لقاء الرياض والانذار الاخير
عدن بوست - خاص: من اديم علي الخميس 20 ديسمبر 2012 10:54 مساءً
استبشرت الجماهير الجنوبية خيراً باللقاء الذي جمع بعض القيادات الجنوبية بقيادات مجلس التعاون الخليجي وبحسب المصادر وتصريحات القيادات التي حضرت ذلك اللقاء والطرح المتقدم الذي كان يعتبر من المحرمات في الرياض وبغض النظر عن مايقيل من القيادات الجنوبية وعن رد قيادة مجلس التعاون الخليجي يبقى هذا الحدث سابقة مهمه في العلاقة الجنوبية الخليجية او بالاصح العلاقة الجنوبية السعودية فمن منا لايتذكر الاعتقالات التي قامت بها الحكومة السعودية قبل ثلاثه اشهر ضد بعض النشطاء الجنوبيين العاملين فيها تلك الحملة التي استنكرها الكثير من ابناء الجنوب واثارت سخطهم ضد الحكومة السعودية وتم اطلاق سراحهم قبل ايام من انعقاد هذا اللقاء .
ان المتتبع لهذا اللقاء الهام رغم عدم خروجه بنتائج مبشره في الوقت الحالي ولكن قد نعتبره الخطوه الاولى على طريق الالف ميل فالمملكة العربية السعودية والتي كانت لها علاقات متوترة جداً بالجنوب اليمني وخاضت حروب متعددة ابان الحكم الاشتراكي ودعمت نظام الحكم في الشمال ليكون الدرع الواقي لها من اي هجوم او توسع اشتراكي في فترة السبعينات والثمانينات ووقفت الى جانب الوحدة اليمنية منذ اليوم الاول لاعلانها وكانت من اكثر الدول ترحيباً بها الى ان جاءت حرب اجتياح الكويت وكان مكان من طرد للعمالة اليمنية بشطريها الى ان جاءت حرب صيف 1994م التي كان للمملكة الدور الابرز في تدعيم مايعرف بالوحدة اليمنية حيث عملت على عرقلة اي قرار يقضي بالاعتراف بالجمهورية الوليدة في 21مايو 1990م . بمعنى اخر بان المملكة العربية السعودية كانت لها مواقف واضحه من الوحدة اليمنية الى ان اتت ثورات الربيع العربي التي لم تسلم من رياحها اليمن ايضاً وجاءت ثورتها التي اطاحت او بمعنى ادق هزت ولم تطح بالنظام القائم الذي كان يعتبر بمثابة الابن المدلل للمملكة وتحملت تكاليف تصرفاته الهوجاء والتي اختتمتها بتبني مبادرة عرفت بالمبادرة الخليجية التي حفظت ماء وجه النظام السابق المنهار وقد التزمت المملكة التزام مطلق بالحفاظ على وحدة وسلامة اراضي الجمهورية اليمنية وعززت ذلك بقرارات دولية صدرت من مجلس الامن الدولي السؤال هنا لكل صاحب عقل يفكر بشكل منطقي هل لقاء الرياض هو اعتراف بماتجاهلته المبادرة الخليجية وهو تقدم وسابقة تعتبر الاولى من نوعها منذ عقود يقوم بها عدو الامس الذي اصبح صديق اليوم وهل هذا يعتبر مكسب لصالح القضية الجنوبية ام ان لقاء الرياض هو النداء والانذار الاخير للقادة الجنوبيين وبعدها سيفوتهم قطار الحوار ولن يستطيعوا اللحاق به.