في ندوة مؤسسة الجوف للإعلام: وزير الإعلام يدعوا ابناء الجوف الى التصالح وانهاء الثأرات
في أول خطوة من نوعها لمحافظة الجوف، أقامت السلطات المحلية للمحافظة وبالتعاون مع مؤسسة الجوف للإعلام (نبأ) ندوة تعريفية اليوم، في العاصمة صنعاء عن " حضارة الأجداد في المحافظة ومستقبل أبنائها"، شارك فيها عدد كبير من زعماء العشائر ورجال القبائل في المحافظة، إلى جانب مشاركة السلطات المحلية ممثلة في المحافظ محمد سالم بن عبود، وراعي الندوة بالإنابة عن رئيس الحكومة، وزير الإعلام علي العمراني.
وتميزت الندوة بإقبال كبير من أبناء المحافظة احتشدت بهم قاعة مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب تميزها بعقد الندوة في موعدها المحدد في التاسعة والصنف، خلافا لكثير من الفعاليات التي يقيمها ناشطون على مختلف المستويات، ويلجأ منظموها إلى تأخير موعد إقامة الفعالية بسبب تأخر المشاركين والإعلام على حد سواء.
وفي الفعالية، ألقى محافظ الجوف محمد سالم بن عبود كلمة أكد فيها أن الجوف تمتلك أكبر احتياطي من النفط والغاز على مستوى اليمن إن لم يكن على مستوى شبه الجزيرة العربية، حسبما تشير إليه المسوحات في هذا الجانب، إلى جانب امتلاكها ثروة زراعية بفعل تربتها الخصبة ومميزات مياهها الجوفية الذي سيجعل المحافظة تتربع عرش المحافظة اليمنية المنتجة اقتصاديا، ويجعل منها المحافظة الأولى في رفد البلاد باحتياجاتها من السلع الغذائية، ركيزة أساسية من مرتكزات الإقتصاد الوطني.
وأوضح، المحافظ، أن الأراضي الزراعية في الجوف تنتج ضعف ما تنتجه الأراضي الزراعية في العالم من الحبوب، مشيرا إلى إنتاج الفدان الواحد في الجوف ما يقدر بـ 4ر5 طن من الواحد، في حين أن نظيره في أراض زراعية حول العالم ينتج 5ر2 طن فقط، معتبرا ذلك مؤشرا على الدور المهم للمحافظة على المستوى الإقتصادي، والذي سيجعلها سلة غذائية لليمن، وسيصل خيرها للدول المجاورة والعالم، وقدرها على توفير الغذاء لأربعين مليون شخص في العالم إذا ما تم الإهتمام بها من قبل الحكومة.
وأشاد في هذا السياق، بالإجراءات التي سنها محافظ الجوف الأسبق العميد فضل القوسي، وقيامه بتشجيع المزارعين من خلال شراء محصولهم من القمح بسعر تشجيعي.
وطالب محافظ الجوف من وزارة الزراعة والري بتشجيع الزراعة بالمحافظة، مؤكدا أن محافظة الجوف تمثل سلة غذائية نظرا لتربتها الخصبة ومياهها الجوفية وذلك بشراء المحصول من المزارعين .
وعلى المستوى السياسي، تحدث المحافظ بن عبود، عن دور كبير لقبائل الجوف في ثورات اليمن الثلاث- سبتمبر وأكتوبر وفبراير- متحدثا في هذا السياق عن أن " محافظة الجوف مثلت خير تمثيل في ثورات اليمن" وخاصة في ثورة فبراير التي اندلعت مطلع العام المنصرم ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إضافة إلى أن الجوف أول محافظة يمنية تسقط بيد الثوار في ثورة فبراير، التي قال بأنها " هي أم الثورات في اليمن وحاولت إعادة أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر".
أما على صعيد موقع محافظة الجوف، في قائمة وسلم المحافظات اليمنية السياحية، فأشار محافظ إلى أن الإرث التاريخي الذي ورثته الجوف والمطمور تحت الرمال، وهو الإرث الذي سيجعل المحافظة من أهم محافظات البلاد التي يقصدها السائحون المحليون والسائحون من دول العالم، إذا ما إخراج الإرث التاريخي المدفون من تحت الرمال، وهو الأمر الذي لا يستطيع أن يقوم سوى الشرفاء في البلاد.
وأوضح بن عبود عن ستة مرتكزات أساسية، وضعها على قائمة أهدافه حين تولى منصب الحاكم في المحافظة، والتي حددها في إيجاد الأمن والإستقرار، والتعليم والصحة والطرق والمواصلات وتشجيع النشاط الزراعي، داعيا السلطات المركزية وزعماء العشائر والأحزاب والتنظيمات السياسية والمدينة والإجتماعية إلى الإسهام في تحقيق الأمن والإستقرار بالمحافظة، باعتباره مهمة جماعية ومهمة كل القوى في البلاد.
من جهته دعا وزير الإعلام في كلمته بالإنابة عن رئيس الحكومة، قبائل الجوف إلى ترك الماضي ورائها وفتح صفحة جديدة والتمسك بمبدأ التسامح وتقديم التنازلات فيما بينها لأجل أن تضع الحرب والصراعات والثارات القبلية، أوزارها.
وأشاد بمبادرة السلطات المحلية في تنظيم الندوة التعريفة بالمحافظة والحرص على إقامتها في العاصمة صنعاء، وإظهار آلامها وآمالها معا، متحدثا عن زيارته اليتيمة للمحافظة، التي تزامنت مع اندلاع الحرب السادسة بين الحكومة ومسلحي الحوثي، مضيفا أنه " كان يرى شيئا من الألم في عيون سكان المحافظة ويقول محدثا نفسه، متى يضع أبناء الجوف هذا الألم ومتى يضعون اللبنة الأولى في كسر الألم وتجاوزه".
وشدد، الوزير العمراني، على ضرورة أن تقر قبائل الجوف بوضع الحد الفاصل والنهائي لآلامهم، مخاطبا إياهم بالقول " كفى أيتاما وكفى آرامل في الجوف العزيزة، ورسالتي إلى كل محب للجوف بأن تضع الحرب الأخوية أوزارها، ونحلم ونأمل بأن تضعوا حدا للأرامل والثكالى والأيتام، والذي سيبدأ بالتنازل والتسمح هو أفضلنا".
وألقى رئيس مؤسسة الجوف للإعلام " مبارك العبادي"، كلمة شكر فيها السلطات المحلية في المحافظة وعلى رأسها المحافظ بن عبود، على جهوده التي يبذلها منذ توليه منصبه في تحقيق الأمن والإستقرار للمحافظة وإعادة الإعتبار لها تكون قبلة اليمنيين الإقتصادية والسياحية.
وأشار إلى أن محافظة الجوف، غائبة مجهولة بتاريخها السياسي والإقتصادي والسياحي، عن السلطات المركزية، التي لم تقم بجهود تذكر لإخراج المحافظة من وضعها، والإتجاه نحو تبني خطوات وإجراءات تحقق نهضة زراعية وصناعية في المحافظة البكر بخيراتها ومقدراتها.
وتم في الندوة تقديم ومناقشة ثلاث أوراق عمل، قدم ورقتها الأولى الدكتور ناجي ثوابه عن " الجوف بين الواقع والطموح، فيما قدم الورقة الثانية، عبد الحميد عامر، عن " الجوف في أعماق التاريخ"، في حين جاءت الورقة الثالثة عن " الجوف ..الوضع الراهن والتحديات التنموية" قدمها المهندس عبد الله الحاشدي.
وطالبت الأوراق في توصياتها، الحكومة بوضع خصوصية للمحافظة في مجال التقسيم ورفع التمثيل في البرلمان، وزيادة حصتها من الدعم المركزي المالي والإستثماري.
ودعا مقدمي الأوراق، إلى وضع آلية تنفيذية لتحقيق المرتكزات الست التي أعلن عنها المحافظ بن عبود، للنهوض بواقع المحافظة في مختلف المجالات.