مبادرة "عدن تقرأ" تقيم معرضاً للكتاب"صور"
كان السؤال لماذا غاب معرض الكتاب الدولي عن مدينة عدن ؛ فبلجت فكرة الإجابة على هذا السؤال والمتعلق بعدم وجود معرض كتاب بالإضافة إلى الأسعار الباهظة لبعض الكُتب ناهيك عن ندرها ؛ وبين هذين الأمرين عملت الناشطة العدنية "نورا اللحجي" إلى جانب مجموعة من النشطاء الشباب إلى الدعوة لإقامة فعلية معرض مُصغر _بسطة لبيع الكُتب_ بتخفيض وصل إلى 70% وذلك بهدف استعادة عدن لدورها ومكانتها الثقافية الرائدة وفي مجالي الأدب والإبداع وإبراز الدور الحضاري للمدينة كأول حراك ثقافي تشهده المدينة بعد سبعة أشهر من الحرب التي شهدتها مدينة عدن من مارس/أذار إلى يوليو/تموز الماضي.
نحو مجتمع يقرأ
تقف "نورا اللحجي" أمام منضدة ملونة بالكتب القيمة والتي يزخر بها المعرض المتواضع بالكتب لتبيع للزُوار حاجتهم من الكتب كـ(الكتب الأدبية والثقافية والتاريخية والمعرفية والعلمية) وغيرها.. والتي لا تتعدى ثمنها النصف وكل ذلك من أجل استعادة عدن ميدانها الثقافي والأدبي والتوعية بأهمية القراءة ونشر الثقافة بمدينة خرجت من تحت أنقاض الحرب الأخيرة حسب " نورا".
تتحدث الناشطة نورا لـ"مندب برس" : ؛ عملنا طيلة شهرين ونصف ماضية دون انقطاع من أجل الإعداد الجيد لإنجاح هذه الفعلية والتي حددنا ميزانيتها مُسبقاً بالرغم من كل المُعوقات والمتمثلة بعدم الاستقرار خاصة على الصعيد الأمني والذي تكلل _أي الفعلية_ أخيراً بالنجاح".
وتضيف بقولها: ؛ " عملنا على توفير الكتب لترضي جميع الفئات العمرية بأسعار مقبولة من أجل الهدف السامي _معاً نحو مجتمع قارئ_ ومن أجل تبادل التجارب والخبرات والأعضاء وإسقاطها على الواقع".
إقبال كبير
تصف حضور الناس بالغير مُتوقع كونه كان خيالي بالنسبة لنا كمنضمين حسب روايتها بالقول: ؛ "تفاجئنا بالحضور الرهيب الذي كان كبير واحسسنا أن تعبنا لم يذهب أدراج الرياح وأن المدينة تنهض من جديد بعد أن تكدست بأغلال الحرب والتهميش نتيجة ربما لوضع سياسي مُعين ؛ لكننا نأمل أن نعيد مدينة عدن مزدهرة من جديد بعيداً عن بوتقة السياسة ومجرياتها".
من جانبه قال مروان الجنزير الصحفي والناشط السياسي: ؛ " إن المعرض كان رائعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ وبرغم من امكانية المنظمين الشحيحة إلا أنه استطاع ان يوصل صدى لكل ابناء عدن بمختلف اعمارهم حول ماهية القراءة وحث الجميع على البحث عن المعلومة".
ويواصل الجنزير حديثه لـ"مندب برس": ؛ من خلال زياراتي لهذا المعرض وجدت عدداً كبير من زملاء لي اصدقاء شاركوني في نفس هذا الطرح خصوصاً وأن عدن خرجت من حرب طاحنة خرابها أثر على المعنويات لكن بفضل شباب هذه المدينة الباسلة استطاعت عدن أن توجه رسالة في هذا المعرض فحواها الإرادة والعزيمة دائماً تحقق المعجزات وهذا ما وجدناه اليوم".
اشتريت كتاباً
"لأني أعرف مكانة الكتب وما تحمله في طيات بطونه ؛ لهذا اشتريت كتباً كثيرة حيث أسعفني السعر المناسب لجل الكتب التي اقتنيتها من هذا المعرض" هذا ما قالته الناشطة الإعلامية عهد ياسين.
وتتحدث الناشطة عهد في إطار حديثها لـ"مندب برس": ؛ أن انطباعي جيد وفكرة إقامة المعرض فكرة رائعة وأتمنى أن تستمر هذه الحملة شاكرةً للشباب جهودهم من أجل إنجاح العمل وتحقيق الأثر الإيجابي للمجتمع وما يباع اليوم هنا من كتب يلبي جميع الفئات العمرية".
منارة عدن التاريخية تقرأ
وتعيد الدكتورة الأكاديمية بقسم الأثار بجامعة عدن "أسمهان العلس" إقامة مثل هذه الفعليات بساحة المنارة التاريخية شيءٍ يدعوا للاعتزاز الذاتي من خلال احتضان ساحة المنارة أنشطة ثقافية لأبناء عدن لفعلية "عدن تقرأ"
تعد منارة عدن التاريخية من أقدم المعلم الأثرية بالمدينة والتي يعود تاريخ بنائها إلى ما قبل حوالي (1200)عام حسب المؤرخين والتي تظهر بشكل مخروطي مُثمن الأضلاع والتي يقدر طولها بــ(21)متراً ؛ وتقع بوسط مدينة كريتر عاصمة محافظة عدن.
عدن تقرأ.. بداية البداية
عدن تقرأ هي مجموعة شبابية ناشطة جمعها حب القراءة والكتاب وحب مدينة عدن حسب القائمين عليها مؤكدين بأن مجموعتهم _هذه_ لا تندرج تحت أي مؤسسة أو نظام سياسي حزبي معين بنظرة مستقبلية رسمت بإصرار شباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسة والعشرين.
حددوا المستقبل لـ _عدن تقرأ_ من خلال العديد من النقاط الاستراتيجية والتي كان مبتدأها أن تتواجد كُتب في الثانويات والتي تتناسب وحاجيات الطلاب وكتب كليات جامعة عدن علماً بأن كل فئة عمرية تختلف نسبة ودرجة ميلها تجاه الكتب.
وانقسمت الكتب في المعرض والذي أقيم على مدى الثلاث الأيام الماضية: الخميس ؛ الجمعة ؛ السبت _من 21يناير حتى 23يناير _من الشهر الجاري بساحة منارة عدن التاريخية بمدينة كريتر ؛ كُتباً تم التبرع بها لصالح المشروع من قِبل خيرين وكُتباً تمت شراؤها من المكتبات الخاصة بعدن ؛ مؤملين بالديمومة والاستمرار بمواصلة مثل هكذا فعلية بالقول: ؛ "إننا لن نتوقف عن هذا الحد" طالبين كُتبٌ من الخارج.
وارتاد المئات من ابناء محافظة عدن ساحة المنارة التاريخية بعد الدعوة التي روجت لفعلية _عدن تقرأ_ من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بحضور المهندس عدنان الكاف وكيل محافظة عدن وأكاديميين وأطباء ومهندسين وصحفيين وكتاب وحشد كبير من العامة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها