عقوبات أممية تنتظر معرقلي التسوية باليمن
اعتبر محللون أن تصريحات مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، عن احتمال إصدار مجلس الأمن الدولي عقوبات جماعية أو فردية على معرقلي التسوية السياسية في البلاد، تعد رسالة قوية تعبّر عن جدية المجتمع الدولي في رعاية الانتقال السلمي للسلطة وفقا للمبادرة الخليجية.
كما رأوا أن حديث المبعوث الأممي عن العقوبات تنبع أهميتها من كونها طرحت في اجتماع مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في صنعاء اليومين الماضيين، وتأكيده أن مجلس الأمن يراقب خطوات وإجراءات نقل السلطة، واعتباره نجاح التسوية في اليمن نجاحا لمجلس الأمن والأمم المتحدة.
رفع الغطاء
ورأى المحلل السياسي ياسين التميمي، في حديث للجزيرة نت، أن أهمية تلويح بن عمر بعقوبات أممية تكمن في كونها تطال أهم المكاسب التي أحرزها رموز النظام السابق إثر عملية معقدة من التفاوض لترك السلطة، بحسب ما نصت عليه بنود المبادرة الخليجية المتمثلة في الخروج الآمن من السلطة وتحصينهم من الملاحقة القضائية.
وبحسب التميمي فإن "الرسالة القوية" التي لوّح بها المبعوث الأممي تشير إلى رفع الغطاء السياسي الذي كان يوفره صمت الرئيس هادي إزاء الممارسات والعراقيل التي يدبرها سلفه الرئيس علي عبد الله صالح في طريق التسوية السياسية وعرقلة انعقاد الحوار الوطني.
من جهته، قال الباحث السياسي د. سعيد عبد المؤمن، إن كثرة تصريح بن عمر بشأن فرض عقوبات من قبل مجلس الأمن على معيقي التسوية، وانتشاره في وسائل الإعلام الرسمية، دون إتباعه بالتنفيذ، يوجد حالة من الإحباط لدى الشارع اليمني.
ورأى عبد المؤمن في حديث للجزيرة نت أن المطلوب أن يتم الكشف عن معيقي التسوية في اليمن، سواء كان صالح وأعوانه أو قوى وأطراف أخرى، وفرض العقوبات عليهم حتى يمكن السير في المبادرة الخليجية وحل الأزمة اليمنية.
إلا أن التميمي أشار إلى وجود أطراف أخرى لها مصلحة في إعاقة الانتقال السلمي للسلطة في اليمن، وأكد أن "هناك تحالفا يتشكل في شمال اليمن بإيعاز ودعم من صالح، وهو خليط من قوى موتورة فقدت السلطة، وأخرى تطمح إلى الانفراد بإرث السلطة والنفوذ، وهناك قوى تتحفز في الجنوب لتعطيل مفاعيل الحوار الوطني، مع وجود رابط بين هذين التحالفين لا يمكن تجاهله.
ابحث عن صالح
وقال المستشار السياسي لرئيس وزراء اليمن علي الصراري، في حديث للجزيرة نت، إنه "لا توجد صعوبة في معرفة من يعمل على تعطيل التسوية السياسية، فكل الشواهد والوقائع تدل على أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأقاربه يعملون بكل جهد لعرقلة نقل السلطة، ويقومون بإدارة التمردات العسكرية ضد قرارات الرئيس عبد ربه هادي".
كما أشار إلى أن "صالح وأعوانه يسعون بكل قوة لإفشال المضي في تنفيذ المبادرة الخليجية، من خلال نشر الفوضى وأعمال العنف وتخريب خطوط الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز، وقطع الطرقات وتشجيع أعمال الإرهاب".
ولفت الصراري إلى أن "المجتمع الدولي والقوى الوطنية في اليمن تحلوا بالصبر وقدموا فرصا عديدة للرئيس السابق صالح وأبنائه لكي يغيروا من سلوكهم المدمر الذي يستهدف اليمن ومصالحه ومستقبله".
وشدد المسؤول اليمني على أن "من الضروري أن تكون هناك إجراءات حقيقية وحاسمة من المجتمع الدولي لتضع حدا لهذا السلوك التدميري الذي يقوم به صالح وأقاربه، وبما يساعد على تحقيق الانتقال السلمي للسلطة كاملا، وتنفيذ كافة بنود المبادرة الخليجية".
المصدر:الجزيرة