متى ستنتهي الحرب باليمن؟
جاءت تصريحات رئيس أركان الجيش اليمني اللواء ركن محمد المقداشي، حول نهاية حرب اليمن، وأنها لن تستمر لأكثر من 6 أشهر أخرى، متباينة بشكل كبير مع تصريحات وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي أكد فيها أنه لا يمكن لأحد توقع متى ستنتهي حرب اليمن، فأي التصريحين أدق، خاصة وأنهما صادران عن جهة واحدة وهي الجهة التي تمثل الشرعية، وهو ما يعيد البحث عن إجابة التساؤل الذي يتمنى اليمنيون إيجاد إجابته في أسرع وقت، وهو: "متى ستنتهي حرب اليمن ويعود الاستقرار؟".
المقداشي: انتهاء الحرب خلال 6 أشهر
أعلن اللواء ركن محمد على المقداشى، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمنى، أن العمليات العسكرية في مرحلتها ما قبل الأخيرة، مقدرًا أن تستمر حتى 6 أشهر على أعلى تقدير لتعلن انتهاءها.
وعلل المقداشي، في تصريحات له تأكيده بأن الحرب في اليمن لن تستمر لأكثر من ستة أشهر، بأن التحالف الذي يعد الجيش اليمنى جزءًا منه، نجح في استرداد ما يقارب الـ٧٠ – ٨٠% من الأراضي اليمنية، مؤكدًا أن العملية السياسية التي تتم لم تؤثر على سير العمليات العسكرية، وذلك بسبب عدم التزام الحوثيين بأي معاهدات أو مواثيق.
بن سلمان: لا يمكن تحديد موعد لانتهاء الحرب
كان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد رد في حوار مع جريدة الإيكونوميست بداية يناير الحالي، على تساؤل حول موعد انتهاء عمليات التحالف في اليمن، قائلًا: إنه "لا يمكن لأحد بأن يتوقع مثل هذا الأمر في الحروب، من أكبر قائد إلى أصغر قائد، لا أحد يستطيع توقع ذلك. حيث يمكننا أن نرى داعش اليوم ولكن لا يمكن لأي أحد بأن يتوقع وقت هزيمتهم".
وأضاف "بن سلمان": "لكن ما أستطيع قوله هو أن نصف مدينة عدن لم يكن تحت سيطرة الحكومة قبل 10 شهور، أما الآن فإن أكثر من 80% من أراضي اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية."
يذكر أن السعودية تقود عمليات التحالف العربي في اليمن ضد ميليشيات الحوثي "الشيعة المسلحة"، والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح منذ 10 أشهر تقريبًا، ونجحت في تحقيق تقدم كبير في العديد من الجبهات، حتى أنها تقاتل الآن على تخوم العاصمة صنعاء.
الوضع الميداني والسياسي
جاءت تصريحات "المقداشي" و"بن سلمان" متزامنة مع تأجيل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2، والتي كانت تسعى للوصول لحل سياسي للازمة اليمنية، حيث أعلنت الأمم المتحدة الوسيط في المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية، أن التأجيل لأجل غير مسمى، مما يعقد المشهد اليمني أكثر ويعطل أي فرصة للحل السياسي القريب.
ميدانيًا، تسيطر قوات التحالف على أكثر من 70 % من اليمن، حيث تبسط سيطرتها بشكل كامل على الموانئ اليمنية، كان آخرها تحرير ميناء ميدي الاستراتيجي بداية يناير الحالي، والذي يعد أحد أبرز بوابات تهريب السلاح للحوثيين.
كما استطاعت قوت التحالف تحرير أغلب المحافظات الجنوبية من الوجود الحوثي بشكل كامل، فيما مازالت تحاول تحرير محيط محافظة تعز، والتي على الرغم من تحرير مديرياتها من ميليشيا الحوثي، إلا أن الميليشيا تفرض عليها حصارًا مستمرًا منذ ما يزيد على الشهرين، وتستهدف مناطقها السكنية بقصف مباشر.
كما اقتربت قوات التحالف من الوصول لمحافظة صنعاء بشكل كبير، حيث تمكنت قوات المقاومة من نقل المعركة إلى حدود العاصمة اليمنية، بل واستطاعت السيطرة اليوم السبت على جبل "وترين" الاستراتيجي في مديرية نهم شرق صنعاء، ويقع جبل "وترين" إلى الغرب من سلسلة جبال صلب في مديرية نهم.
الحسم العسكري الأقرب
يعد خيار الحسم العسكري، هو الأقرب في ظل تلاشي الأمل في الحل السياسي، وضعف مؤشراته، وفقًا لمراقبين للوضع اليمني، مما يثير التساؤلات حول قدرة الجيش اليمني والتحالف العربي على حسم الحرب، وهل يمكن تحقيق ذلك قريبًا لتنتهي الحرب؟
رجح الكاتب والأكاديمي اليمني، صالح الحازبي، أن يكون حل الأزمة اليمنية هو الحسم العسكري في الأفق القريب، مضيفًّا أن: "ما تحقق في الآونة الأخيرة في اليمن يعد مكاسب استراتيجية كبيرة لها ما بعدها".
وتابع "الحازبي"، خلال مشاركته في برنامج بالعمق على قناة الجزيرة، يوم الاثنين الماضي: إن "تأخر الحسم الذي حدث مع انطلاق عمليات (عاصفة الحزم)، بسبب الاستغراق في إعداد قوات يمنية تقاتل على الأرض"، مؤكدًا أن "الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحولا منذ سبتمبر الماضي، من مرحلة الدفاع إلى الهجوم"، مشيرًا إلى أن "العاصمة صنعاء أصبحت بمرمى نيران الجيش الوطني والمقاومة".
وربط بين الصراع في اليمن والصراع العربي الإيراني، واصفًا انقلاب الحوثيين في اليمن بالتمدد للمشروع الإيراني، مضيفًا: "إن تزايد حدة الصراع (السعودي - الإيراني) سينعكس مباشرة على الساحة اليمنية، وكان من انعكاسات ذلك التقدم العسكري لجبهة الشرعية".
واتفق الإعلامي والكاتب اليمني عبد الصمد درويش، مع الحازبي، في أن المشهد اليمني لا يحمل أي بوادر انفراجة سياسية، قائلًا: "لا بوادر واضحة على انفراج سياسي في أفق المشهد اليمني، فالصراع ميدانياً مازال مفتوحًا عقب جولتين من المشاورات السياسية في سويسرا، باءت جميعها بالفشل".
ونقل درويش، بعض صور المشهد اليمني، خلال مقال له بعنوان "هل اقترب الحسم في اليمن؟"، يوم الأحد الماضي، مستدلًا بها على عدم وجود أمل في الحل السياسي، وأبرزها استمرار القتال أثناء الهدنة الإنسانية، وثبات القتال وتسارعه كل يوم.
وأشار إلى التقدم العسكري الكبير للتحالف واقتراب قوات المقاومة والتحالف من صنعاء، كما نقل أنباء التحاق قيادات عسكرية من العيار الثقيل والمقربة من صالح للانضمام إلى الشرعية، وأبرزها قائد للمنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، عبد الرحمن الحليلي، الذي وصل إلى الرياض، معلنًا انضمامه إلى الشرعية، وفق أنباء صحفية.
ولفت إلى أنباء تسربت عن انشقاق شخصية عسكرية عن صالح، توازي مكانة الجنرال علي محسن الأحمر، مختتمًا مقالته بتأكيده على أن الحسم بات قريبًا، وقال: "هي أيام وليست أشهر، وستتكشف أمور عدة وستتسارع الأحداث لصالح المقاومة والتحالف العربي على طريق الحسم العسكري، بمجرد قرع أبواب صنعاء".
*المصدر : خاص شؤون خليجية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها