مفاوضات الكويت.. هل تقدم جديدا لليمن؟
معاناة إنسانيه خلفتها الحرب الدائرة في اليمن منذ انقلاب الحوثيين، ومع تطلع الكثير من اليمنيين لمفاوضات الكويت المرتقبة لإنهاء الأزمة، تتضاءل فرص الحل السياسي في ظل إصرار كل طرف على التمسك بشروطه.
ما أن رحبت الكويت باستضافة جولة المفاوضات، التي من المقرر أن تجري يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حتى عاد السؤال القديم ألا وهو هل يمكن أن تقدم هذه المفاوضات حلا ينهي الأزمة اليمنية؟
وجاء إعلان الكويت بعد ساعات من إعلان التحالف العربي إنهاء الهدنة العسكرية في اليمن، ردا على استمرار الحوثيين وقوات صالح في إطلاق صواريخ بالستية باتجاه الأراضي السعودية، بالإضافة إلى إصرار الحوثيين على حصار تعز ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للمدينة.
لم تتوقف الحرب حتى خلال فترة الهدنة بعد أن خرقتها مليشيا الحوثيين في الساعات الأولى من بدء سريانها، فطيلة هذه الفترة استمرت المعارك في الجوف وصنعاء وحجة وتعز وشمال الضالع، كما حاول الحوثيون مرارا اقتحام الحدود السعودية.
ولم تنجح جولتا المفاوضات، اللتان جرتا في مدينتي جنيف وبيل السويسريتين برعاية الأمم المتحدة، في وقف القتال باليمن الذي اندلع منذ سيطرة الحوثيين وقوات موالية لصالح على العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر/أيلول 2014، قبل أن يجتاحوا معظم محافظات البلاد.
الحرب لم تتوقف في اليمن خلال الهدنة الإنسانية (الجزيرة)
تعنت سياسي
وتبدو جولة المفاوضات المرتقبة صعبة ومعقدة في ظل إصرار الحكومة الشرعية على إطلاق سراح المعتقلين الذين تحتجزهم مليشيا الحوثيين، ورفع الحصار عن تعز، في حين يصر الحوثيين على وقف إطلاق النار دون شروط للوصول إلى حل سياسي.
وتشدد الحكومة على تمسكها باتفاق المبادئ الذي أبرم برعاية الأمم المتحدة، وأنها لن تقبل الذهاب نحو مناقشة أي قضايا سياسية قبل تنفيذ خطوات بناء الثقة، ومناقشة آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالانسحاب من المدن، ونزع أسلحة الجماعات المسلحة وعدم منازعة السلطات الشرعية اختصاصها.
كما ظهرت دعوات سياسية تؤكد أن جدية المفاوضات مرهونة بمدى تنفيذ صالح والحوثيين خطوات بناء الثقة، المتمثلة في إطلاق المختطفين ووقف إطلاق النار ورفع الحصار عن تعز، حسبما أكد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن عبد الله نعمان.
حل صعب
في المقابل يرى البعض أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية يتمثل في تسوية سياسية، تقوم على أساس القرارات الدولية ذات الصلة ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية الخاصة باليمن، لو امتلكت جميع الأطراف ما يكفي من إرادة سياسية للوصول إلى تسوية سلمية للصراع بوسائل دبلوماسية.
بدوره توقع الكاتب والصحفي اليمني عارف أبو حاتم أن تستمر الحرب في ظل انشغال المجتمع الدولي بأزمة سوريا ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، إلى أن يحسم أحد الطرفين الحرب على أرض الواقع، أو أن تنهك الحرب الطرفين وتقضي على كل موازين القوى، وحينها سيبحث اليمنيون عن أقرب الحلول، لكنهم لن يستطيعوا حينها بناء دولتهم المدمرة.
لكن المعضلة الأكبر التي تهدد المفاوضات اليمنية هي إصرار الحوثيين على استغلال معاناة سكان تعز التي يحاصرونها، من أجل تحقيق مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات، حيث أكد وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي أن مدينة تعز تتعرض إلى عملية إبادة وليس مجاعة.
وشدد الوزير على أن ما يجري في تعز هو "عملية عسكرية ممنهجة وحصار ممنهج من قبل عقلية عسكرية تتعامل مع تعز كرهينة".
المصدر: الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها