بعد تصفية قيادي غدرا.. هل بدأ تحالف الحوثي بالتفكك؟
أقدمت قيادات رفيعة في جماعة الحوثي، على تصفية أحد القيادة الميدانيين التابع لها، في محافظة الجوف، شمال اليمن، في حادثة تكشف مدى تخبط قيادة المليشيات، وفقدان الثقة في ما بينها، جراء الهزائم في صفوفها، في محافظة الجوف.
ووصفّت جماعة الحوثي، أمس الأحد، القيادي القبلي في الجماعة، عبد الولي العكيمي، أحد أبرز المواليين للمليشيات، في الجوف، التي حررها الجيش والمقاومة، بإسناد جوي من قبل التحالف العربي، عقب خلافات حادة، واتهامات له بالتواطؤ مع المقاومة الشعبية والجيش، وتسليمهما مناطق كانت بحوزة الحوثيين.
واتهم الشيخ بشير العكيمي شقيق عبد الولي، جماعة الحوثي باغتيال أخيه، مبينا في تصريحات صحافية، إن شقيقه استدعي من قبل القيادي في الجماعة المسلحة أبو عمار العزي، إلى صنعاء لمناقشة آخر المستجدات، "وأثناء عودته باتجاه الجوف، تم إيقافه في أحد نقاط التفتيش التابعة للحوثيين، وأخذوا السيارة التي كان يستقلها، ثم أعادوها له، وسمحوا له بالمغادرة، وعقب تحركه مدة قصيرة، انفجرت به السيارة ما أسفر عن مقتله".
وتعليقا على هذه الحادثة، يقول المحلل السياسي اليمني فيصل العلي، إن "جماعة الحوثي لا عهد لها ولا ذمة، حيث أنها جماعة إرهابية لا تمتلك قيم ولا مبادئ، وتعيش على الفوضى، وليس لديها أي موانع أن تقتل من اشتبهت بالخلاف معه وان كان من أفرادها".
وأضاف العلي، في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن الحوثيين "سيتخلصون من الموالين لهم من أبناء القبائل ولا يبالون، وسيتخلص بعضهم من بعض، فقد ظلت مناطق إقليم أزال (صعدة – صنعاء – ذمار- عمران)، 1200 سنة في صراعات وفقا لمذهبهم المتطرف، الذي يجيز للإمام الفاضل الخروج وقتل الإمام المفضول، إنهم يحملون بذور الصراع والفناء داخل أفكارهم العقيمة".
من جهته، قال الصحفي اليمني، فارس الشعري، إن "تصفية القيادي القبلي في جماعة الحوثي عبد الولي العكيمي من قبل الحوثيين أنفسهم، يأتي بعد إخفاقه في صد تقدم القوات الشرعية بمحافظة الجوف، كما أكدت أسرة العكيمي التي اتهمت بعدها مباشرة الحوثيين بتصفيته".
وأضاف الشعري في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن "هذه الحادثة ليست بجديدة على جماعة إرهابية، فقد ثبت أنها تتخلص من جرحاها في المعارك، وترفض حتى استلام جثثهم بعد مقتلهم، فهي لا تعير أفرادها أي اهتمام، بل تجعلهم وقودا لمعارك خاسرة".
ودعا من لا يزال يوالي الحوثيين، أن "يستوعب الدرس جيدا، وأن يدرك أن المليشيات تستخدمه كأجير لتحقيق أغراضها، وبعدها ستتخلص منهم، كما تخلصت من القيادات التي بذلت كل ما تستطيع في سبيل هذه المليشيات".
وعقب الحادثة، أعلن المقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي، من أبناء قبائل "الشولان" التي ينتمى لها العكيمي الانسحاب من القتال في صفوف المليشيات، احتجاجا على مقتله.