لماذا سيؤدي قصف «الدولة الإسلامية» لانتشاره؟
قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست: إن 12 عاماً مرت على غزو العراق عام 2003، ومنذ ذلك الحين تمزقت 4 دول عربية هي سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وأضاف الكاتب، في مقال له بموقع «ميدل إيست آي»، البريطاني: إنه منذ ذلك الحين اختفت الحدود وسعت القوى الإقليمية المتنافسة لتحقيق أهداف متعارضة في ساحة المعركة، وتمزقت تحالفات كانت قائمة بين هذه القوى الإقليمية.
واعتبرت الكاتب أن شن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية سيكون أكثر صعوبة من الهجوم على تنظيم القاعدة وله تبعات أكثر خطورة من غزو العراق، مشيراً إلى أن الرقة ليست وزيرستان، وليست بها معسكرات لتدريب المقاتلين الأجانب، وبعد 7600 هجوم أميركي في العراق وسوريا لم تعد هناك أهداف يضربها الأميركيون.
وتابع الكاتب: إن هجمات الطائرات من دون طيار لم تمنع تنظيم «الدولة الإسلامية» من الاستيلاء على مدينة الرمادي في العراق وتدمر في سوريا، مشيراً إلى أن مقاتلي التنظيم يعيشون وينامون بين السكان المدنيين، وإذا أسقطت قوات بوتن قنابل الفسفور الأبيض على التنظيم، فسوف تسقط هذه الأمطار القاتلة على الجميع.
وينقل الكاتب قول أحد اللاجئين: «اليوم، الرقة كابوس مظلم. تنظيم الدولة الإسلامية يسعى بكل وسيلة لتجويع السكان المدنيين وقد نجحوا في ذلك. لا يكاد يوجد كهرباء، ولم يتم تطهير المياه منذ أن سيطر عليها التنظيم. وسط المدينة بات يشبه مدينة أشباح».
وشبه اللاجئ الهجمات الروسية بـ «برجل أعمى يضرب كل الأماكن باستثناء الأماكن التي يتواجد بها التنظيم. الهجمات الفرنسية كانت رجعية وعشوائية. رسالتي إلى بريطانيا: لقد تم ذبح وتشريد أبناء بلدي لأن دولا أجنبية تقوم بتصفية الحسابات مع بعضها البعض. أنا لا أؤيد أي نوع من التدخل لا يساهم في إعادة الاستقرار وإعادتنا إلى بلادنا، فضلا عن التخلص من بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية».
ويوضح هيرست أنه «لو سقطت القنابل على التنظيم فسوف تسقط أيضا على المدنيين المحرومين والذين يشعرون بالرعب والهلع داخل الرقة نفسها. إذا سقطت الرقة غدا، لن يحتاج التنظيم إلى الانتقال إلى سرت في ليبيا، أو سيناء أو مصر أو تونس أو الأردن؛ فهم بالفعل هناك، وكما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فقد وصل مؤخرا ضباط عراقيون بالتنظيم إلى مدينة سرت، التي تتحول بسرعة إلى عاصمتهم الاحتياطية، وهي على بعد 400 ميل إلى الجنوب من صقلية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها