جنوبيون يؤيدون الوحدة والحوار باليمن
رغم تنامي دعوات الانفصال ورفض الحوار الوطني في المحافظات الجنوبية من اليمن، إلا أن الأصوات المؤيدة للوحدة والحوار تتزايد هناك يوماً بعد يوم، وهذا ما أظهرته مشاركة عشرات الآلاف في فعالية الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لاستقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني.
وقال وكيل محافظة الضالع -لحسون صالح مصلح- إن غالبية أبناء الجنوب يؤيدون الوحدة اليمنية، وإن اليمن كان موحداً عبر التاريخ ولم يتجزأ إلا بفعل الاستعمار، مشيراً إلى أن الفترات التي بقي فيها اليمن موحداً هي أقوى الفترات في التاريخ اليمني.
لحسون مصلح:غالبية أبناء الجنوب يؤيدون الوحدة (الجزيرة نت)
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن أبناء الجنوب ذهبوا لنصرة ثورة سبتمبر التي ساندت ودعمت ثورة أكتوبر في الجنوب وصولاً إلى الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، "الأمر الذي يؤكد وحدة الإرادة ووحدة تطلعات الشعب اليمني شمالاً وجنوباً للتخلص من ظلم الإمامة وجبروت الاستعمار".
مظالم كثيرة
ونبه مصلح إلى وجود مظالم كثيرة في الجنوب لكن ذلك لا يستدعي المطالبة بالانفصال، إذ إن مؤتمر الحوار الوطني كفيل بحل كل تلك المظالم والمشكلات، متهماً المنادين بالانفصال بالارتباط بأجندة خارجية تدعمهم وتؤيد مطالبهم.
ودعا وكيل محافظة الضالع كل أبناء الجنوب للمشاركة بالحوار الوطني، مشيراً إلى أن الحراك ليس هو الممثل الوحيد للجنوب، "بل هناك كثير من القوى الأخرى في الجنوب، كلها تمثل الجنوب، وعليها المشاركة في الحوار لطرح كل ما يهم تلك المناطق".
من جانبه قال القيادي في حزب الإصلاح صلاح باتيس "إن الكثير من الجنوبيين يؤيدون الوحدة والحوار الوطني وتصحيح مسار الوحدة مع بقاء اليمن موحداً، والانتصار للمظلومين شمالاً وجنوباً"، مشيراً إلى أنه "لن ينتصر ثوار اليمن إلا بالاتحاد مثلما اتحد الثوار الأوائل الذين حققوا النصر لثورتي سبتمبر وأكتوبر".
باتيس: لن ينتصر ثوار اليمن إلا بالاتحاد(الجزيرة نت)
واعتبر باتيس -في تصريح للجزيرة نت- أن ما يحدث من انقسام في الجنوب بين مؤيد ومعارض للوحدة يأتي نتيجة الفهم الخاطئ لحقيقة الوحدة، مشيراً إلى "أن الخطأ لم يكن في الوحدة كونها هدفاً من أهداف الثورتين في الشمال والجنوب، وإنما كان الخطأ في الطريقة التي تمت بها الوحدة وفي النظامين اللذين وقعا عليها".
التهيئة للحوار
ودعا باتيس اليمنيين شمالاً وجنوباً للاتجاه لمؤتمر الحوار ولكن بعد تهيئة الأجواء لذلك وإقالة بقايا عائلة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وتوحيد الجيش والأمن وضمان تطبيق نتائج الحوار، بحيث يكون لليمن جيش وأمن وطني يحمي خيار الشعب بعد الحوار.
كما رأى أنه "يجب توجيه رسائل لأبناء الجنوب من خلال تمكين المهمشين والمبعدين من وظائفهم واعتبار شهداء الحراك وشهداء الثورة السلمية شهداء للوطن، ووضع حد للفوضى في المحافظات الجنوبية وإيقاف العبث بمؤسسات الدولة والثروات والأراضي، بهذا الشكل يُصحح مسار الوحدة ويمهد لحوار وطني حقيقي يثمر وحدة حقيقية".
بدوره يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن الدكتور فضل الربيعي أن هناك اتجاهين في الجنوب بخصوص الوحدة اليمنية، الأول رافض للوحدة وجلُّ مؤيديه هم الشباب، وربما جاء ذلك نتيجة انعدام الأفق لديهم وما عانوه خلال فترة الوحدة من التهميش والبطالة، فيما الاتجاه الثاني يؤيد الوحدة وجلُّ مؤيديه من النخب السياسية والذين يرى بعضهم أن تحل القضية الجنوبية عبر الفيدرالية المشروطة.
وأشار الربيعي للجزيرة نت إلى أن البعض الآخر يرى أن لا تستمر الوحدة كما هي، بل لا بد من إصلاحات تصحح مسارها. واعتبر أن الوحدة اليمنية بنيت على خطأ وهيمنة سياسية من الطرفين الموقعين عليها، "كونهم همشوا كل القوى السياسية والاجتماعية وهيمنوا على السلطة منفردين، واستمرت الهيمنة بعد حرب صيف 1994 من قبل طرف واحد من الطرفين الموقعين على الوحدة".
ونوه الربيعي بأن الوحدة اليمنية تمت دون مراعاة الخصائص السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشمال والجنوب، "حيث تمت قبل إيجاد مؤسساتها التي تعمل على جعل مسارها صحيحاً".