الحراك الجنوبي يشكل مجلسا وطنيا بعدن
اختتمت في مدينة عدن اليمنية اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر الوطني الجنوبي بالإعلان عن تشكيل مجلس وطني جنوبي يضم 116 عضواً جرى انتخابهم من قبل 1500 مندوب، ممثلين لفصائل الحراك الجنوبي والقوى السياسية من جميع محافظات الجنوب الست.
وجاء انعقاد هذا المؤتمر -الذي استمر على مدى ثلاثة أيام- وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين أعلنت مقاطعته بعض فصائل الحراك المطالبة بالانفصال بزعامة علي سالم البيض النائب السابق للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
مفاوضات
وشدد البيان الختامي للمؤتمر ظهر اليوم على ضرورة توسيع نطاق هذا المجلس بالتواصل مع بقية قيادات ومكونات الحراك الجنوبي والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية في الجنوب لضمها إليه.
وأكد المشاركون بتوصياتهم الختامية استعدادهم الدخول بالحوار الوطني الشامل الذي ينعقد بداية العام القادم، مشترطين أن تكون هذه المشاركة على أساس مفاوضات بين "دولتين جنوبية وشمالية ندا لند".
وقال منظمو المؤتمر إنه يهدف لتشكيل أكبر تيار سياسي بالجنوب يجمع مختلف القوى السياسية والحراكية، ويكون ائتلافا جنوبيا جامعا لجميع الجنوبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، وله حق التمثيل والتفاوض بجميع المحافل.
ومن أهم مخرجات هذا اللقاء توقيع ممثلي المكونات المشاركة على ميثاق الشرف الوطني الجنوبي الذي يؤكد "شرعية التوافق الوطني التي تحتاجها الشعوب حين تمر بأوضاع استثنائية وتغيب فيها الدولة والقانون كحال الجنوب اليوم".
ووصفت وثائق المؤتمر هذا التكتل الجديد بأنه يأتي "استجابة للضرورة الملحة على حاجة الجنوب إلى تحقيق شرعية سياسية مرحلية تقوم على التوافق الوطني بآليات التمثيل التوافقي لبنائه الوطني بمختلف مكوناته، وذلك لاستعادة دولته".
وكانت أعمال المؤتمر التي بدأت الأحد الماضي قد عقدت تحت شعار "الحرية وتقرير المصير واستعادة دولة الجنوب" وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة ممثل عن مكتب الأمم المتحدة وممثلي البعثات الدبلوماسية وأعضاء مجلس النواب.
وجاء انعقاده بعد ستة أشهر من الترتيبات والتنسيق بين قوى الحراك الجنوبي لانعقاده بقيادة الوزير الجنوبي السابق "محمد علي أحمد" الذي عاد من المنفى إلى عدن في مارس/آذار الماضي.
ومع أن المؤتمر لم يخرج بقرارات واضحة بشأن المشاركة في الحوار، فقد حظي باهتمام كبير من قبل الدول الراعية لاتفاق التسوية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية.
ووصف مراقبون هذا الاهتمام بأنه محاولة لتجاوز بعض قيادات المعارضة الجنوبية بالخارج بعد إبداء تيارات متشددة في الحراك مواقف متصلبة حيال الحوار.
الشرعية
وأشار محللون إلى أن الأطراف الراعية للمبادرة الخليجية تحاول من خلال هذا المؤتمر الجنوبي إيجاد قيادات جنوبية يمكن التعامل معها في إطار مؤتمر الحوار القادم لحل القضية الجنوبية، بعد رفض التيار المتشدد بالحراك الجنوبي المشاركة فيه.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر المودع إن الجنوب يعاني من غياب قيادة تمتلك السيطرة على الأرض أو حق الادعاء بأنها الممثل الشرعي الوحيد للجنوبيين، مضيفا أن الأطراف الراعية للمبادرة الخليجية تسعى لإيجاد قيادة تمثل الجنوب في مؤتمر الحوار بعيداً عن الأطراف المنادية بالانفصال.
واعتبر بحديث للجزيرة نت أن مشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة وحضور بعض الدبلوماسيين الأجانب بأنه يهدف لإعطاء شكل من أشكال الشرعية لهذا التمثيل الجنوبي القادم بمؤتمر الحوار الوطني.
وأكد أن إمكانية الحوار للخروج بما يعتبر الحد الأدنى لمطالب الجنوبيين المنادين بالانفصال لن تتحقق، وأن دخول أطراف جنوبية في الحوار سيقابله الآخرون بالطعن في شرعية تمثيلهم مما يبقي صورة الوضع تتأرجح بين شد وجذب مع صعوبة التوقع بحلول نهائية.
المصدر:الجزيرة