمليات الإرهابية وموجة الاغتيالات.
اغتيال قائد التنظيم في أبين "جلال بلعيد"
يأتي التحرك الأخير للقاعدة كرد فعل على اغتيال قائد التنظيم في محافظة أبين، الخميس الماضي، بقصف لطائرات أمريكية بدون طيار، وفقًا لبيان نشره تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
حيث نعى بيان لتنظيم القاعدة في اليمن بلعاد، معلنًا تشكيل إمارة زنجبار كإمارة إسلامية في اليمن، ردًا على اغتيال قائد التنظيم، معلنًا تعيين توفيق شقيق جلال بلعيدي أميرًا لزنجبار.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها