خبراء يفجرون مفاجأة بشأن تكاليف تدخل روسيا بسوريا
بدأ الحديث في روسيا وخارجها عن التكلفة المادية للحملة العسكرية الروسية في سوريا، وعن قدرة موسكو على حمل أعبائها لفترة طويلة، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية واستمرار الأزمة الأوكرانية.
وقالت ريفا بهالا نائبة رئيس شركة ستراتفورد الأميركية المتخصصة بالاستخبارات الجيوسياسية، إن موسكو لن تكون قادرة على تحمل النفقات لأكثر من أربعة أشهر، حيث تبلغ تكلفة الغارات الجوية والطلعات غير القتالية نحو مليوني دولار يومياً على الأقل.
وأوضحت في مقابلة لقناة "سي.أن.أن" أن إطلاق صواريخ كروز من السفن الروسية في بحر قزوين إلى أهداف في سوريا كان عرضاً مكلفاً للقوة، إذ تبلغ تكلفة إطلاق الصاروخ 30 مليون دولار على الأقل.
وبحسب ديمتري بسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فإن موسكو تتحمل وحدها تكاليف الحملة العسكرية في سوريا بالكامل.
كما أوضح وزير المالية الروسي أنطون سيلواتوف أن معظم النفقات العسكرية في سوريا تذهب لتأمين الوقود والأسلحة للطائرات، حيث يتم تأمينها بواسطة سفن إنزال ضخمة وطائرات نقل عسكرية، مضيفا أن قسماً كبيراً من الأموال ينفق للمحافظة على التقنيات العسكرية في حالة صالحة للعمل بطاقتها القصوى، علماً بأن الطائرات الروسية تنفذ حوالي عشرين طلعة يوميا.
وتعليقاً على ذلك، قال الخبير في مركز التحليل الإستراتيجي فاسيلي كاشين إنه لا يستغرب مثل هذه التحليلات، فقد نشر مركز ستانفورد منتصف الشهر الماضي قبل الحملة العسكرية أن التدخل الروسي في سوريا سيكلف الخزينة نحو نصف مليار دولار، وذلك قبل معرفة عدد الطائرات أو تعدد القوات المشاركة.
وأوضح كاشين للجزيرة نت أن هدف نشر هذه التقديرات المبالغ فيها هو إخافة صانع القرار الروسي من التأثيرات الاقتصادية، وأن من المضحك تخصيص ميزانية كبيرة لمشاركة أسطول البحر الأسود بينما هو لا يقوم بأي عمليات في سوريا.
وبحسب الخبير فإن تكلفة التدخل الروسي بمشاركة خمسين طائرة وبضعة آلاف من الجنود، لا تتعدى تكاليف إجراء مناورة عسكرية كبيرة.
أما الأرقام التي تحدثت عنها بهالا فهي "خيالية" حسب قوله، مضيفا "وإذا كانت تقصد أن هذه المبالغ تشمل السلاح المقدم لقوات النظام السوري، فإنه مدفوع الثمن من إيران وسوريا".
وأضاف كاشين أنه يعتقد أن تكلفة الحملة الروسية تم حسابها بالمقاييس الأميركية، فتكلفة صاروخ كروز كليبر الروسي الصنع لا تتجاوز 600 ألف دولار وليس 30 مليون دولار.
وتشارك في الحملة الروسية خمسون طائرة ما بين طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات متعددة الأغراض ومروحيات، في حين يبلغ تعداد العسكريين الروس في سوريا 1600 عسكري.
من جهته أكد المحلل العسكري فيكتور ليتوفكين أن روسيا حسبت إمكانياتها قبل تدخلها في سوريا، وهذا يشمل تعداد الطائرات وأنواعها والقوات المشاركة والأسلحة والطلعات الجوية والمواقع التي سيتم استهدافها.
وأضاف أن لدى روسيا ما يكفي من الأموال لتحمل نفقات الحملة، وكذلك الحال بالنسبة لسوريا، فموسكو لا تقدم دعمها للنظام بلا مقابل، مع أنها يجب أن تقدم جزءا من المساعدات لمكافحة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية انطلاقا من مصلحتها الوطنية، حسب قوله.
وأضاف ليتوفكين أن كثيراً من المحللين الغربيين يجهلون طريقة عمل المؤسسات المالية التابعة لوزارة الدفاع وحسابات التكاليف، وأنهم ينطلقون في تحليلاتهم من معايير الرفاهية الغربية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها