هل تتدخل روسيا في اليمن؟
استبعد محللون سياسيون يمنيون، دخول روسيا في مغامرة جديدة، عبر تدخلها في الشأن اليمني، على غرار ما فعلته في سوريا، لإنقاذ الحوثيين، حيث أن وضعها السياسي والاقتصادي والعسكري، لا يتيح لها الدخول في خصومة مع دول الخليج العربي، غير أن آخرين أطلقوا تحذيرات للتحالف العربي بقيادة السعودية، من مغبة تأخير حسم المعارك في اليمن.
وحاول الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، في أكثر من مناسبة، كسب تعاطف روسيا، وخطب ودها، مستغلا الأحداث الجارية في المنطقة، والتي كان آخرها إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، التي اخترقت حدودها، في خطوة وصفها محللون بأنها دعوة من صالح لروسيا بأن تتدخل في اليمن، لإنقاذه وحلفاءه الحوثيين.
وزار صالح أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني، الماضي، للمرة الثانية خلال الشهر ذاته، سفارة روسيا في صنعاء، لإدانة استهداف تركيا للطائرة الروسية، واصفا ذلك العمل بأنه يندرج ضمن أعمال الإرهاب، ويتنافى مع كل القوانين الدولية وقواعد التعامل بين الدول، حسب قوله.
ويقول المحلل السياسي اليمني، ورئيس مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، أن روسيا لا يمكنها التدخل عسكريا بشكل مباشر في اليمن، حيث أن وضعها السياسي والاقتصادي والعسكري لا يتيح لها الدخول في خصومة مع دول الخليج، كما أنها تجنبت الظهور منذ البداية، بمظهر غير داعم للشرعية اليمنية والوقوف بوضوح مع القرارات الدولية.
وأضاف محمد في تصريح لـ"الإسلام اليوم" في حال شعرت روسيا بضغط في سوريا، فإنها ستحاول إحداث فوضى تقلق الخليجيين، مثل الدعم المعنوي للرئيس المخلوع أو التغاضي عن وصول شحنات أسلحة من بعض الشركات الروسية، أو بترك الأبواب مفتوحة أمام الميلشيات".
وأوضح أن "أي استجابة للانقلابيين في اليمن، بالتدخل العسكري الروسي المباشر، هو مغامرة استنزاف أولا، وسيتيح لخصومها دعم الحركات المتمردة في روسيا، وزيادة ضغوط الحظر الاقتصادي الذي بدأته أوربا بعد فصل الروس لجزيرة القرم"، كما أنه سيعمل على توسعة الخصومات والعداء، الذي قد يمهد لتحالفات دولية ضد الروس".
من جهته قال المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن "روسيا لن تغامر في اليمن، وما يجري هي محاولات يائسة من المخلوع لجر روسيا إلى المشهد اليمني"، مشيرا بأن" روسيا حاضرة بالفعل في قلب المشهد، ولكن ضمن المجموعة الدولية التي دعمت الانتقال السياسي في اليمن".
وأضاف التميمي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" هناك سجل غير مشرف للمخلوع، في علاقاته مع روسيا، فقد عرف خلال الفترة الماضية باعتباره مهرب سلاح كبير، وتم التعامل معه على هذا الأساس، وهذا هو السبب الذي دفع بالكثير من الدول إلى التخلي عن المخلوع وحمله على التوقيع على اتفاق نقل السلطة في 2011م".
وأشار التميمي إلى أنه "لن تكون هنالك مغامرة لموسكو في اليمن، ولن تجد روسيا مظلة قانونية لهذا التدخل، فالقرار رقم 2216 واضح، وقد صدر تحت الفصل السابع، وفي حال أقدمت على هذا التدخل فسوف تكون النتائج وخيمة، ولن يكون بوسع المخلوع صالح استعادة السلطة ومواصلة الحكم في اليمن".
وكان المحلل السياسي والعسكري السعودي العقيد أركان حرب إبراهيم آل مرعي حذّر دول التحالف العربي من مغبة التأخر في حسم الملف اليمني، “قبل أن يتم تدويله في ظل المتغيرات الأخيرة في المنطقة، وتدخل الدب الروسي بقوة”، حد قوله.
الاسلام اليوم
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها