ما هي الرسائل الموجهة من وراء اغتيال محافظ عدن؟
رأى محللون وصحافيون يمنيون، أن مسلسل الاغتيالات في محافظة عدن، والذي امتد إلى أعلى هرم سلطوي بالمحافظة، ممثلا في اغتيال المحافظ جعفر سعد صباح اليوم الأحد .
لن تتوقف الاغتيالات، في نظر المراقبين، ما لم يكن هناك خطط أمنية قوية، تسارع في بسط الدولة على كافة المدن المحررة، وخصوصا العاصمة المؤقتة عدن، إلى جانب الإسراع بدمج المقاومة في المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية.
واغتيل محافظ محافظة عدن، اللواء جعفر سعد ، بعد أن استهدفت سيارة مفخخة موكبه في التواهي (إحدى مديريات عدن)، أثناء توجهه إلى مقر عمله، الأمر الذي تسبب بمقتله وخمسة من مرافقيه على الفور، ولم يمض على تعيين اللواء جعفر محمد سعد، محافظاً لعدن شهرين، حيث كلفه الرئيس عبد ربه منصور هادي بمنصبه يوم في التاسع من أكتوبر الماضي.
واتهم مدير أمن عدن العميد محمد مساعد، مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بالوقوف خلف عملية اغتيال المحافظ، مضيفاً أنه "مهما تعددت تسمياتهم (في إشارة إلى تنظيم الدولة الذي تبنى عملية الاغتيال)، إلا أنهم تابعين للحوثيين والمخلوع".
يقول المحلل السياسي اليمني، نبيل البكيري، إن "رسالة اغتيال محافظ عدن، بغض عن النظر عن منفذها، مفادها أن التحالف العربي والحكومة الشرعيةـ فشلا فشلاً ذريعا في ملء الفراغ الأمني في المناطق المحررة، كما أنها رسالة سلبية للغاية عن الوضع الأمني في عدن".
وأضاف البكيري في تصريح لـ"الإسلام اليوم"، أن الحادثة (اغتيال المحافظ) سيكون لها تداعيات سلبية على الجميع، من الناحية الأمنية، وقد يترتب على الواقعة، تأخر ملف العودة للبعثات الدبلوماسية، التي كان من المنتظر أن يحدث ذلك في وقت قريب، لافتا إلى أنه "ليس أمام الحكومة اليمنية من خيار، سوى العودة إلى عدن مهما كان الأمر، وتثبيت الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة للبلاد".
من جهته قال رئيس تحرير موقع عدن أون لاين، الصحفي خالد العدني، أن "مليشيا الحوثي وصالح أزعجهم نشاط المحافظ، في تطبيع الحياة في مدينة عدن، وجهوده في طي صفحة الحرب التي شهدتها المدينة، فقاموا باغتياله لإيصال رسالة أن لا أحد قادر على ضبط الأمن و محاربة الإرهاب، سوى صالح والحوثيين".
وأضاف العدني في حديث لـ"الإسلام اليوم"، "لا يخفى على أحد علاقة المخلوع صالح بخلايا القاعدة، فهو من يدبر كل هذه الأعمال، ومن الواضح أن الوضع الأمني غير مستقر تماما في عدن، الأمر الذي سهل له القيام بمثل هذه العمليات".
ودعا العدني دول الخليج إلى إعادة سفرائها إلى عدن، لمساندة جهود الرئيس اليمني والحكومة، لتفويت الفرصة على من يريد إبقاء الوضع الأمني في عدن غير مستقر، ولا بد من اختراق وكسر المخطط الخطير، الذي تتبناه مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، لتدمير عدن، على حد تقدير الصحفي اليمني.
في السياق ذاته، قال الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة، رضوان فارع، إن اغتيال محافظ عدن، يأتي بعد سلسلة اغتيالات، لقيادات أمنية وعسكرية، وكذلك من المقاومة الجنوبية، في خطوة تهدف لتفريغ السلطة في عدن، والتي بدأت تستعيد مؤسساتها، وتنفذ سلطاتها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكان آخرها الإعداد لاستيعاب رجال المقاومة في عدن ضمن الجيش والأمن".
وأضاف فارع في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن اغتيال المحافظ يحمل رسائل عدة، أهمها أن عدن والمحافظات المحررة، لن تنعم بالأمن والتحرير، وأن قوات الشرعية لا تستطيع بسط نفوذها في المحافظات التي حُررت، وأن كل من يعمل مع الشرعية سيكون هدفا للقتل والتفجيرات وفي مقدمتهم الرئيس هادي".
وتابع "إن لم يتم البدء بحلول سريعة، من خلال بسط الدولة لنفوذها على المدن المحررة، ودمج أفراد المقاومة في الجيش والأمن، وتأهيل قوات خاصة لمكافحة الإرهاب، فإن القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى ستعمل على تحويل عدن لمسرح فوضى واغتيالات".
بدوره خاطب الصحفي الجنوبي، لطفي شطارة، الرئيس عبد ربه منصور، قائلاً "إن اغتيال اللواء جعفر محمد سعد، لا يحتاج إلى لجنة تحقيق، لأن بصمات من وصفه بـ(المجرم) علي عبدالله صالح بادية للعيان، مشيرا بأن تسريب فيديو (داعش) قبل يومين كان تمهيدا للجريمة التي نفذت اليوم".
وأضاف شطارة، "نحن بحاجة إلى قرار واحد، وهو إطلاق العنان لرموز المقاومة الجنوبية، ليواصلوا تطهير عدن من أنصار صالح وخلايا الحوثي النائمة، لافتا بأن "الوقت يمر، والعصابات تتمدد"، مشيرا بأن اغتيال المحافظ دليل على أن القادم أسوأ.
وتابع "عدن مستهدفة، والرئيس شخصا مستهدف، لأن الهزيمة التي منيت بها مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، في الجنوب وعدن، لم يستطيعوا التعافي منها، لذلك دشنوا مسلسل الانتقام من عدن وأبنائها".
وشكل الرئيس عبد ربه منصور هادي، اليوم الأحد، لجنة للتحقيق في حادثة اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، بسيارة مفخخة، والكشف عن ملابساته.
وذكرت مصادر إعلامية بأن الرئيس هادي عقد اجتماعاً طارئاً بقيادات أمنية وعسكرية بينها وزير الداخلية الجديد اللواء حسين عرب وقيادات في اللجنة الأمنية العليا ومسؤولون أمنيون بالمحافظة، لمناقشة وضع آليات جديدة للحد من تكرار حوادث الاختراق الأمني التي تكررت في الآونة الأخيرة بمحافظة عدن.
في ذات السياق عبرت الحكومة اليمنية في بيان لها، عن إدانتها واستنكارها الشديد لاغتيال محافظ عدن، الذي وصفته بـ"الإجرامي" .
ووجهت الحكومة في بيانها الأجهزة الأمنية بسرعة الكشف عن ملابسات الجريمة التي استهدفت المحافظ ومرافقيه وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه من جرم بحق الأبرياء.
ومن الجدير بالذكر، أن محافظ عدن، كان قد أصدر قرارا بتشكيل مجلس حكماء في خطوة لحشد الجهد الشعبي، بالمحافظة، لتتناغم مع جهود السلطات المحلية، وإشراك المجتمع في تحمل المسؤولية، في ظل ما تعانيه المدينة من انفلات أمني وعمليات اغتيال طالت قيادات في الحكومة والسلطات الأمنية والمدنية والقضائية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها