هل يسقط اليمن في فخ “السلام السلبي”؟
لم تحقق جولة المفاوضات الجارية في مدينة بال السويسرية، برعاية أممية، أي تقدم إيجابي، في يومها الثاني، على صعيد الحل السياسي للأزمة اليمنية، أو التوافق حول قرار بشأن إيقاف نهائي لإطلاق النار.
وسادت أجواء من عدم التفاؤل خارج قاعة المشاورات، اليوم الأربعاء، بسبب تمسك وفد الحوثيين بشروط جديدة وطرح مسائل فرعية خارج نطاق جدول أعمال المفاوضات المحدد بوقف إطلاق النار ثم بدء سحب قوات الحوثي وصالح وتحديد نقاط التسوية السياسية والانتخابات التشريعية والرئاسية تمهيدا لبدء مرحلة انتقالية، بحسب تعبير المحلل السياسي اليمني، أمين اليافعي، الذي يرى أن “السلام السلبي” وليس “السلمي” هو ما سينتج عن محادثات السلام بشأن اليمن، موضحا لوكالة الأنباء الألمانية، أن السلام السلبي هش وليس له نتائج على الأرض وأقرب للهدنة بين أطراف الصراع في اليمن، عكس السلام “السلمي” الذي يحدد خريطة التسوية السلمية النهائية مع توافر الالتزام ببنودها وشروطها.
حالة عدم التفاؤل عبر عنها عدد من السياسيين اليمنيين، والقيادات القبلية، ونشطاء من كلا المعسكرين المتصارعين، بأن عدم الثقة متجذر تاريخيا بين الطرفين، وهناك حسابات يحملها كل طرف تضع في الاعتبار مواقف القوى الإقليمية التي تسانده، ولذلك يرى نايف الواشلي، الناشط المؤيد لجماعة الحوثي، أن مباحثات السلام في سويسرا حول الحرب في اليمن ليست جدية ولا توجد مساعي إيجابية لوقف القتال، وليس من المتوقع التوصل لحل سياسي للأزمة، وبالتالي لن يتم وقف حقيقي وجاد للأعمال القتالية.
وأكد لصحيفة الخبر اليمنية، اليوم الأربعاء، أن جانبا رئيسيا من مشاورات سويسرا اقتصر على الجانب الإنساني في مدينة “تعز” وتحديدا رفع الحصار عنها لإدخال الإمدادات طبية وغذائية، ما يفتح أبواب الاتهامات بين الجانبين أيهما المسؤول عن الحصار وإدخال السلاح قبل الغذاء والدواء إلى تعز.
ويرى الدبلوماسي اليمني في القاهرة سويلم الزاوي، أن الحوثيين دخلوا المفاوضات تسبقهم “سوء نواياهم” وباتوا يتعنتون في مسألة فك الحصار عن تعز، ويفسرون الهدنة على أنها إيقاف الضربات الجوية فقط.
وأوضح “الزاوي” لـ”الغد العربي”، أن وفد الحوثيين تمسك بشروط رفع الحصار البحري، ووقف الضربات والقصف الجوي، في حين طالب الوفد الرسمي اليمني بإطلاق سراح 900 معتقل بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي ووزير التعليم الفني عبد الرزاق الأشول، والمطالبة بفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات إلى تعز.
وأكد الدبلوماسي اليمني، أن الجانبين اتفقا مساء اليوم الأربعاء على تبادل مئات السجناء في إطار إجراءات لبناء الثقة، ولكن هذه الخطوة تعثرت بسبب رفض الحوثيين الإفراج عن الصبيحي كون البلد مازال في حالة حرب، وقد يؤثر ذلك على سير المعركة ضدهم، حيث يعتقدون أن القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية تفتقد قيادة ميدانية على الأرض.
الغد العربي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها