لهذه الأسباب.. الحرب ستضع اوزارها في اليمن
نجاح أو فشل أي معركة عسكرية هو يقاس من خلال الأهداف السياسية منها، وأيضا بالكلفة المقدمة لأجل ذلك.
ولمعرفة ما ان كانت هذه الحرب هي ناجحة أو فاشلة بالنسبة لتحالف الحوثي وعفاش أو التحالف العربي الداعم للشرعية والأطراف المرتبطة به ما نحتاجه فقط هو معرفة أهداف كل طرف من الحرب وما أنجز منها وبأي كلفة.
ـ أهداف الحوثي وعفاش:
١_ الانقلاب السياسي.
٢_ الانفراد بالحكم، وإخراج ذلك من خلال عملية سياسية هم من يفرضوا شروطها.
٣_ فرض السيطرة السياسية مصحوبة بالسيطرة العسكرية المليشاوية على كل اليمن.
٤_ ومن خلال السيطرة المليشاوية يتم الغاء مخرجات الحوار فيما يخص الأقاليم وافراغها من مضمونها.
٥_ الحرب مع السعودية لاجبارها على عدم التدخل في اليمن، لأجل تثبيت الانقلاب كواقع عسكري على الأرض.
_ ما الذي أنجز من تلك الاهداف؟.
١_ فشل الانقلاب.
٢_ عدم القدرة على تشكيل سلطة أمر واقع تحظى باعتراف دولي.
٣_ فقدان السيطرة العسكرية على ثلثي البلاد وبروز الأقاليم كأمر واقع في أقاليم الثروة عدن، حضرموت، سبأ.
٤_ الاستنزاف البشري في تعز والبيضاء وفي كل المناطق التي فيها مقاومة بما في ذلك آزال.
٥_ خسارة بشرية كبيرة كان ثمنها في الهدف الأول حكم كل اليمن، وهو مالم يعد ممكنا الآن.
٦_ خسارة القدرات العسكرية الاستراتيجية للبلاد بما في ذلك الطيران ومخزون الصواريخ عابرة الحدود.
٧_ الاستمرار في السيطرة على العاصمة صنعاء ومنها على كل مؤسسات الدولة المركزية لكن بدون قدرة على ترجمة تلك السيطرة إلى سيطرة سياسية شرعية.
٨_ الاستمرار في السيطرة على اقليمي آزال وتهامة وسيطرة جزئية على اقليم الجند.
وكخلاصة يمكن القول أن معركة الحوثي وعفاش قد فشلت في فرض الانقلاب والانفراد بالسلطة، الا أن سيطرتهما على العاصمة واقليمي آزال وتهامة لا يزال يمثل اعاقة لعودة السلطة الشرعية لحكم البلاد.
الا أن هذا الوضع هو لا يؤهلهما لحكم اليمن كما كان هدفهما من الحرب، وبالكثير هو يؤهلما لتسوية سياسية يكونان فيها مجرد شريكين في السلطة وفي نظام سياسي تعددي، وهو ما كان ممكنا بدون حرب وبدون الكلفة المدفوعة من قبلهما.
وبحسابات الربح والخسارة تكون حرب الحوثي وعفاش هي خاسرة بكل المقاييس، ولكم ان تتخيلوا حجم الاحباط الذي قد يصاب به انصارهما حين يعرفون ان ثمن ما دفعوه من كلفة بشرية هو الشراكة السياسية وليس التفرد بالحكم وان ذلك كان ممكنا بدون حرب وبدون تلك الكلفة الباهضة.
_أهداف التحالف العربي من الحرب:
١_ انهاء الانقلاب
٢_ اعادة الشرعية للحكم
٣_ ضمان عدم قيام أي تهديد من اليمن في المستقبل.
_ما الذي تحقق للتحالف من هذه الاهداف؟.
يمكن القول انه قد نجح في افشال الانقلاب، وفي تهيئة الظروف السياسية والعسكرية لضمان عدم قيام أي تهديد من اليمن في المستقبل، وان ما بات يحتاجه فقط لاستكمال تحقيق أهدافه هو إعادة السلطة الشرعية للحكم من صنعاء وإنهاء الحرب.
ولتحقيق ذلك أمامه خيارين: الأول مواصلة الحرب حتى تطهير صنعاء وصعدة، الا ان هذا الخيار هو مكلف ليس في كلفة القضاء على الحوثيين وعفاش فحسب وانما في كلفة فرض الأمن لما بعد الحرب، ولما قد يتورط التحالف في ذلك ان كان يمكنه تجنبه كما هو في الخيار الثاني والذي هو اعادة السلطة الشرعية من خلال تسوية سياسية مع الحوثي وصالح، ومقايضة عودتها بالقبول بشراكتهما فيها.
استعداد الحوثي وصالح لهذه التسوية في مفاوضات جنيف هو ما يقرر ما ان كان التحالف العربي لا يزال في حاجة للمزيد من الحرب أو لا، أما هو ومن خلال أهدافه يبدو لي أنه قد أخذ كفايته منها، فما قد تحققه الحرب أصبح في الامكان تحقيقه بالسياسة على قاعدة فشل الانقلاب واليمن الاتحادي الجديد الذي أصبح واقعا على الخارطة السياسية للبلاد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها