ما علاقة جماعة «أبو العباس» السلفية باختطاف طاقم قناة الجزيرة ؟
لا تزال ملابسات جريمة اختطاف طاقم قناة الجزيرة، بمحافظة تعز، غامضة حتى الآن، رغم مرور أكثر من أسبوع على اختطاف الطاقم المكون من مراسل القناة حمدي البكاري، ومصورها عبد العزيز الصبري، إضافة إلى السائق الخاص بالطاقم.
ففي يوم الإثنين الماضي، اختفى طاقم الجزيرة، وانقطع الاتصال به، بشكل تام، ثم بعد ثلاثة أيام من الانقطاع أكدت شبكة الجزيرة الفضائية، تعرض طاقمها بمدينة تعز للاختطاف من قبل مجهولين.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن البكاري ورفيقاه، اختفوا في إحدى المناطق الواقعة تحت سيطرة إحدى فصائل المقاومة الشعبية، وخصوصا فصيل «أبو العباس»، المعروف بخلفيته السلفية.
وبالرغم من تطابق الأنباء حول تعرض الطاقم للاختطاف في منطقة النسيرية، الواقعة تحت سيطرة جماعة «أبو العباس» السلفية، إلا أن الجماعة، بادرت أول الأمر إلى نفي حدوث أي عملية اختطاف في منطقتهم.
لكن وبعد توارد الأخبار والتفاصيل حول الوجهة الأخيرة للصحفي البكاري ورفيقاه، وحول انقطاع الاتصال به بشكل نهائي، في منطقة النسيرية شرق مدينة تعز، بادرت جماعة «أبو العباس»، إلى الاعتراف بأن طاقم الجزيرة تعرض للاختطاف في المنطقة التي يسيطرون عليها هم.
وبعد الاعتراف، بادرت الجماعة إلى التأكيد على أن الطاقم بخير، وأنه سيتم الإفراج عنه خلال يومين، إلا أن هذه المدة انقضت ولم يفرج عن الطاقم، بل ولا تزال عملية الاختطاف وأهدافها غامضة، فضلا عن الطرف المسؤول عنها.
وتثير المعطيات المتوفرة، الكثير من التساؤلات حول دور جماعة «أبو العباس» السلفية في عملية الاختطاف، وما إذا كانت الجماعة مسئولة فعلا عن اختطاف البكاري وبقية طاقم الجزيرة.
كما أن الحادثة تضعنا أمام تساؤلات هامة، حول طبيعة هذا الجماعة الأكثر غموضا وانعزالا ضمن كيان المقاومة الشعبية، ألا وهي جماعة «أبو العباس» السلفية، التي لم تظهر قط على الإعلام، ولا تزال علاقاتها شبه غامضة حتى الآن.
البعض يطرح فرضية تعرض جماعة «أبو العباس» للاختراق من قبل أطراف أخرى قد تكون أمنية، تسعى إلى شق عصا المقاومة، وتدميرها من الداخل، علما بأن الجماعات السلفية من أكثر الجماعات سهولة من حيث إمكانية الاختراق من قبل الأجهزة الأمنية والمخابرات.
ومن خلال دراسة المعطيات، والبحث عن المستفيد من الحادثة، ثمة ترجيح كبير بأن يكون نظام علي عبد الله صالح، وحلفائه الحوثيين، هم المسؤولين عن العملية، بأيادي فصيل «أبو العباس» المقاومة، بعد أن نجح تحالف الحوثي وصالح باختراق هذا الفصيل.
الجدير بالذكر أن تساؤلات كثيرة لا تزال بلا إجابة حول طبيعة جماعة «أبو العباس»، وتبعيتها، والجهات التي ترتبط بها، مع الإشارة إلى أن لدى الجماعة خط تواصل مباشر مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي بدورها أظهرت دعما لجماعة «أبو العباس»، واستقبلت وفدا من قيادات الجماعة قبل شهرين تقريبا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها