هل ينجح بن عمر بتهيئة حوار باليمن؟
في ظل استمرار حالة التوتر الأمني والخلافات بين فرقاء السياسة في اليمن، تخيم أجواء من التشكيك بقدرة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر -الذي يقوم بزيارته السادسة إلى صنعاء- على تهيئة الأجواء أمام الحوار الوطني وإخراج البلاد من أزمتها.
فقد قالت مصادر يمنية إن قيادات حزبية حذرت خلال لقائها المبعوث الأممي من خطورة المرحلة الراهنة التي تمر بها اليمن ودعت الأمم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود التي تساعد البلاد على الخروج من مأزقها الحالي.
وترافقت زيارة بن عمر -الذي وصل إلى صنعاء السبت الماضي ضمن مهمة جديدة محورها الاستعدادات الجارية للحوار الوطني- مع توتر شديد في اللواء الثالث حرس جمهوري الذي يتمركز على الجبال المحيطة بالعاصمة صنعاء بين قائده الجديد العميد عبد الرحمن الحليلي وقائد الحرس الجمهوري أحمد نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
العديني يقول إن زيارة بن عمر تحمل إسنادات جديدة تخوله اتخاذ تدابير لمواجهة قوى الرفض
تصعيد أمني
ويري سياسيون ومراقبون في هذا التصعيد الأمني بالتزامن مع قدوم بن عمر لليمن بأنه يعد محاولة لإيصال رسالة لدوائر القرار المحلية والدولية بأن أي قرار قادم من شأنه عزل قائد الحرس الجمهوري نجل صالح لن يكون مرحبا به.
وكانت صحيفة أخبار اليوم قالت أمس -نقلاً عن مصادر لم تسمها- إن كتيبتين قتاليتين تابعتين للواء الثالث حرس تتمردان على أوامر العميد الحليلي، فقد ترفض هاتان الكتيبتان الانقياد لأوامره وتوجيهاته، ويقول قادة الكتيبتين "إنهم يأتمرون بأوامر قائد الحرس ولا يأتمرون بأوامر غيره".
وأضافت أن قائد الحرس أحمد علي قام خلال الأسبوعين الماضيين بسحب كتيبة الدفاع الجوي بكامل قوامها البشري وعتادها العسكري، حيث تضم أكثر من سبعمائة فرد وصف وضابط وتمتلك أحدث منظومات الرادارات وأجهزة ومعدات الدفاع الجوي دون موافقة قائد اللواء عبد الرحمن الحليلي.
مواجهة محتملة
وتعليقاً على ذلك يرى نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني أن استهداف السيطرة أو إعادة السيطرة على وحدات عسكرية جوية يلفت الانتباه إلى استعدادات لمواجهة محتملة مع سلاح الجو الذي خرج من سيطرة أنصار النظام السابق.
واعتبر في حديث مع الجزيرة نت أحداث اللواء الثالث والتوترات التي رافقت قيام قائد الحرس الجمهوري بنقل وحدة عسكرية متخصصة في الدفاع الجوي بأنها تثير تساؤلات هامة وتتعلق بالحوار الوطني المرتقب كونها تأتي -حسب وصفه- من داخل مؤسسة الجيش الذي يمثل أمر توحيده الملف الأصعب أمام جهود إنجاز الحوار الوطني المرتقب.
لكن العديني أكد في المقابل على أن زيارة بن عمر هذه المرة تحمل مزيدا من الإسناد الصادر من الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن تخوله اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة قوى الرفض المحتملة والحقيقية التي تعوق تنفيذ المبادرة الخليجية.
ويشير محللون إلى أن الوضع السياسي في اليمن يزداد سوءا بين الأطراف المتصارعة وأن زيارة بن عمر السادسة لليمن ستكون الأكثر تعقيداً رغم ما يمتلكه من إمكانيات دولية داعمة لعملية إنفاذ التسوية السياسية بالضغط على أطراف الصراع.
الربيعي: الوضع السياسي في اليمن يزداد سوءا ومهمة بن عمر ستواجه مشقة كبيرة
مشقة كبيرة
ووفقاً لرئيس مركز مدار للدراسات والبحوث وأستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن فضل الربيعي فإن مهمة بن عمر الحالية ستواجه مشقة كبيرة جداً ولا سيما أن أطراف الصراع في صنعاء ما زالت تملك القوة والنفوذ والمال في إدارة الصراع، على حد قوله.
وأشار الربيعي في حديث مع الجزيرة نت إلى أن الأحداث الأخيرة في اليمن أثبتت بأن لأطراف الصراع في صنعاء دورا كبيرا في جميع الاختلالات الأمنية الموجودة في معظم المحافظات اليمنية.
وأضاف أن "الواقع يشير إلى أن الرئيس السابق علي صالح ما زال يلعب دورا أساسيا في العملية السياسية باليمن وما زال يرفض الانصياع لنصائح الرعاة الدوليين باعتزال العمل السياسي والمغادرة خارج البلاد.
من جهته أشار السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح إلى أن مهمة التهيئة للحوار قد أنجز منها ما يمكن أن يصل إلى مستوى 60% وأن 40% لا تزال متعثرة.
وقال أحمد الصوفي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن ثمة أطرافا -لم يسمها- لا ترغب في أن تنجح فكرة التهيئة للحوار.
وأضاف "يبدو أن سبتمبر القادم لن يكون الموعد الدقيق لتدشين الحوار، رافضاً في سياق الحديث التعليق على تساؤل الجزيرة نت بشأن الخلافات الدائرة بشأن ملف هيكلة الجيش وإقالة أقارب صالح من المناصب القيادية العليا في المؤسسة العسكرية بالبلاد.
المصدر:الجزيرة نت